رئيس التحرير
عصام كامل

بعد واقعة تمثال سوهاج.. «مسمار» لكل قطعة أثرية ثقيلة بالمتاحف.. دعامات حديدية لتثبيت التماثيل الضخمة.. عشرات القطع مهددة بالتلف بسبب الصدأ والشروخ.. والمونة الآمنة والمواد الخاملة أبرز الحلو

فيتو

واقعة تمثال متحف سوهاج القومي الذي ثُبت بمسامير في الحائط بشكل يثير الاشمئزاز، خلقت حالة من اللغط بين خبراء الآثار الذين اعتبروها كارثة تتنافى مع الإجراءات المتعارف عليها عالميا للعرض المتحفي، مؤكدين أن تمثال متحف سوهاج ليس الأول ففي المتاحف المصرية توجد عشرات القطع الأثرية مثبتة بدعامات حديدة الأمر الذي ينذر بكارثة نتيجة ما تسببه تلك الدعامات والمسامير في تلف هذه القطع الأثرية.


وأكد مرمم أثري فضل عدم ذكر أسمه، أن الآثار والتراث الحضاري دائما هما الضحية للإهمال والتجاهل والتقصير في الحفاظ على هذا التراث وعلاج ما تلف منه كما أن توفير البيئة الملائمة لحفظ الأثر وعرضه للإنسانية وتأمينه ضد السرقة ووقايته من التلف من أهم الإجراءات التي يجب الالتزام بها فإنها يقع على عاتق كل من يعمل في الحقل الأثري مسئولية وواجب إنقاذ ما تبقى منه كل في مجاله المرمم والأمين على حد سواء دون انتظار أي مقابل إلا رفعة هذا الوطن ومن يتخلى عن مسئوليته فإنها خائن لوطنه عاقا لأجداده القدماء فقد تتعرض القطع بالفعل للكثير من المخاطر أثناء التجهيز للعرض.

وأضاف: قد يقع الخطأ أو التقصير عن عدم قصد بشكل مضطرب مع حمى الساعات الأخيرة التي تسبق الافتتاح وقد نضحي طواعية بمستقبل القطعة من أجل المظاهر الزائلة للمعرض، مشيرا إلى أن العرض المتحفى الجيد هو ثمرة الذوق الفني السليم، ولا بد للمسئول عن هذا العرض، أن يكون ملمًا ببعض المبادئ الفنية ويتمتع بروح فنية عالية، فالعرض الجيد هو روح المتحف.

ومن أبرز أنواع العــــرض المتحفــــي:
العرض الحر: ويقصد به عرض القطع المتحفية الكبيرة على قواعد مناسبة وعلى حوامل أو معلقة على جدران والعرض الحر يتميز بالاحتكاك المباشر بين القطعة الأثرية وبين الزائر مما يزيد من استمتاع الزائر بالمتحف والمقتنيات بداخله.

العرض داخل فترينة: من مميزات أنه يعطي حماية للقطعة الأثرية من احتمالات التلف السريعة وأهمها غارات التلوث الجوي والأتربة.

ومن أهم عناصر العرض المتحفي:
1. القواعد: توضع القواعد تحت القطع متوسطة الحجم لمستوى مناسب للرؤية.

2. مواد الإحاطة: تحتاج المتاحف إلى إحاطة مقتنياتها بحواجز أو أنسجة مختلفة الأنواع تمنع من إلصاق الزائرين بها أو لمسها، وذلك أثناء العرض الحر.

ومن أهم المواد التي يتم استخدامها لتثبيت المعروضات عليها هي «السلك، الإكريليك البلاستوسين، الأرالديت، المسامير، القصدير، الكرتون المقوى».

مخاطر المسامير على القطع الأثرية
وأوضح أخصائي ترميم، فضل عدم ذكر أسمه، أن الطريقة التي جرى تثبيت تمثال متحف سوهاج بها بدائية وكان من الأفضل إعداد حامل للتمثال من مادة خاملة «بلكسي جلس» أو على أقل تقدير مراعاة أن يكون المسمار في مكان غير ظاهر وليس أعلى التمثال واستخدم مواد غير قابلة للصدأ وليس مسامير وكانات حديدية ولا توجد متاحف تستخدم هذه الطريقة على الإطلاق على الرغم من أنها شائعة بالمتحف المصري بالتحرير ومعظم المتاحف الإقليمية.

وأوضح أنه غير مسموح بثقب أي تمثال أثري للعرض المؤقت، مشيرا إلى أن ذلك يضعف التمثال وهذه المسامير الحديد تتسبب في تراكم الصدأ داخل التمثال وتؤدي إلى تلفه ومن الممكن ينتج عنه شروخ لا ترى بالعين المجردة ولكن تظهر مع الوقت.

رد الآثار
ومن جانبها قالت إلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار، إنه ايماءً إلى الصور التي تم تداولها على بعض مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية الإلكترونية بشأن تثبيت رأس تمثال أثري في متحف سوهاج القومي، باستخدام صلبات حديدية، أن ما تم استخدامه عبارة عن دعامات معدنية استخدمت بصفة مؤقتة لحين تثبيت هذه القطع على قواعد العرض المتحفي الخشبية والمعدنية المعدة خصيصا لها.

وأكدت في بيان أن هذه طريقة تستخدمها جميع متاحف العالم والمتاحف المصرية لتثبيت القطع الأثرية الثقيلة الوزن والضخمة الحجم.

وأضافت صلاح، أن القطع الأثرية بالمتحف يصل وزن الواحدة منها إلى أكثر من ربع طن مما كان يستوجب استخدام هذه الدعامات المعدنية من أعلى لضمان استقرار القطع على قواعد العرض الدائمة لها من أسفل، مشيرة إلى أنه تم إزالة هذه الدعامات بعد ضمان التأكد من عملية التثبيت على القواعد.
الجريدة الرسمية