رئيس التحرير
عصام كامل

وجبة سحور صحفية في بيت مصطفى أمين

مصطفى أمين
مصطفى أمين

تحت عنوان (السحور في بيت مصطفى أمين له طعم تاني)، كتب الصحفي اللبناني سعيد فريحة، في مجلة "الصياد" اللبنانية، عام 1970، يشرح تفاصيل ليلة قضاها في ضيافة مصطفى أمين، حيث تناول السحور مع كتاب مصر وفنانيها، منهم: محمد عبد الوهاب.. أم كلثوم.. عبد الحليم حافظ.. مجدي العمروسي.. كامل الشناوي.. على أمين.. إحسان عبد القدوس.. محمود السعدني.. جليل البنداري.. أحمد رجب.. سعيد سنبل.. موسى صبري.. كمال الملاخ، فيقول:

بدأ جليل البنداري السهرة بسؤال: لماذا أسلوب سعيد فريحة في الكتابة قريب من أسلوب المصريين؟ فقال محمود السعدني: لأنه متأثر بأسلوبى في "روز اليوسف"، وأسلوب صالح سليم في النادي الأهلي.
وقال مصطفى أمين: نسأل سعيد فريحة نفسه.. فقلت: إذا كان مايقوله جليل البنداري صحيحًا فهذا شرف لي، وأنا أكتب زيكم لأنى تأثرت في شبابى بأسلوب الأستاذ محمد التابعى وأسلوب التوأمين مصطفى وعلى أمين.
دخل عبد الوهاب في الحديث، وقال: هل أسلوب الكاتب أو الفنان ينبع من ذاته أم يكتسب؟. قال كامل الشناوي: الأسلوب لا يُكتسب بل ينبع من الذات، وأيده كمال الملاخ.
وقال عبد الوهاب: لكنَّ هناك كتابًا وفنانين تأثروا بأساليب معينة وراحوا يمارسونها، أفلا يعني هذا أن الأسلوب لاينبع دائمًا من الذات بل يمكن أن يكتسب؟
قال موسى صبري: إذا حدث ذلك فسيكون الاكتساب ناتجًا عن التجاوب والتفاعل بين أسلوب كأمن في الذات والأسلوب المكتسب منه.
رد كامل الشناوي، قائلا: إذا حاول أحدٌ أن يمارس أسلوبًا معينًا، هنا يكون مقلدًا لا متأثرًا بأسلوب يتجاوب مع روحه فيكون أشبه بالببغاء.
تدخل عبد الحليم حافظ في الحوار، وقال: إذا كان الأسلوب ينبع من الذات، فلماذا يتأثر أحدنا بأسلوب آخر، ولا يتأثر الآخرون بأسلوبه، وهل يعنى هذا أن هناك فريقين؛ واحد لا ينبع الأسلوب من ذاته فيتأثر بأسلوب معين، وآخر لا يمكن أن يتأثر بأي أسلوب لأن له أسلوبه الخاص به مثل الدكتور طه حسين.
كامل الشناوي: لكن طه حسين تأثر بمن سبقه من الأدباء كالجاحظ وأبو حيان التوحيدي.
قال جليل البنداري: مين التوحيدي هذا ؟! فرد عليه محمود السعدني، قائلا: دا واحد من بتوع نادي الزمالك.
سأل أحمد رجب الصحفي كامل الشناوي: وانت تأثرت بمين ؟
قال كامل: تأثرت بعبدالله ابن المقفع، فقال جليل البنداري: وبمن تأثر على أمين؟
قال على أمين: تأثرت بمصطفى أمين واحنا الإثنين تأثرنا بأستاذنا محمد التابعي.
قال البنداري: وبمن تأثر التابعي؟ أجاب مصطفى أمين: بالمنفلوطي.
اختتم إحسان عبد القدوس النقاش بقوله: الأسلوب هو الرجل، فقد يكتب أحدنا في السياسة بأسلوب أو بطريقة تختلف عن الطريقة التي يكتب بها في الأدب، لكن المنبع واحد والشخص واحد، تمامًا كما لو لبست أنا الجلابية، وارتديت الطربوش فأتبدل شكلا لكن أظل إحسان عبد القدوس.
الجريدة الرسمية