رئيس التحرير
عصام كامل

3 دول أوروبية ضمن الأسوأ في حقوق الإنسان.. رومانيا تنتهك حقوق الأقليات.. غياب المحاكمات العادلة في أوكرانيا تجعلها ضمن القائمة.. والتشيك تضطهد اللاجئين وتصادر حرية الوافدين إليها


حالة حقوق الإنسان في أوروبا، عبارة تطرأ على مسامع العرب ليل نهار، ناشطون حقوقيون يتخذون تعامل الدول الأوروبية مع هذا الملف، نموذجا تمنوا لو طُبق في بلاد الشرق، إلا أن الواقع الأوروبي يثبت فرقا كبيرا بين الخطاب والممارسة، ففي بعض الأحيان لم يكن أفضل حالا من الأوضاع المتردية في بلاد الشرق.


بلدان أوروبية من الممكن أن نحسبها بتعبير شبه عنصري «دول العالم الثاني» ممن تركت لهم الأوضاع الاقتصادية والحروب والانقسامات ومخلفاتها، رصيدا من الغلظة والتطرف في بعض الأحيان مع مواطنيها، وأشد غلظة مع كل من هو غير أوروبي.

دولة التشيك
تقارير حقوقية عدة، تحدثت عن تعامل جمهورية التشيك مع اللاجئين الذين يدخلون أراضيها في طريقهم إلى دول أوروبا الغربية واصفة إياه بالانتهاك الممنهج لحقوقهم.

واتهم زيد رعد الحسين، مبعوث الأمم المتحدة لحقوق الإنسان السابق، التشيك بانتهاك حقوق اللاجئين لردعهم عن دخول أراضيها، وأن السلطات الرسمية في التشيك تقوم بتفتيش اللاجئين بشكل شخصي بعد تجريدهم من ملابسهم تماما ومصادرة ما يحملونه من أموال لتأخذها نظير احتجازهم الذي يستمر تسعين يوما أحيانا.

وقال «الحسين» إن الانتهاكات لحقوق اللاجئين ليست معزولة ولا من قبيل المصادفة، بل هي منظمة ويبدو أنها جزء من سياسة الحكومة التشيكية المصممة على ردع اللاجئين من عبور البلاد أو البقاء فيها.

ووصفت التقارير معاملة التشيك للاجئين بالمهينة، إذ تحتجزهم لمدة أربعين يوما وأحيانا أكثر من ذلك في ظروف سيئة خاصة بمركز بيلا يزوفكا للاحتجاز الذي وصفه وزير العدل التشيكي روبرت بيليكان نفسه بأنه أسوأ من سجن.

لم يكن اللاجئون وحدهم من يعانون من الإجراءات التعسفية للدولة التشيكية بل جاءت تصريحات رئيسها ميلوس زيمان، معبرة عن السياسة العامة للدولة حيال حقوق الإنسان، القائمة على التمييز، التي قال فيها إن المسلمين الواصلين حديثا لبلاده: «سيفرضون قوانين الشريعة الإسلامية فيها»، فضلا عن تحذيرات الأمم المتحدة من انتهاك التشيك المستمر للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.

رومانيا
رومانيا إحدى دول أوروبا الشرقية، وتأتي على رأس الدول التي تنتهك حقوق، ولا سيما أنها دولة علمانية ويوجد بعض الانتهاكات ضد طوائف مسيحية بعينها والأقلية المسلمة.

ويطلق على الدولة الرومانية أنها دولة سيئة السمعة في مجال حقوق الإنسان باعتراف دولي، فرغم أن انضمام رومانيا إلى الاتحاد الأوروبي، ساهم بشكل واسع في إتاحة حرية التنقل في هذا الفضاء منذ عام 2007، مما أدى إلى هجرة أكثر من مليوني روماني من بلادهم نحو بلدان أوروبية أخرى، نتيجة الأوضاع الاقتصادية المتردية والتقييم على الحريات العامة.

أوكرانيا
تعد أوكرانيا إحدى البلدان الأوروبية، التي يمارس فيها انتهاكا واضحا لحقوق الإنسان، لا سيما أن البعثة الأخيرة للأمم المتحدة في ديسمبر من العام الماضي، أشارت إلى أن الانتهاكات هناك تتعلق بالحق في الحياة والحرية والأمن والسلامة البدنية، وكذلك الحق في محاكمة عادلة وحرية التعبير والتجمع السلمي.

وأشار تقرير البعثة أيضا إلى أن الحصار التجاري على القرم الذي فرضه نشطاء أوكرانيون أثناء الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، خلف وراءه انتهاكات، لم يتم التحقيق فيها على النحو الواجب من قبل قوات تنفيذ القانون.

وأشارت تقارير حقوقية إلى أن العنصرية والقلق من الأجانب على الأراضي الأوكرانية، وانتشار الفساد دون آلية واضحة لمحاسبة المفسدين، كلها عوامل تؤدي بطبيعة الحال إلى انتهاكات صريحة لحقوق الإنسان في أوكرانيا.
الجريدة الرسمية