رئيس التحرير
عصام كامل

حسن فايق: أشعلت ثورة 1919 بالمونولوج

حسن فايق
حسن فايق

في مجلة "المصور"عام 1969 كتب الفنان حسن فايق يروى ذكرياته مع ثورة 1919 وقال:

لم يكن دور الفن أقل من دور الخطب والمنشورات في ثورة 1919، وكنت في ذلك الوقت أميل لإلقاء المونولوجات الانتقادية الاجتماعية.


ومع بداية الثورة في مارس 1919 اتجهت على الفور إلى إلقاء المونولوجات الوطنية التي تثير حماس الثوار وتعلى كلمة مصر وتؤيد قضية الاستقلال وكان عمرى وقتها 21 سنة.

كان ممنوعا إقامة الحفلات بأمر حكمدار القاهرة الإنجليزي "رسل باشا" ولم يكن أمامى طريق لإيجاد مكان القى فيه مونولوجاتى سوى تكوين فرقة تمثيلية اشترك معى فيها مجموعة منهم يوسف وهبى وعبد الوارث عسر وأحمد جلال وحسين المليجى وبدأنا نقدم مسرحية (أريد أن أحيا ) وهى وطنية حماسية قدمت فيها مونولوجا يقول مطلعه :
مدد يارفاعى مدد.. مدد يارفاعى يا أسد
مين زينا احنا في البلد..ناكل رصاص من غير عدد
وفى المسرحية كنت اغنى واقول:
التاريخ الأسود حافظينه ومكتوب..واللى صباعه بيلعب مش حايتوب
مهما تهددنا بالويل والحروب.. حنجاهد ونطالب بالحق المسلوب
يادولة بريطانيا يانكثة العهود..سنين عدوا وفاتوا ونكثنى العهود
ونصبتى المفاوضة وفبركتى الردود..وكأنك عصابة بتزيف النقود

كانت هذه المنولوجات تثير الحماس عند المتفرجين فيخرجون من المسرح في مظاهرات ثائرة، لكن ثار رسل باشا وأمر بحصار مسرحي بالجنود المسلحين كل ليلة وأطلقت الصحف على مسرحى حصن برنتانيا بدلا من مسرح برنتانيا.

والأدهى من ذلك أن أصدر الحكمدار الإنجليزي قرارا بعدم تمثيل أي مسرحية أو إلقاء مونولوج إلا بتصريح خاص منه، وبالتالى رفض مسرحياتى ومونولوجاتى التي عرضتها عليه.

لكنى عرضت عليه مسرحيتى الأولى "أريد أن أحيا" بعد أن غيرت عنوانها إلى "الضحك على الذقون" فوافق عليها، وواصلت تمثيل المسرحية.. لكن جواسيس الحكمدار كشفوا اللعبة وابلغوا رئيسهم فأغلق المسرح.

وفكرت في مكان آخر أقدم فيه مونولوجاتى الحماسية وهو كنيسة مصر الجديدة وكان الناس يخرجون منها إلى الأزهر حيث يجتمع الثوار لسماع الخطب من الزعماء.

انتصرت الثورة وأفرج عن الزعماء سعد زغلول وصحبه وظللت اغنى بعدها:

إيه اللى جرى انهاردة ياحاج يس.. بلادنا بتلالى وناسها مزقططين
رايات تشرح وحاجات تفرح يا محمدين
الجريدة الرسمية