رئيس التحرير
عصام كامل

محمود فوزي يكتب: «النجاحات الخاصة» مبادرة اجتماعية تستحق الإشادة

محمود فوزي
محمود فوزي

لن تستطيع المؤتمرات والأحداث الخاصة وحدها التصدي للمشكلات الاجتماعية أو الحد منها، فعلى الرغم مما تتخلله من فعاليات اتصالية بين فئات وشرائح اجتماعية متعددة فإنها تثري رأس المال الفكري والاجتماعي.


فإن تغيير أو مجرد تعديل الواقع الاجتماعي القائم يتطلب ضربًا من ضروب التفكير يثور على كل ما هو شائع داخل هذا الواقع؛ لتأسيس بناء فكري جديد؛ تتضافر فيه جهود أجهزة التنشئة الاجتماعية، في إطار إستراتيجية قومية متكاملة وموحدة الأهداف؛ ترسم ملامح واضحة لتغيير الثقافات المجتمعية الخاطئة، وإعادة تشكيل وعي المواطن.

لقد كان لزامًا سرد هذه المقدمة؛ قبل أن أتحدث عن ظاهرة اجتماعية شديدة الإلحاح لا تخلو أي إستراتيجية للمسئولية الاجتماعية أو مواثيق أخلاقية من الإشارة إليها، بل وإلزام منظمات ووحدات المجتمع بتبنيها، وهي دعم وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة؛ نظرًا لإيماني التام بعدم وجود شخص معاق، بل مجتمع معوق عاجز بما يمتلكه من ثقافة اجتماعية ضحلة عن دعم وتأهيل ذوي القدرات الخاصة؛ كقوى إنتاجية تمثل شريكًا رئيسًا في التنمية المجتمعية المستدامة بشتى مجالاتها وقطاعاتها.

ومع إعلان الحكومة المصرية ٢٠١٨ هو عام ذوي الاحتياجات الخاصة، بدأت ألتمس خطى السعي الجاد نحو تغيير الصورة الذهنية لذوي الاحتياجات الخاصة في المجتمع، وهي الفكرة التي ترسّخت بشكل أكبر، مع الإعلان عن انعقاد الملتقى العربي الأول لذوي النجاحات الخاصة بالوطن العربي تحت عنوان "قصص ملهمة"، الذي تحتضنه القاهرة في ١٢ديسمبر ٢٠١٨.

ويعد الملتقى أول منصة تفاعلية لأصحاب النجاحات الخاصة بالوطن العربي؛ حيث يمنحهم الفرصة لعرض رؤيتهم ومتطلباتهم لرسم مستقبل مشرق؛ يضمن دمجهم وتمكينهم بالشكل اللائق، من خلال تفاعلهم ومشاركة خبراتهم مع الأطراف المعنية بقضايا واهتمامات ذوي الاحتياجات الخاصة؛ عبر الحوار الجاد بين ممثلي الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني والخبراء، للوصول إلى رؤية واضحة يرسمها الجميع، وفقًا للاحتياجات الفعلية لذوي النجاحات الخاصة.

كما يسعى الملتقى إلى عرض أفكار وقصص نجاح ذوي الاحتياجات الخاصة بمختلف المجالات، وترويج مبادراتهم وأفكارهم المبتكرة أمام أصحاب الشركات وممثلي المؤسسات والهيئات المختلفة؛ لنشر ثقافة ريادة الأعمال بين مجتمع ذوي الاحتياجات الخاصة، وإتاحة الفرصة للشخصيات الملهمة لخلق حافز ودافع لغيرهم على تخطي العقبات ومواجهة التحديات.

فلنتخذ من هذه المبادرة نموذجًا في العمل المجتمعي الصالح الذي يخدم المجتمع؛ ويستثمر طاقات أبنائه؛ ويوظّف جهودهم البنّاءة في تنمية الوطن؛ كي يخرج الملتقى بمبادرات اجتماعية قابلة التطبيق، ويقدم نتائج وتوصيات علمية؛ تفتح مجالات وآفاق بحثية جديدة حول قضايا ذوي القدرات الخاصة، فضلًا عما يحققه الملتقى من ترويج للصورة الذهنية لمصر؛ كبلد لديها من الموارد البشرية والمقومات والبني التحتية والأطر التشريعية؛ ما يؤهلها لاستضافة هذا الحدث الدولي الضخم في دورته الأولى، تمهيدًا لدورية انعقادة في بلداننا العربية.

يقول تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ" صدق الله العظيم... الرعد.. الآية "17".
الجريدة الرسمية