رئيس التحرير
عصام كامل

رسالة رئيس الوزراء!


أصاب الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء عندما شدد أمس في أول اجتماع يترأسه لمجلس المحافظين الجديد على أن المحافظ يتمتع بجميع الصلاحيات وأنه ممثل الدولة وأنه صاحب القرار داخل محافظته، ما قاله رئيس الوزراء في اجتماعه مع المحافظين يمثل نقطة بالغة الأهمية وبداية تغيير حقيقي في تكليفات الحكومة للمحافظين..


فبعض المحافظين يفضل أن يعمل بثقافة تسيير الأعمال ويقتصر عمله طوال فترة وجوده على مقعد المحافظ على توقيع "البوستة "اليومية واستقبال الوزراء الذين يقومون بزيارة المحافظة وتوديعهم بعد انتهاء الزيارة، وهناك نوع آخر من المحافظين لا يكلف نفسه تحمل المسئولية واتخاذ القرارات المهمة التي تعود بالنفع العام على المواطن، بل يفضل أن يرسل إلى وزارة التنمية المحلية ومجلس الوزراء كل صغيرة وكبيرة لأخذ الرأي حتى لو كان إنشاء وحدة صحية داخل إحدى القرى.

وهناك نوع ثالث من المحافظين لا يوقع على أي قرار أو طلب طوال فترة وجوده سوى بالجملة الشهيرة لاتخاذ اللازم ولا أحد يعرف ما اللازم الذي يجب اتخاذه؟.. وهناك نوع رابع من المسئولين يعتبر وجوده مكافأة نهاية الخدمة وأنه جاء للاستجمام والراحة وليس لمزيد من العمل.

هذه الثقافة لدى بعض المحافظين أصابت العمل في المحليات في مقتل وأضاعت الكثير من الفرص على المواطن في الحصول على خدمة جيدة من الخدمات التي تقدمها الدولة، فعدم تحمل المسئولية وتأجيل القرارات التي تسهم في تنمية المحافظات إحدى أهم العقبات التي تواجه العمل اليومي داخل المحافظات، وهو ما يجعل المواطن لا يشعر بأي تحسن في الخدمات التي تقدم له.

هناك محافظات كثيرة تمتلك الكثير من الإمكانيات الاقتصادية الكبرى والمشروعات الضخمة التي تغير واقع أبنائها نحو الأفضل لكنها بحاجة لجرأة في اتخاذ القرار وتحمل المسئولية لكن الجرأة غير متوفرة في الكثير من السادة المسئولين وينتظرون أن يأتي القرار من رئيس مجلس الوزراء أو وزير التنمية المحلية.

الحكومة بذلت الكثير من الجهد خلال الفترة الماضية من أجل شعور المواطن أن هناك تغييرا نحو الأفضل في الخدمات وفرص الاستثمار التي تسهم في توفير فرص العمل والإنتاج، وعلى السادة المحافظين الجدد أن يترجموا الواقع الجديد إلى أفعال وألا تقتصر وظيفتهم على توقيع البوستة اليومية، فهناك عشرات المشروعات الضخمة التي تم ويتم إنشاؤها في المحافظات، وهذا يتطلب أن يكون المحافظ أو المسئول على قدر المسئولية وأن تكون أفكاره خارج الصندوق التقليدي الذي يعمل من خلاله الكثير من السادة المحافظين حتى تحقق هذه المشروعات أهدافها.
الجريدة الرسمية