رئيس التحرير
عصام كامل

«ملناش غيره».. منزل الصيدلي المقتول بالسعودية يتحول من فرح لمأتم (فيديو)

فيتو

كانت الساعة تشير إلى السادسة مساءً والهدوء يسود شوارع مدينة نجران السعودية، عندما اقتحم شاب سعودي وصديقه إحدى الصيدليات التي يعمل بها الصيدلي المصري «أحمد طه» الذي كان يباشر عمله، ووجه أحدهما طعنة قاتلة للصيدلي، انتقل على إثرها إلى الرعاية المركزة، إلا أنه تم الإعلان عن وفاته بعد بضع ساعات متأثرا بجراحه.


«فيتو» زارت منزل الضحية بعين شمس، الذي خيم عليه الحزن، وتحدثت والدته بصوت مكسور: «ابني كان مسافر يجهز نفسه عشان يرجع يتجوز.. هيرجع مقتول.. ومليش غيره».

حلم الصيدلي، صاحب الـ28 عاما، كاد أن يتحقق بآخر سفرية له إلى السعودية، حيث اقتراب موعد عودته لكي يُتم خطبته ويستقر في بلده بعد غربة دامت «4 سنوات» لإعالة أسرته التي تتكون من أب مريض، وأخت، ووالدته التي كانت تجهز منزلها لاستقبال ابنها والإعداد لحفل خطوبته.

تتذكر الأم آخر مكالمة مع ابنها قبل مقتله بيوم واحد: «اتصلت بأحمد قبل الحادثة بيوم لأطمن عليه وأسأله عن أحواله في ظل ظروف الطقس السيئ والسيول».

والدة الضحية علمت بحكاية المواطن السعودي الذي أراد إعادة حفاضات اشتراها من الصيدلية ولكن بدون فاتورة، وهو ما رفضه «أحمد»: «ابني حكالي عن قصة المواطن السعودي اللي اشتري حفاضات أطفال وكان عايز يرجعها بدون فاتورة فقاله ممنوع لازم فاتورة أنا تحت أمرك وانتهى النقاش لحد هنا، وعاد للصيدلية في اليوم الثاني ومعه الفاتورة وقام ابني باسترجاع البضاعة ولكن في نهاية الحديث وجه المواطن تهديدات لابني وهو اعتبرها لحظة عصبية لكن أنا حظرته وقولتله يخلي باله من نفسه».

الأم أشارت إلى أنها تلقت اتصالا في اليوم التالي من السعودية يفيد أن ابنها تم نقله إلى العناية المركزة بسبب تعرضه للطعن من مواطن سعودي، وبعدها جاءت الطامة بخبر الوفاة: «الجميع أجمع على حسن خلق ابني أحمد من أصدقائه الصيادلة ومن مديره السعودي صاحب سلسلة الصيدليات التي كان يعمل بها».

عادل الشربتلي، خال الصيدلي المقتول، قال إن القاتل ليس مختلا عقليًا كما أُشيع بدليل تخطيطه لعملية القتل، موضحا أن المواطن السعودي لم يقم بعملية القتل في نفس اليوم ولكنه أتى في يوم كانت فيه الصيدليه هادئة وبين شفتين حتى يتسنى له تنفيذ عملية القتل، واصفا العملية بأنها جرت مع سبق الإصرار والترصد.

خال الضحية أوضح أن وزيرة الهجرة أتت مشكورة إليهم وحدثت السفير المصري في السعودية، الذي أكد لها أن السفارة قدمت مذكرة إلى جهة التحقيق السعودية مضمونها أن القاتل ليس مختلا عقليا، وأن الجثمان سيصل بعد ثلاثة أيام بعد انتهاء الإجراءات وحتى الآن لم يصل إلينا، بل إن نقابة الصيادلة أبلغونا أن الجثمان من الممكن أن يتأخر لـ10 أيام، ونحن نريد أن ندفن ابننا لكي تهدأ نارنا.

واستنكر خال الصيدلي عدم تواصل مسئولى الخارجية معهم حتى الآن، موضحا أن آخر تطورات قضية ابنهم تصلهم عن طريق المواقع والتلفاز، مضيفا: «نحن نريد جهة رسمية للتواصل معها لكي يكون الحديث مؤكدا كما نناشد بسرعة انتهاء الإجراءات الخاصة بوصول الجثمان إلى مصر كي يدفنوه، بجانب القصاص العاجل من مرتكب تلك الواقعة».
الجريدة الرسمية