رئيس التحرير
عصام كامل

«سبوبة السناتر».. مراكز الدروس الخصوصية تتحول إلى مقاهي.. الكرسي بـ3 جنيهات بالإضافة لثمن الحصة.. قسم خاص لـ«الأكل والمشروبات».. والإدارة التعليمية ليست لدينا أوامر بمراقبتها

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

انتشرت في الآونة الأخيرة بمدينة العريش بمحافظة شمال سيناء، مراكز للدروس الخصوصية بصفة كبيرة بعد أن عزف الطلاب عن ذهابهم إلى المدارس لعدم شرح المعلم المواد داخلها بطريقة بسيطة يسهل عليهم استيعاب الدرس، واستغل أصحاب المراكز الخصوصية الأعداد الغفيرة التي تأتيهم في جلب أموال إضافية عن طريق عمل كافيه داخل السنتر يقدم المشروبات المختلفة للطلاب والمعلمين علاوة على استغلالهم بدفع 3 جنيهات مقابل الكرسى في الحصة الواحدة.


قال مصطفى محمود الطالب بالمرحلة الثانوية، تعاقد مراكز الدروس الخصوصية بعد انتشارها مع الكافيهات، وأصبح الطالب يذهب إلى المركز ويدفع 3 جنيهات مقابل الكرسى علاوة على دفع ما بين 100 إلى 120 جنيها في الشهر للمادة الواحدة، ما يزيد عبئا إضافيا على أولياء الأمور.

وأضاف الطالب، أن المراكز تحولت إلى كافيهات فبداخلها قسم للمشروبات وقسم للمأكولات؛ معلقًا: "لو حابب تشرب تطلب وتأكل حاجة تدفع ثمنها خارج سعر الحصة وسعر الكرسى".

بينما قال يوسف حمادة أحد طلاب المرحلة الإعدادية: نذهب إلى أحد مراكز الدروس الخصوصية بوسط مدينة العريش ونأخذ جميع المواد به، وندفع للمادة الواحدة 60 جنيها علاوة على دفع 3 جنيها للكرسى، ويوجد داخل المركز قسم صغير للمشروبات يقدم "الشاي" بالإضافة إلى وجود ماكينة لتصوير المستندات حتى لا يذهب الطالب إلى مكتبة أخرى ويستفيد صاحب المركز بكل مليم.

وتحولت مراكز الدروس الخصوصية بمدينة العريش إلى سبوبة عبارة عن مدارس مصغرة لمشاهير المعلمين في المحافظة حيث ابتدع بعض من المعلمين الذين يمتلكون منازل كبيرة تخصيص جزء من أدوار البناية الخاصة بهم وتحويلها إلى مركز للدروس الخصوصية الخاص به وتجهيزه وإعداده كمدرسة صغيرة يستقبل بها الطلاب ليعطيهم المواد والدروس الخصوصية.

وأبدت عزة مصطفى، ولية أمر طالب بالصف الثالث الثانوى بمدينة العريش، استياءها من تراجع العملية التعليمية بالمدارس الثانوية، خاصة في الصف الثالث الثانوى، حيث يرفض معظم الطلاب الذهاب إلى المدرسة، وأن المدرسة أصبحت خاوية إلا في الامتحانات فقط، والاعتماد بشكل كلي على الدروس الخصوصية في جميع المواد، ما يكلف الأسرة مئات الجنيهات شهريا، حال وجود طالبين أو أكثر في شهادتين لمرحلتين مختلفتين.

ومن جهتها أكدت ليلى مرتجى وكيل وزارة التربية والتعليم بشمال سيناء على أنه تم تشكيل لجنة من قبل المديرية لحصر مراكز الدروس الخصوصية برئاسة مدير الشئون القانونية، وتم حصر بعض مراكز الدروس الخصوصية في وقت سابق ولكن فوجئنا بتوقف تلك اللجنة بتعليمات من الوزارة ولا نعلم لماذا والآن هذه المراكز لا تتم مراقبتها من أي جهة، مشيرة إلى أنه عندما تصدر تعليمات بتفعيل اللجنة يتم السيطرة على سبوبة الدروس الخصوصية.

وأشارت وكيلة وزارة التربية والتعليم بشمال سيناء، أن طالب المرحلة الثانوية لا يعتمد على شرح المعلم داخل فصل المدرسة وإنما يركز على الدروس الخصوصية وأخذ النماذج الخاصة بالمادة من المدرس، مؤكدة أنه يوجد تفتيش دائم على المدارس بالمحافظة وتحويل المتغيبين والمتقاعسين عن العمل إلى الشئون القانونية.

وطالبت الوكيلة، بضرورة تشجيع أولياء الأمور لأبنائهم على الذهاب المدرسة بدلا من الذهاب للدروس الخصوصية وتضييع وقتهم.

وأضافت وكيلة وزارة التربية والتعليم بشمال سيناء، أنه تم توصيل الإنترنت لـ٢١ مدرسة على مستوى المحافظة لتكون جاهزة لمنظومة التعليم الإلكتروني الجديدة، مشيرة إلى أن المرحلة القادمة تثبت مدى قدرة الطالب على الفهم واستيعاب شرح المعلم بعيدا عن الحفظ الذي اعتاد عليه من مدرس مراكز الدروس الخصوصية.
الجريدة الرسمية