رئيس التحرير
عصام كامل

هشام عشماوي.. ماذا بعد اصطياد «رأس الأفعي»؟

فيتو

أخيرا بعد سنوات من المطاردة سقط الإرهابي «هشام عشماوي» الذي يعد رأس الأفعى للجماعات الإرهابية في ليبيا، وقال مصدر عسكري ليبي، إن الجيش الوطني ألقى القبض عليه في مدينة درنة البلاد.

1- ليلة السقوط
وأوضح الناطق باسم الجيش الوطني الليبي العميد أحمد المسماري، أن عشماوي سقط في يد الجيش فجر الإثنين بالتوقيت المحلي، في عملية أمنية نوعية في درنة معقل الجماعات الإرهابية المتشددة.

صاحب الـ39 عاما، الذي سقط اليوم الإثنين، في قبضة الجيش الوطني الليبي بمدينة درنة، بات اسمه مقترنا بهجمات إرهابية كبرى شهدتها مصر، بدأت بمحاولة اغتيال وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم في سبتمبر 2013.

تخرج عشماوي في الكلية الحربية المصرية عام 2000، وأصبح ضابط صاعقة يشهد له بالكفاءة والالتزام بشهادة رؤسائه، وحصل على تدريب في الولايات المتحدة.

لكن مع التزامه الديني، سرعان ما تحول عشماوي إلى التشدد، وللمفارقة فإن سيناء التي كانت المحطة الأطول في خدمته كضابط وهي نفسها التي تشرب منها أفكار التشدد والإرهاب، بوصفها معقل تنظيم "أنصار بيت المقدس".

2- نقطة تحول
وكان عام 2010 نقطة التحول في حياة الضابط السابق، حيث أصيب بالاكتئاب بعد وفاة والده وبات غير قادر على ممارسة عمله، حتى تم فصله من الجيش عام 2012 حسبما قالت زوجته لوسائل إعلام مصرية.

في 27 أبريل عام 2013 سافر إلى تركيا عبر ميناء القاهرة الجوي، ومنها تسلل إلى سوريا، وهناك انضم لمجموعات تقاتل ضد نظام بشار الأسد.
عاد إلى مصر بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، وشارك في اعتصام رابعة العدوية، ثم سافر إلى درنة الليبية، وتدرب في معسكرات تنظيم القاعدة هناك، بإشراف عبد الباسط عزوز، مستشار أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة.

مذبحة الفرافرة
وكانت العملية الأولى محاولة اغتيال وزير الداخلية، وعلى إثر مشاركته اقتحمت قوات الأمن منزل عشماوي وحصلت على أدلة تثبت تورطه في العملية الفاشلة، والزي العسكري الذي كان يستخدمه.

وارتبط اسمه بعمليات كبيرة لاحقة، منها تفجير مقر مديرية أمن محافظة الدقهلية في مدينة المنصورة، حيث قتل 14 شخصا، ثم مذبحة كمين الفرافرة في يوليو عام 2014 التي راح ضحيتها 28 عسكريا، وبعدها حكم عليه بالإعدام غيابيا.

ومع مبايعة تنظيم "أنصار بيت المقدس" لـ"داعش" في نوفمبر 2014، انشق عشماوي عن الأولى وأسس تنظيما مواليا للقاعدة في ليبيا سماه "المرابطون"، فأصدر "داعش" بيانا يبيح فيه إهدار دمه.

3-مستقبل درنة
والسؤال الملح الآن متعلق بمستقبل التنظيمات الإرهابية في "درنة" بعد تحول المدينة إلى أبرز المناطق التي شكلت ولا تزال ملاذا لهذه العناصر الإرهابية، نظرا لطبيعتها الجغرافية، حيث تحولت إلى مرتع رئيسي للجماعات المتطرفة، خاصة تنظيم “القاعدة”، جعل منها على امتداد السنوات الماضية، مركزا رئيسيا لتجمّع الإرهابيين ولشن هجمات ضد كل من يعتبرونهم أعداء، كما باتت منطقة أساسية لتصدير وتوزيع المتطرفين إلى المدن المجاورة كسرت وبنغازي، وكذلك إلى دول الجوار خاصة مصر، وبحسب الروايات الأمنية كان عشماوي العقبل المدبر لجميع هذه العمليات.

ويعتبر المراقبون مدينة درنة نقطة تمركز العناصر الإرهابية، ولهذا السبب شن الجيش عملية لتطهير المدينة أشرف عليها المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي.

4-انفراط العقد
وتعد عملية اصطياد عشماوي بمثابة انفراط عقد التنظيمات الإرهابية المتمركزة هناك، كما أنها تحمل دلالة على خلافات حادة وقعت بين رءوس الإرهاب، خصوصا مع تشرذمها بين موالٍ لـ"القاعدة" وآخر مبايع "لـ"داعش".

وكان لعمر رفاعي سرور، شريك عشماوي، الفضل في تشكيل مجلس شورى مجاهدي درنة، وهو هجين إرهابي يضم مجموعة من التشكيلات أهمها كتيبة أبو سليم وجيش الإسلام وبعض من قيادات وعناصر الجماعة الليبية المقاتلة، ومن أهم قياداته سالم دربي، رئيس المجلس، وناصر العكر، وفرج الحوتي، وقتلوا جميعا خلال معارك سابقة‪.‬

أيضا تؤكد عملية سقوط عشماوي، فشل قطر في إيصال الدعم المطلوب للتنظيمات الإرهابية المتمركزة في ليبيا، التي اعتادت عليه خلال الأعوام الماضية.

5-الحدود الغربية
بعيدا عن الداخل الليبي وما يعتريه من خلافات سياسية وإرهابية على الأرض، حققت مصر اليوم، مكسبًا هائلًا بسقوط عشماوي، حيث شيدت عملية اعتقاله سياجا أمنيا على حدود مصر الغربية، التي تمكنت التنظيمات الإرهابية من اختراقها خلال الأعوام الماضية.

أيضا هشام عشماوي تعد عملية سقوطه ضربة في خاصرة تنظيم "بيت المقدس" بسيناء، التي كانت تراه مصدر تمويل فكري وتنظيمي ومهندسا لنقل الدعم اللوجيستي إليها، من خلال سيطرة عناصره على مخزون هائل من الأسلحة التي نهبت من مخازن الجيش الليبي بعد سقوط معمر القذافي، إضافة إلى جسر التمويل البري والبحري الذي أسهمت فيه قطر وتركيا بشكل قوي.

الجريدة الرسمية