رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. صناعة السجاد والكليم تصارع البقاء في الوادى الجديد

فيتو

تعتبر صناعة السجاد والكليم اليدوى واحدة من الصناعات البيئية التي تشتهر بها محافظة الوادى الجديد إلى جانب صناعات أخرى تفوقت فيها وحازت بها شهرة خاصة عن دون المحافظات الأخرى، وذلك نظرا لطبيعة البيئة التي تتميز بهاالواحات وانعزالها لفترة طويلة عن محافظات الجمهورية مما جعلها سكانها يعتمدون على انفسهم بشكل كبير.


على الرغم من تفوق واحات الوادى الجديد في هذه الصناعة اليدوية إلا أنها شهدت تراجع كبير خلال السنوات الماضية بسبب تدهو السياحة واتجاه العاملين بها، إلى العمل في الحرف الأخرى بسبب قلة العائد المادى من ورائها بالإضافة إلى إهمال الدولة لها لسنوات عديدة شأنها كشأن باقى الحرف اليدوية الأخرى بالواحات.

غزالة، مفتل، غزالة، مفتاح هذه هي الأدوات البسيطة للعاملين في تلك الحرفة بالواحات والذين أبدعوا فيها بشكل كبير خلال السنوات الماضية للتراجع أيضا بشكل غير مسبوق خاصة خلال السنوات العشر الأخيرة.

سهير عبدالله أحد العاملات في تلك المجال أكدت أن صناعة السجاد والكليم تراجعت بشكل كبير وأصبحت تنحضر في عدة مناطق بيعنها في الواحات مثل مركز الحرف اليدوية في الخارجة، قرية البشندى ببلاط والتي تعتبر أكبر القرى العاملة في هذا المجال، بالإضافة إلى جمعية تنمية المجتمع المحلى بقرى اللواء صبيح بالفرافرة حيث يتم صناعة السجاد والكليم من الصوف البلدي ذي الفتلة الطويلة الذي يتم إنتاجه من أصواف الأغنام أو القطن طويل التيلة مضيفة: أن صوف الأغنام هو الذي يستخدم بكثرة ويتم غزله وصناعته بشكل جيد جدا.

وأكدت سهير أنه لا توجد ورش منزلية مثلما كان قديما وذلك نظرا لقلة العائد المادى وأحجام الكثير عنها وعدم وجود منافذ بيع أو تسويق لتلك المنتجات في المحافظة، مؤكدة أن السجاد والكليم يتم تصنيعة في المحافظة باعلى التكاليف ويتم بيعه بأرخص الأسعار للتجار الذين يأتون لشرائه من المحافظات الاخرى ويتم عرضه بأسعار مرتفعة في المعارض الخاصة بهم بالخارج، مضيفة: أن التجار يحققون هامش ربح كبير عكس ما يشترون بهمن صغار المنتجين.

وأكدت سهير أننا لا نعلم أبناءنا هذه الصنعة حاليا لأنها غير مجدية وأصبحت لا تدر دخلا مضيفة: أن المراكز الحرفية التابعة للحكومة هي التي ما زالت تتنتج السجاد والكليم ولكن بشكل ضئيل جدا بغرض المحافظة على التراث والمشاركة في المعارض وتنشيط السياحة فقط مضيفة أنه سوف يأتى يوم وتنقرض تلك الحرفة إلا لم يتم الاهتمام بها وتخصيص دعم مالى كبير.

من جانبها قالت نادية عزمى مقررة فرع المجلس القومى للمرأة بمحافظة الوادى الجديد إن هناك مساعى من جانب المجلس والهيئة العامة لقصور الثقافة للحفاظ على تلك الصناعة والتي تعتبر موروثا وتراثا للواحات، مضيفة: أن تشجيع الصناعة يأتى من خلال تدريب الفتيات والسيدات مقابل أجر مادى وذلك بهدف تحفيزهم نحو إقامة ورش ومشروعات صغيرة خاصة بهم يمكنهم من خلالها توفير عائد مادى وفرص عمل لغيرهم.

وأكدت عزمى أنه بالفعل تم بدأ دورتين لتعليم صناعة الكليم والسجاد والأرابيسك بمدينة الخارجة وذلك لتدريب 40 فتاة كبداية أولى، مضيفة: أن الدورة لمدة 25 يوما وأجر مادى وتستهدف السيدات غير العاملات والفتيات من فوق سن 18 عاما، مضيفة: أنه سيتم التوسع في تلك الدورات خلال الأيام المقبلة.
الجريدة الرسمية