رئيس التحرير
عصام كامل

عامان على رحيل محمود عبد العزيز.. ساحر «الفانتازيا» الواقعية

محمود عبد العزيز
محمود عبد العزيز

42 عاما هي العمر الفني للراحل محمود عبد العزيز الذي نحيي اليوم الذكرى الثانية لوفاته، قدم خلالها ما يزيد عن 120 عملا فنيا متنوعا بين السينما والتليفزيون، ومسرحية واحدة وهي "خشب الورد"، وتم اختيار 3 أفلام له ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية وهى أفلام «العار – البريء - الكيت كات»، وكان من أنجح أعماله التليفزيونية «رأفت الهجان وباب الخلق وجبل الحلال»، كما حصل على جائزة أحسن ممثل من مهرجاني الإسكندرية ودمشق عن دوره في فيلم «الكيت كات».


استطاع الراحل أن يحوز على لقب «الساحر» دون منازع، وقد يظن البعض أن ذلك اللقب أكسبه إياه الدور الذي قدمه في فيلم «الساحر» عام 2001 من النجمة الشابة –آنذاك- منة شلبي، ولكن بالبحث في تاريخ الفنان الراحل الفني، تجده قدم نفس الشخصية من خلال فيلم «البحر بيضحك ليه» عام 1995، وبالفعل حاز الفيلم على نسب مشاهدة عبر الشاشة الفضية كبيرة جدًا.

وكان فيلم «الساحر» واجه كثيرا من الانتقادات، إلا أنه بعد سنوات من عرضه على الشاشة الفضية أدرك جمهور ومتابعو الساحر ما كانت ترنو إليه رسالة الفيلم، وكان ذلك ملازمًا للفنان طيلة مشواره الفني المليء بالانتقادات لفترة وتليها فترات مضاعفة ومفتوحة من الإشادة والانبهار بالعمل الفني.

أن تتابع أحد الفنانين لهدف ما في المشاعر الإنسانية أمر طبيعي، فهذا يبكيك وذاك يضحكك وهؤلاء يخيفونك، الأمر خارج القياس بالنسبة للراحل محمود عبد العزيز، الذي استطاع أن يبكيك ويضحكك في نفس الفيلم عشرات المرات، وعلى سبيل المثال لا الحصر أفلام «الكيف - جري الوحوش - الكيت كات.. إلخ»، وذلك من خلال الخليط الذي قدمه محمود عبد العزيز على مدى مشواره الفني حملت الكثير من الأشكال منها «الكوميدي – التراجيدي – الرومانسي – الفتوة – الضعيف – الفقير – صاحب السطوة والمال – الحالم – الجاسوس».

وقلما تجد فنانا يملك من الموهبة ما تجعله يقدم مزيجا بين الشكلين "الواقعية والفانتازيا"، وهي جرأة كان يُحسد عليها أن الفنان الراحل محمود عبد العزيز حينما ربط اسمه في أكثر من عمل فني بالمخرج رأفت الميهي المصنف ضمن صناع سينما الفانتازيا، وهي بالطبع لم تكن مفهومة وقتها لدى قطاع كبير من المشاهدين.

وكان أبرز ما جمع الثنائي أفلام «السادة الرجال»، ثم «سمك لبن تمر هندي»، و«سيداتي آنساتي»، حاولا خلال الثلاثية السابقة المزج بين الأساليب، ليقدِّما فيلمًا اجتماعيًا وواقعيًا تمتزج فيه المرارة بالكوميديا، والسخرية الاجتماعية بالنقد الواعي لمجتمع يتحرك ولكن إلى وراء.

وتحل اليوم الذكرى الثانية لوفاة الفنان محمود عبد العزيز عن عمر ناهز الــ70 عاما داخل غرفة العناية المركزة بمستشفى الصفا بالمهندسين بعد صراع مع المرض، وكان يعاني من نقص نسبة الهيموجلوبين في الدم، كما عانى من وجود أنسجة داخل الفم أدت لتورم باللثة، وتمت إزالته جراحيا، وعانى أيضا من مشكلات في التنفس.
الجريدة الرسمية