رئيس التحرير
عصام كامل

محمود القلعاوي.. نجم أنصفه القدر وظلمه المخرجون

محمود القلعاوي
محمود القلعاوي

قليل ما يظهر فنان يتميز بالتلقائية وسرعة البديهة التي تجعله متمكنًا من الأدوار التي يقدمها، خاصة وإن كان من أبناء المسرح، فموهبة الممثل الكوميدي لا تقتصر فقط على براعته في تجسيد الأدوار المختلفة، وخفة ظله التلقائية، لكن العامل الرئيسي في نجاحه يتوقف على سرعة البديهة والابتكار في صناعة وإلقاء «الإفيه».


اليوم ودع الفن المصري، فنانا من القلائل الذين جمعوا بين هذه الصفات، إنه النجم محمود القلعاوي، الذي أنصفه القدر وساقه إلى طريق المجد والنجومية، لكنه لاقى ظلما فنيا من المخرجين والمنتجين الذين لم يستغلوا تلك الموهبة.

لا يعلم الكثيرون أن الدور الذي صنع نجومية القلعاوي في مسرحية «الجوكر» كان قد جسده بمحض الصدفة، فلم يكن مرشحا للعمل بالمسرحية من الأساس، لكن قال الحظ كلمته وساق القدر أقدامه إلى المسرح الذي كان يجري فيه محمد صبحي بروفات المسرحية.

بدأت القصة عندما ذهب محمود القلعاوي ليهنئ محمد صبحي على مسرحية «الجوكر» الذي كان يستعد وقتها لعرض أول ليلة من لياليها، ليجده قد انتهى من البروفة الأخيرة للعرض استعدادا لعرضه في اليوم التالي.

طلب صبحي من القلعاوي ألا يغادر المسرح لأنه يريده في أمر مهم، ليعرض عليه العمل في المسرحية بدلا من الفنان أسامة عباس الذي حدث بينه وبين صبحي خلاف.

أبدى القلعاوي استغرابه من طلب صبحي خاصة وأنه لا يعلم أي شيء عن الدور والشخصية، في الوقت الذي ستعرض فيه المسرحية بعد أقل من 24 ساعة، ليخبره صبحي أن الفنان جلال الشرقاوي سيجسد الدور لمدة أسبوع لحين استعداد القلعاوي لتولي المهمة.

بعد ثلاثة أيام فقط، أخبر القلعاوي «صبحي» أنه جاهز للمهمة، حيث كان يحضر العرض بين الجمهور ليراقب جلال الشرقاوي وهو يمثل الدور على خشبة المسرح، ليحقق بعدها النجاح المدوي ويتربع على أعلى قائمة الكوميديانات في ذلك الوقت.

«القلعاوي» استطاع استغلال نجاحه وتوهجه، لكن سرعان ما ذهب ذلك التوهج لانصراف المخرجين والمنتجين عنه، وحصره في الأدوار الصغيرة، والاكتفاء بظهوره كضيف شرف في الأعمال الدرامية والسينمائية، ليقرر إنهاء مشواره الفني عام 2008، لكن المنتج أحمد الإبياري استطاع إقناعه بالعودة مجددا من خلال مسرحية «كناس وناس» لتكون هي آخر أعماله الفنية.

أبدى القلعاوي أسفه في العديد من لقاءته التليفزيونية عن حاله الذي وصل إليه، مؤكدا أنه يتمنى أن يقدم دورا يضحك الجمهور دون إسفاف، ويليق باسمه ككومديان يحبه الناس، لكن لم تتحقق أمنيته ورحل عن عالمنا عن عمر ناهز 79 عاما.
الجريدة الرسمية