رئيس التحرير
عصام كامل

تعرف على الفرق بين التماثيل والمسلات عند الفراعنة


كانت التماثيل من بين أهم العلامات المميزة للفن المصري القديم، وكانت للتمثال مهمة أساسية في المقبرة عبر العصور الفرعونية؛ وهي تمكين الروح من التعرف على ملامح الشخص المتوفى، فلا تخطئه في الدار الآخرة.


وازدهر فن النحت في الدولة القديمة والوسطي والحديثة، وأثمر عن عدد من التماثيل بأنواع مختلفة، واستخدم المصريون حجم التمثال للتعبير عن الوضع الاجتماعي، فحجم تمثال الفرعون كان يفوق الحجم الطبيعي، ويزن أحيانا عدة أطنان، وكانت تماثيل الكتبة وموظفي البلاط بالحجم الطبيعي تقريبا، وأما تماثيل الخدم والعمال فكانت، رغم دقتها العالية، أصغر حجما؛ ولا يزيد ارتفاعها في العادة على 50 سم.

وأظهرت تلك التماثيل الخادم في أوضاع العمل المختلفة، وهذا إضافة إلى تماثيل الأوشابتي بالغة الصغر التي لا يزيد ارتفاعها على بضعة سنتيمترات، وهذه يستدعيها صاحبها، في الدار الآخرة، لكي تؤدي عنه العمل الصعب الذي لابد وأن يقوم به وكان هناك 365 من هذه التماثيل الصغيرة (الأوشابتى)؛ أي بعدد أيام السنة، وهذا العدد ليس بالإلزام فيمكن أن يصل إلى أكثر من 400 أوشابتى كما كان في مقبرة توت عنخ أمون.

المسلات
والمسلات من المعالم الرئيسية المميزة للنحت المصري، واعتمدت في صناعتها على تقنيات معمارية عالية؛ إذ كانت المسلة تنحت من كتلة صخرية واحدة، وكانت المسلات من أبرز معالم العمارة القديمة، وتقام عادة على جانبي مداخل المعابد، وكان للأعمدة وضع خاص في العصرين الفرعوني واليوناني، ويتكون العمود، سواء كان رباعي الشكل أو مستديرا، من ثلاثة أجزاء: قاعدة، وبدن، وتاج، واتخذت التيجان أشكالا شبيهة بالزهور وأوراق النبات؛ مثل النخيل ونبات اللوتس، ومن الأشكال الشائعة أيضا، شكل السلة المجدولة؛ بأشكال حليات نباتية وعناقيد عنب في داخلها.

وفي العصر البطلمي اكتشف الملوك والأباطرة أنواعا كثيرة من الرخام في جبال البحر الأحمر، واستخدموها بكثافة في التماثيل والإنشاءات.

وأصبحت الحركة وثنايا الملابس واضحة في أساليب النحت، وعثر على تماثيل كثيرة للملوك والأرباب، وظهر نوع خاص من التماثيل في ذلك العصر عرف بالتيراكوتا أو الطين المحروق، وهي تماثيل صغيرة مصنوعة من الفخار يتراوح ارتفاعها بين 20 و50 سنتيمترا، وقد عثر على تماثيل كبيرة تصور الحيوانات؛ مثل القط والقرد والثور والأسد والكلب، إلى جانب الأشكال الآدمية.

والأدوات التي استخدمها الفنانون القدماء في صناعة التماثيل فهى في أساسها أدوات حجرية وتضم هذه الأدوات (بريمة من الظران ومصقلة ومثقاب وعجينة للحك والصقل ومطرقة وأزميل وفى النادر القليل تستخدم المناشير النحاسية).

البعث
كان قدماء المصريين يؤمنون بفكرة الحياة بعد الموت. وكانت الديانات المصرية القديمة تقول إن الإنسان لا يمكن أن يبعث في الآخرة إلا بعد أن تعود الروح إلى الجسد.

واعتقد الفراعنة أنه ينبغي تحنيط الميت لحماية جثته من التحلل كي تتمكن الروح من العثور على الجسد لتتم عملية البعث.

وطور الفراعنة أساليب التحنيط على مدى مئات السنين واكتشفوا أنه يجب في البداية إزالة الأعضاء الداخلية لحماية الجثة من التحلل، ثم معالجتها بالأملاح والأصماغ وزيت الأرز والعسل والقار بهدف تجفيفها وحمايتها من الجراثيم، واختيار مكونات مواد التحنيط كان يتأثر بعامل التكلفة وبصيحات الموضة التي كانت سائدة، إذ كان أثرياء قدماء المصريين يحرصون على شراء مواد التحنيط الثمينة لتكريم موتاهم.

ولذلك كانوا أحرص ما يكون عند صناعة التابوت أن يكون أقرب ما يكون في الشبه من المتوفى حتى لا تخطئه الروح عند العودة للجسد المسجى والمحنط بداخله.
الجريدة الرسمية