رئيس التحرير
عصام كامل

«العلاقة».. «لانش بوكس» الصعايدة وثلاجة الغلابة (صور)

فيتو

"شيل باقي الأكل في العلاقة يا واد.. وخليها فوق عشان الدبيب ميروحش للأكل".. كلمات تربى الكثير من أبناء الصعيد على سماعها من الجدة والأم، في البيوت القديمة، التي ما كان يسكنها العقارب والثعابين أو كما يطلق عليه "الدبيب"، والعلاقة كانت أهم الأدوات الصعيدية لحفظ الطعام.



قالت تهاني مصطفى أحمد، سبعينية العمر: "تربيت في بيتي بالنجع بمركز قفط، على "العلاقة" وكنا نضعها في الحاصل أو الغرفة كما تسمونها لحفظ الخبز والطعام"، لافتة إلى أن "العلاقة" كانت مصنوعة من الخوص، ويتم وضعها أعلى جدران "الحاصل" لحفظ الطعام من العقارب والثعابين "الدبيب" الذي يصعب عليه الوصول إلى الجدران العالية، ويتم ربطها بحبل وتكون مغلقة بشكل محكم.

وسرد عبد الأمين محمود حسن، ثمانيني العمر، وأحد أبناء مركز قوص، قصته مع "العلاقة" التي كانت والدته تحفظ فيها المش والجبن والفطير قائلًا: "إحنا هنا بنقول عليه قراص..لأنه يشبه القرص في الشكل".

وتابع: "العلاقة كانت ثلاجة الغلابة، فقديمًا لم يكن هناك ثلاجات ولا أشياء لحفظ الطعام غيرها وسبحان الله كان الأكل يظل بها ساخنًا كما لو كان طازجا من الفرن".

وعن سر صنعتها قال حسن محمود على، أحد صناع "العلاق"، إنها مصنوعة من الخوص وأسعارها في متناول الجميع تبدأ من 5 إلى 7 جنيهات، واصفا إياها بـ"لنش بوكس الغلابة"، مشيرا إلى أن بعض الناس في القرى والنجوع تحتفظ بها وتحرص على اقتنائها، ويحرص النساء الكبار على وضع "القرص والفطير" داخلها وتجدهما ساخنين.

وأضاف منير على، أحد باعة العلاقة: "نقف بها في عدة أسواق متفرقة بكافة أنحاء المحافظة لكن الإقبال الأكبر في القرى والنجوع، وبالنسبة لهم حافظة طعام وكنا في الأزمنة الماضية نبيع العلاقة بأحجام صغيرة تشبه الحقيبة الصغيرة للسفر لنضع فيها المش والجبن والعسل والأكبر يوضع فيها الفطائر".
الجريدة الرسمية