رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية "عم ضياء" في رحلة تجارة البلح من أسوان إلى الإسكندرية (فيديو)


في أحد الأكشاك الخشبية الصغيرة في منطقة المنشية بالإسكندرية، يجلس عم ضياء محمد البدري صاحب الـ ٥٣عاما، مرتديا جلبابا طويلا، تحيط به أنواع كثيرة من المنتجات الرمضانية من البلح والتمر، ليروي حكاية رحلته مع تجارة البلح، والتي تمتد بطول مصر، من أقصى جنوب الصعيد، إلى محافظات الدلتا والمحافظات الساحلية.


توارث "عم ضياء" المهنة منذ الصغر عن عمه، الذي كان يعمل في تجارة البلح منذ أكثر من ٥٠ عاما، ويشتهر في كثير من الأسواق بالمحافظات الساحلية بـ"شيخ التجار".

وأضاف عم ضياء، أنه كان يحرص على تعلم أصول وأسرار المهنة والتجارة منذ ٤٠ عاما مع رحلة التنقل من محافظة إلى أخرى بحثا عن "لقمة العيش" والرزق للإنفاق على أسرته، وكانت البداية الأولى مع تجارة البلح، من خلال شراء النخيل وتوزيعه على بعض المدن ومنها طنطا، وسوق البلح بالقاهرة، والمجمعات الاستهلاكية من مختلف أنواع وأصناف البلح والتمور، والمنتجات الأسوانية المتميزة.

وأوضح أن هناك مراحل عديدة للحصول على ثمار البلح الذي يجمع بمحافظة أسوان، وتبدأ المرحلة الأولى لجمع البلح من النخيل، ووضعه على الأرض في مكان مكشوف لتسليط أشعة الشمس عليه لحفظه، ومن ثم تأتي مرحلة تنشيف البلح، ثم عملية الفرز وجمعه في شوال من الخيش، والدخول بعدها في مرحلة أخرى من عملية التبخير، ويأتي ذلك من خلال وزارة الزراعة لحفظ البلح من الحشرات، ووضع أحد العلاجات لحماية البلح من دخول الحشرات، حتى لا يصاب المواطن بأى أمراض خلال تناول ثمرة البلح.

وأضاف أنه عقب الانتهاء من هذه المرحلة، تبدأ رحلة الترحال ونقل كميات البلح إلى بعض المحافظات خلال مواسم الأعياد والمناسبات الدينية.

وأكد، أن هناك الكثير من أنواع البلح وهي الملكابي، والبرتمودا، والجونديله، والسكوتي، والعينات والشامية، وهذه أشهر أنواع البلح، من بين الكثير من الأنواع التي يصل عددها إلى ٤٠ نوعا يختلف عن غيره، ومنها البلح الكبير، والصغير، والأبيض.

وقال" كل أنواع البلح نعمة من عند الله"، لافتا إلى أن نخيل البلح لا يحصل على سماد عضوي ولا أي مبيدات، بل ينتج البلح الطبيعي المفيد لصحة الإنسان، مضيفا، أنهم يطوفون جميع أسواق محافظة الإسكندرية للبيع، لكنهم يستقرون في المحافظة حيث يستأجرون شققا ومخازن لاستمرارهم فترة طويلة بالمدينة.

واستكمل، أنهم يقطعون المسافات الطويلة من محافظة أسوان إلى الإسكندرية، للبحث عن لقمة العيش، إذ اعتاد على المجيء الإسكندرية وأصبح يأتي كل عام بمفرده ضمن فوج من روّاد المهنة، موضحا أنهم يتفرقون في العديد من المحافظات الأخرى.

وأشار إلى أن أسعار البلح متغيرة وليست ثابتة من عام إلى آخر، وهذا يأتي نتيجة تكلفة نقل كميات البلح من المحافظات وتوزيعها على الباعة الجائلين في الأسواق، وهو ما يزيد من الأعباء الكبيرة على التجار في تحمل هذه التكلفة.

ولفت إلى أن أسعار البلح تختلف من نوع لآخر، وتتراوح ما بين ١٥ إلى ٤٠ جنيها على حسب طلبات الزبائن من الأنواع والكميات التي يحتاجون إليها خلال أيام الصوم، بالإضافة إلى توفير أنواع من التمر الهندي الأصلي والذي يصل إلى ٣٠ جنيها للكيلو، والكركديه البلدي الأسوانى يصل إلى ٧٠ جنيها للكيلو، على خلاف توفير النوع السوداني، والذي يعتبر أقل سعرا من البلدي، وبعض المنتجات التي يتم استقطابها من محافظة أسوان.

وأضاف، أنه يتم التجهيز والتحضير لموسم رمضان، منذ بداية شهر رجب حتى أولى أيام شهر رمضان، من وضع الأنواع الكثيرة من البلح والتمور والمنتجات الغذائية الأخرى.

وتابع، أنه عقب الانتهاء من البيع للزبائن والباعة في أسواق محافظة الإسكندرية بشهر رمضان، تبدأ رحلة أخرى إلى المحافظات الساحلية الأخرى، والتي منها مدن طنطا ورشيد وإدكو والمنصورة، لبيع البلح والتمور على المواطنين للاحتفال ببعض المناسبات والأعياد الدينية الأخرى.
الجريدة الرسمية