رئيس التحرير
عصام كامل

حماها الله!


ماذا كان سيقول الإمام الشعراوي الذي ولد في مثل هذه الأيام قبل 108 أعوام، لو رأى ما وصل إليه بنيان النظام العربي من تداعٍ هائل، بدأ بحرب الخليج الأولى، ثم احتلال أمريكا لبلاد الرافدين، وازداد انهيارًا باندلاع ثورات الربيع العربي التي أكلت ما بقي من تماسك المنظومة العربية حتى أصبح مشهد اليوم مخزيًا..


فالصراعات لم تعد فحسب عربية- عربية، بين دولة وجارتها، بسبب ما وضعه الاستعمار من ألغام الحدود السياسية التي جرى رسمها بعناية، لتكريس حالة النزاع الحدودي بين الدول الشقيقة بعضها بعضًا، ومنع التكامل والاتحاد فيما بينها.. بل الأدهى أنها صارت احترابًا أهليًا بين مكونات أو فصائل البلد الواحد كما يحدث اليوم في ليبيا.

اليوم نرى دولًا كانت ملء السمع والبصر ثم انهارت أعمدتها، وتهاوت أركانها وانفرط عقدها وتفككت جيوشها ولم يتبق إلا مصر حماها الله بفضل وعي شعبها ووطنية جيشها المتماسك، وإن لم تسلم هي الأخرى من مخططات الغدر والخيانة، وتآمر أعدائها من الداخل والخارج.. لكنها ستبقى إن شاء الله في رباط إلى يوم القيامة.
الجريدة الرسمية