رئيس التحرير
عصام كامل

رسائل رئيس فيتنام الأخيرة عن مصر قبل وفاته

السيسي وتران داي
السيسي وتران داي كوانج الرئيس الفيتنامي

أعلن التليفزيون الرسمي في فيتنام وفاة رئيس البلاد تران داي كوانج اليوم الجمعة.


وقال التليفزيون إن كوانج (61 عامًا) توفي في المستشفى صباح اليوم، نتيجة مرض خطير رغم الجهود التي بذلها أطباء وأساتذة محليون وعالميون.

وزار الرئيس تران داي كوانج وزوجته مصر نهاية أغسطس الماضي واستعرض الرئيس تران داي كوانج وضع فيتنام والسياسة الخارجية.

وأشار الرئيس الراحل إلى أن مصر إحدى أوائل الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع فيتنام في عام 1963 وفتحت السفارة في هانوي في عام 1964 وأول دولة شمالية أفريقية تعترف بفيتنام كاقتصاد السوق في نوفمبر 2013.

وقال الرئيس تران داي كوانج إن فيتنام ومصر تربطهما علاقات سياسية جيدة وتتقاسمان بانتظام مواقفهما ويدعم كل منهما الآخر في محافل الأمم المتحدة، كما أعلنت عن دعمها لترشيح فيتنام كعضو غير دائم في مجلس الأمن الدولي لفترة 2020-2021.

وتابع: "تعد مصر خامس أكبر شريك تجاري لفيتنام في أفريقيا، حيث بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 346 مليون دولار أمريكي في عام 2017، وتهدف الدولتان إلى رفع حجم تجارتها إلى مليار دولار أمريكي في المستقبل القريب".

وطالب الوكالات الفيتنامية في مصر بمتابعة الوضع في مصر عن كثب واقتراح إجراءات محددة لتعزيز العلاقات الشاملة بين البلدين.

وقال إنه بحث مع الرئيس السيسي التوجيهات والإجراءات لتعزيز التعاون والصداقة بين البلدين في مجالات السياسة والدفاع والأمن والتجارة والاستثمار والزراعة والتعليم والتدريب والثقافة والسياحة.

وأكد الرئيس الفيتنامي الراحل، أن هناك إمكانيات هائلة للتعاون الثنائي في جميع المجالات بين فيتنام ومصر، مشيرا إلى أنه سعيد بزيارة مصر في وقت كانت فيه الدولتان تعقدان مجموعة من الأحداث المهمة للاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية.

وأكد أن هذه هي زيارته الأولى وأول زيارة يقوم بها زعيم فيتنامي رفيع المستوى لمصر منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية في عام 1963، وقال: "لن ينسى الشعب الفيتنامي أبدا المساعدة الكريمة التي قدمها لنا الشعب المصري عندما ناضلنا من أجل الاستقلال الوطني في الماضي وكذلك في سياق البناء الوطني والتنمية اليوم".

وأضاف: "نتابع باهتمام شديد الإنجازات العظيمة التي حققتها مصر مؤخرًا ونود أن نقدم تهانينا الصادقة للدولة والشعب المصري، وأصبحت مصر الآن واحدة من أكبر ثلاثة اقتصادات في أفريقيا، وتتمتع بدور أكبر وتأثير أكبر في المنطقة والعالم، ويسعدني أنه عقب زيارة الرئيس السيسي إلى فيتنام في سبتمبر 2017 ازدهرت الصداقة والتعاون بين فيتنام ومصر في جميع المجالات، وتؤكد زيارتي لمصر مرة أخرى رغبة فيتنام في الاستمرار في تعزيز الزخم من أجل نمو العلاقات الثنائية مع زيادة الفعالية والمضمون".

وتابع:" بالنظر إلى التاريخ كانت مصر من أوائل الدول العربية التي أقامت علاقات دبلوماسية مع فيتنام في اللحظة الحرجة في كفاح شعبنا من أجل التحرر الوطني وإعادة التوحيد، والأهم من ذلك كانت مصر البلد الرئيس هوشي منه قدم ثلاث مرات في حياته الثورية".

وقال: "على مدار السنوات الـ55 الماضية اتخذت الصداقة بين فيتنام ومصر خطوات كبيرة في مختلف المجالات، وعلى الصعيد السياسي يحافظ الجانبان على تبادلات الوفود على مختلف المستويات من خلال قنوات الحزب والحكومة والبرلمان وينسقان عن كثب في المحافل المتعددة الأطراف لا سيما الأمم المتحدة والتعاون بين الجنوب والجنوب حركة الانحياز وداخل الفرنكوفونية".

وأكد أنه عقدت الاجتماعات الخامسة للجنة الحكومية الدولية في البلدين في هانوي في أغسطس 2017 مما يعزز التعاون بطرق فعالة وكبيرة، وتعد مصر حاليا خامس أكبر شريك تجاري لفيتنام في أفريقيا، وكان التبادل التجاري الثنائي يتزايد باطراد عاما بعد عام، وعام 2018 وحده سجل زيادة بنسبة 44٪ على أساس سنوي".

وقال: "كما شهد التعاون الثقافي والتعليمي وكذلك العلاقات بين الشعوب خطوات كبيرة، وتساعد مصر في تدريب الطلاب الفيتناميين على اللغة العربية، كما وقع الجانبان مذكرة تفاهم حول التعاون السياحي وهي برامج للتعاون الثقافي والسياحي، مما خلق إطارا قويا لنشاطات تشجيع السياحة والتبادل الثقافي في كل دولة".

وأضاف:" في المستقبل مع وجود سوق يضم 100 مليون شخص في كل بلد سنتمتع بالكثير من الفرص والإمكانات العظيمة للتعاون بما في ذلك الترويج لصادرات المنتجات الرئيسية لكل بلد إلى سوق الآخر والمساعدة المتبادلة في توسيع السوق".

وتابع: "نحن على استعداد لمساعدة مصر للوصول إلى سوق الآسيان ومصر بوابة الدخول للشرق الأوسط وأفريقيا، وخلال زيارة الرئيس السيسي إلى فيتنام العام الماضي توصلنا إلى اتفاق على أن المجال الرئيسي للتعاون في المستقبل سيكون تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري والارتقاء إلى الصداقة الممتازة وإمكانيات بلدينا".

وأكد أنه بالنظر إلى إنشاء اللجنة الفرعية المعنية بالتجارة والصناعة في فيتنام ومصر ونجاح دورتها الأولى في أبريل 2018 لدى كل الأسباب التي تدفعني إلى الاعتقاد أن الهدف من دوران التجارة الثنائية بقيمة مليار دولار الذي حدده كبار قادة الدولتين يجب أن يكون سيتم تحقيقه قريبا.

وقال:" وفي مباحثاتي مع قادة مصر سأناقش التدابير التي يتعين على الجانبين أن يواصلوا التعاون فيها والاستفادة من الإمكانيات الهائلة ومساعدة كل منهما الآخر في التنمية المشتركة".
الجريدة الرسمية