رئيس التحرير
عصام كامل

«قطار المشردين».. ينقل الباحثين عن المأوى للإسكندرية (صور)

فيتو

بملابس ممزقة ومتسخة ينتشر بمحيط محطة مصر للقطارات بمحافظة الإسكندرية، العشرات من المشردين الذين اتخذوا من تلك الأماكن سكنا لهم.


يتجولون ليلا ونهارا في الشوارع والميادين القريبة من محطة القطار، للبحث عن المساعدات من أجل توفير الطعام لهم، ومع انتهاء يومهم يعودون مرة أخرى لافتراش الأرصفة أمام المحطة، وبعضهم يلجأ للقطارات للحماية من الحيوانات الضالة وأكوام القمامة والحشرات، وانخفاض درجات الحرارة وهطول الأمطار.

"فيتو" رصدت في تقريرها التالي عددًا من للمشردين بمحيط محطة مصر، للتعرف على المعاناة التي يعيشونها وهم ينتظرون الموت على الأرصفة.

"أعيش على الرصيف بعد ما تركت منزلي ".. بنبرة ملأها الحزن والأسى تروى بدرية محمد يوسف البالغة من العمر ٦٠عاما، حكايتها مع المعاناة التي تعيشها أسفل شجرة أمام محطة القطارات بميدان محطة مصر، والبحث عن مأوى لحمايتها من الجلوس على الأرصفة وتعرضها للخطر، بعد أن تركت منزلها بشبين الكوم بمحافظة المنوفية، منذ ١٠سنوات، من أجل البحث عن "لقمة العيش" ورزق أبنائها الثلاث ورعايتهم.

وحرصت السيدة العجوز على الجلوس أسفل إحدى الأشجار، بحثا عن مأوى لها، وهى تجمع الملابس والمساعدات، من زوار المحافظة.

كما لجأت إلى جمع التبرعات والمساعدات من المواطنين للحصول على الطعام، وبعد انتهاء يومها من المعاناة والجلوس على الأرصفة، تلجأ لجمع متعلقاتها والبحث عن مأوى لها بداخل محطة القطار، للوقاية من الأمطار والعواصف التي تجتاح المحافظة، وكذلك حمايتها من الخارجين عن القانون.

وطالبت، الرئيس عبد الفتاح السيسي بتوفير مسكن لحمايتها من الجلوس في الشوارع، وتوفير مصدر دخل لها من أجل تربية أبنائها، قائلة: "مش عاوزة غير أوضة صغيرة أعيش فيها".

وعلى الجانب الآخر جلس عم محمد منتصر والبالغ من العمر ٤٥ عاما، بأحد مقاعد الانتظار بمحطة القطار، وهو يرتدى ملابس متسخة وكثيف الشعر، منتظرا وصول أحد القطارات للجلوس بداخله بحثا عن مأوى له بدلا من سكنه بأحد الأكشاك بمنطقة محرم بك.

وعلى الرغم من المعاناة التي يعيشها بداخل القطارات، إلا أنه يصر على الاحتفاظ بابتسامته بين الجميع من زوار المحافظة، قائلا: "العيشة صعبة ورفضت أتزوج وكدة أحسن من الزواج وتعريض أبنائي للتشرد".

وأكد أنه ما بين الحين والآخر يذهب للعمل بأحد الأفران في المحافظة، وتقاضى ما بين ٤٠ إلى ٥٠ جنيها، ومن ثم شراء الطعام، والجلوس على أحد المقاعد لمتابعة المارة وزوار المحافظة، قائلا: "لجأت للجلوس بالمحطة من أجل البعد عن الأزمات وضغوط الحياة".

ومع انتهاء يومه يلجأ إلى البحث عن أحد القطارات المتوقفة، للجلوس بداخله، بعيد عن الطقس السيئ، قائلا: "حعمل ايه العيشة صعبة ومقدرش أتحمل مصروفاتها " وأطالب الرئيس السيسي بالنظر إلى الفقراء ومحدودى الدخل، ومراعاتهم وتوفير مأوى لهم.
الجريدة الرسمية