رئيس التحرير
عصام كامل

«ايد لوحدها تصنع المجد».. «كوثر» تروي قصتها مع صناعة جريد النخل (فيديو وصور)

فيتو

"لسه بنادي وأقول بنات الصعيد فيهم قلوب...وبإيديهم يصنعوا المستحيل..كل واحدة فيهم جبل واقف..لا بيخافوا ولا يرتجفوا غير من المولي عز وجل".. بتلك الكلمات وصفت فتيات ونساء الصعيد الذين يصنعن القفاص من جريد النخيل وبينهم فتاة تحدت ظروف إعاقتها لتمارس المهنة الشاقة من أجل لقمة العيش.


على جانبي أحد ترع قرية جراجوس التابعة لمركز قوص، جنوب محافظة قنا، بوابة من الجريد لبيت من البيوت القديمة تسمع فيه دقات الخشب، أمامه يوجد الكثير من جريد النخل، وبمدخل المنزل فتاة، تعمل بيد واحدة واليد اليسري والقدمين لا تتحرك، تلك الإعاقة لم تجعلها تتوقف وتنتهي الحياة بل أنها كانت دافعا لاستكمال مسيرة العمل في صناعة الأقفاص بيد واحدة.

"فيتو" زارت القرية لتتعرف أكثر على قصة كفاح كوثر التي قاربت على الخامسة والأربعين من عمرها، تلك الفتاة التي لم تتوقف حياتها بسبب المرض واستكملت مشوار والدها لتربية أشقائها.

الأنامل الذهبية

قالت "كوثر"، إنها تعلمت مهنة الجريد وعمل الأقفاص منذ كان عمرها 7 سنوات مع والدها، وكانت اليد اليمني لوالدها في العمل إلا أنها في سن العشرين أصيبت بمرض غامض، وظلت عائلتها تبحث عن دواء دون جدوى، مشيرة إلى أنها أجريت عملية لها داخل مستشفى حكومي على فقرات الظهر لكنها باءت بالفشل، ما تسبب لها في شلل بالقدمين وبعدها أصبحت قعيدة، بالإضافة إلى عدم حركة اليد اليسرى.

وأضافت أنها ظلت فترة طويلة تتابع مع الأطباء دون أي جدوى حتى أصبحت اليد اليمين هي التي تتحرك فقط، لافتة إلى أنها رفضت فكرة الاستسلام للمرض وكانت صناعة الأقفاص والأسرة والدولاب الجريدي تجيد صناعتها، وقررت استكمال مشوار والدها.

وعن طريقة عملها بيد واحدة قالت:" أتحرك حاليا على كرسي متحرك.. ورغم أني كنت في البداية محترفة في المهنة إلا أني حاليًا أعمل بمساعدة أشقائي وزوجاتهن فهم يقومون بعمل بعض الأشياء التي تستلزم تدخل اليد الأخرى وأقوم بالتقفيل وضبط المنتجات".

وتمنت "كوثر" مقابلة السيسي لتبلغه رسالة: "عايزة أتعالج وأرجع أقوم على رجلي تاني"، لافتة إلى أن سيرها على قدمها مرة ثانية حلم يراودها متابعة: "أول ما ييجي الليل ألم بشع بياكل في جسمي ومش بعرف آكل ولا أشرب".

وأكدت أن الإعاقة ليست في الأجساد ولكنها في العقل الذي يتوقف عند مرحلة عدم استكمال الحياة انتظارًا لتحقيق معجزة، مستطردة: "أعلم أن الله لن ينسى عبدًا يقول له يا رب.. ويراها تعمل وتجتهد حتى لا تمد يدها إلى أحد".

الجريدة الرسمية