رئيس التحرير
عصام كامل

لم يفعل.. وفقد دوره!


لا شك أن القوة الحقيقية لأي اقتصاد إنما هي مستمدة بالأساس من الزيادة الفعلية في الإنتاج، سواء أكان صناعيًّا أو زراعيًّا أو معرفيًّا أو خدماتيًّا.. وكل ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا على أرضية صالحة من تعليم مبدع، وبحث علمي مثمر، وخدمات صحية راقية قادرة على تجنيب الدولة والمجتمع مزيدًا من الهدر والخسائر في الأرواح والأموال.


ظني أن الدولة فتحت كل الملفات، ووضعت يدها على مواطن القصور والخلل في منظومتي التعليم والصحة.. وإن كنت أرجو أن تبادر الحكومة بعلاج جذري لجوهر المرض – أي مرض- ومسبباته الحقيقية بالتوازي مع علاج آثاره وعوارضه؛ فالفشل الكلوي والكبدي الوبائي أيضًا يتسبب فيهما على الأرجح ملوثات الغذاء والماء وانتقال العدوى في غرف العمليات وعيادات الأسنان.. فماذا فعلت الحكومة للوقاية من المرض ومعالجة التلوث الذي تتفوق مصر في معدلات الإصابة به عالميًّا؟!

كنا نأمل أن يصدر مركز معلومات مجلس الوزراء كتابا مرفقًا به استطلاع للرأي ودراسة علمية محكمة تكشف باستفاضة حقيقة أوضاعنا كلها على مدى عام كامل مضى، ليكون بمثابة عبرة وعظة ومرشد يأخذ بأيدينا لتعظيم الإيجابيات وتجنب السلبيات، ليزداد تجاوب الناس مع القضايا المطروحة والمبادرات الجارية بقناعة وحماسة، تضمن لها النجاح في ظروفنا الراهنة التي تحتاج إلى توافق مجتمعي يثمر بدوره مشاركة حقيقية وجادة ومستديمة.

ولكن للأسف يكتفي مركز معلومات مجلس الوزراء على الرد على الشائعات.. وفقد دوره الرئيسي، وهو استطلاعات الرأي والدراسات العميقة لواقع مجتمعنا.
الجريدة الرسمية