رئيس التحرير
عصام كامل

مطالب بالاستفادة من الدروس الخصوصية بدلا من إلغائها.. فرض ضرائب على المراكز التعليمية أبرز الاقتراحات.. صرف العائد على تطوير العملية التعليمية الأهم.. وخبراء «لا زالت مهمة لتحسين مستوى الطلاب

فيتو


تمر الأيام والسنين، يذهب وزير ويأتي آخر، وتظل قضية الدروس الخصوصية لقمة سهلة في حديث كل لقاء لمسئولي التعليم، ولكن ما الوضع الآن، ما زالت الظاهرة صداع في رؤوس الأهالي، وكابوس لكل أولياء الأمور، وهمّ على قلوب الطلاب، رغم ذلك ينظرون إليها على أنها ظاهرة لا محالة من وجودها في ظل منظومة التعليم الحالية.


17 مليار دولار
رغم أن إحدى الدراسات الحديثة للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أكدت أن 42.1% من إنفاق الأسرة يذهب على الدروس الخصوصية، حيث تنفق الأسر المصرية 17 مليار جنيه على الدروس الخصوصية سنويا، حاول البعض التفكير خارج الصندوق بتقنين أوضاع الدروس الخصوصية، ووضع معايير معينة تنظم عملها لتفادي عيوبها والاستفادة من مزاياها، معبرين على الجانب الآخر لتلك الظاهرة.

جابر نصار
كان من أبرز المؤيدين لتقنين الدروس الخصوصية، الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة السابق، الذي طالب باعتبارها مثل الإعارة، مؤكدا على أن الدولة لا تحصل على أي ضرائب من المراكز التي تنظم الدروس الخصوصية، وحصيلة هذه الدروس 20 مليار جنيه سنويًا، يمكن توجيههم للمنظومة التعليمية.

وقال في برنامج «90 دقيقة»، المذاع عبر فضائية «المحور»: «يمكن للمدرسة منح المدرسين تراخيص لإعطاء دروس خصوصية في مقابل أن يخصم 50 % من راتبه تحول إلى المدرس الذي يلتزم بالعمل المدرسي فقط»، لافتًا إلى إمكانية حصول الدولة على ضرائب ضخمة من مراكز الدروس الخصوصية؛ لتطوير العملية التعليمية، موضحا ظاهرة الدروس الخصوصية هي حالة نفسية لدى طلاب يعتقدون وأولياء أمورهم أنهم لن يتفوقوا إلا بالدروس الخصوصية».


تفوق الطلاب
الدروس الخصوصية لها جانب إيجابي آخر من وجهة نظر «فايزة خاطر» الخبيرة النفسية والتربوية، حيث تقول إن ذكاء جميع الطلاب متفاوت، كما أن هناك طلاب يتفوقون في مواد دراسية عن أخرى، وفي كثير من الأوقات يحتاج أولياء أمور ما يساعدهم في تعليم أبنائهم منفردا وفي هدوء، ومن هنا للدروس الخصوصية أهمية كبيرة.

وأضافت في تصريحات خاصة لـ«فيتو»، أنه لا ينبغي أن نذبح الدورس الخصوصية، فلا بد من توفير فصول تقوية ولكن بمعايير معينة وليس في العموم، لتفادي الضوضاء الناجم عنها، والمشكلات الاجتماعية التي تسببها، ضاربة مثلا إذا اعتاد أحد الطلاب على الرسوب في مادة الرياضيات، يريد من يساعده منفردا لتحسين مستواه التعليمي في المادة.

الثانوية العامة السبب
«لا بترحموا ولا بتسيبوا رحمة ربنا تنزل»، ذلك كان تعبيرا عن اعتراض الشيخ الداعية مظهر شاهين، على المطالب بمطاردة الدروس الخصوصية، مؤكدا على أن أزمة الدروس الخصوصية لن تنتهي طالما أن الثانوية العامة بهذا الشكل، والالتحاق بالجامعات يعتمد على المجموع، مطالبًا بتقنين الدروس الخصوصية وترخيص المراكز التعليمية الخاصة مثلما حدث في المدارس الخاصة، معتبرًا إياها فرصة لدعم الحكومة والعاملين بالعملية التعليمية.

واقترح «شاهين»خلال تقديمه برنامج «الشارع المصري»، أن يتم ترخيص مراكز الدروس الخصوصية، ووضع أسعار محددة للدرس الخصوصي، وتوزيع تلك المبالغ على الأبنية التعليمية، والمعلمين والإداريين بالتربية والتعليم، والمدرسة وصاحب المركز.

البطاقات الضريبية
النائب هانى أباظة، وكيل لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب من أبرز المؤيدين لتلك الفكرة، فقد طالب العام الماضي برقابة الدولة على الدروس الخصوصية والاتجاه إليها تحت إشراف المدرسة، وتحديد المقابل المادى وذلك في أضيق الحدود، للاستفادة بما تقدمه من دخل لتطوير المنظومة التعليمية.

وقال: إن أغلبية مدرسى الدروس الخصوصية، يهربون من البطاقات الضريبية، بمقابل زهيد لا يصل إلى قيمة ما يدفعه طالب واحد في الشهر، لذلك سنسعي إلى تقنن عمل الدروس الخصوصية بما يحمي الطالب، ويضمن للمدرسة والدولة تحصيل الضرائب.

أمر واقع
«طالما أصبحت مراكز الدروس الخصوصية أمرًا واقعيًا لا يمكننا تغييره أو إيقافه بين يوم وليلة، فلماذا لا نبحث تقنينها لنستطيع التحكم فيها ونمنع هذه المراكز من استنزاف أولياء الأمور» أنه ملخص رأي النائب فايز بركات، عضو لجنة التعليم بمجلس النواب الذي عرضه في سبتمبر من العام الماضي.

الجريدة الرسمية