رئيس التحرير
عصام كامل

من القمامة يخرج كل غالٍ ونفيس.. تحويل المخلفات إلى مياه شرب.. تصميم ملابس من الإعلانات الورقية والزجاجات البلاستيكية.. وتحويل المواد العضوية إلى سولار خلال ثلاث دقائق

فيتو

في الوقت الذي تبذل فيه الحكومة أقصى جهدها للتخلص من القمامة التي تشكل أزمة حقيقية في المجتمع المصري، تمكن بعض العلماء من ابتكار واختراع أشياء ثمينة من القمامة والنفايات، تلك الابتكارات بعضها لا يقدر بمال والبعض الآخر يعاني المجتمع من نقصانه.


مياه الشرب
«تحويل القمامة لمياه شرب»، ابتكر أحمد المصرى أو "فارس المخترعين" كما أطلق عليه البعض، آلة تحول القمامة الصلبة لـ "مياه صالحة للشرب"، استغرق زمن ابتكارها 10 سنوات، وحصدت المركز الأول على 123 دولة في مسابقة بدولة كوريا.

وقال أحمد إن الآلة صديقة للبيئة وتبلغ تكلفتها 1.5 مليون جنيه، وخضعت لعدة أبحاث من وزارة البيئة، وأن الفكرة تولدت لديه من خلال عمله بمصنع "صاج"، وظل أعوامًا حتى تمكن من الانتهاء من تصنيع الآلة، التي تتكون من خزان لمعالجة مياه الصرف الصحى، وعلى المحرقة يوجد منفذ يتم وضع القمامة الصلبة فيه ومن ثم يتم تحويلها لمياه صالحة للشرب.

"هولندا وكوريا وفرنسا" 3 دول طالبت "الفرعون المصري" بتبنى الاختراع لكنه رفض كل الإغراءات التي قدمت له قائلًا: "الاختراع مصرى ولن تستفيد منه سوى مصر والشعب المصرى"، وطالب "الفرعون" الدولة بمساندته ومساعدته من أجل الحصول على براءة اختراع من أجل إنشاء بعض المصانع لتصنيع الآلة وتعميم استخدامها في البلاد.



تصميم ملابس
هل يمكن لأحد أن يتخيل إمكانية الاستفادة من القمامة في تصميم ملابس، فقد ابتكرت مصممة أمريكية تدعى "كريستين أليس" فكرة للاستفادة من جميع القمامة والمخلفات بمختلف أنواعها وأشكالها، بدءًا من تذاكر الحفلات والمنشورات والإعلانات الورقية، وصولا بالزجاجات البلاستيكية الفارغة وتحويلها إلى ملابس وأزياء متنوعة ومبتكرة.

ويمكن لهذه المصممة استخدام القمامة في تصميم فساتين تناسب السهرات والمناسبات المختلفة، واستطاعت افتتاح شركة تحمل اسم Garbage Gone Glam متخصصة في توفير هذا النوع من الملابس، التي قد تعجب بها العديد من السيدات.

وأكدت "أليس" أنها توصلت إلى هذه الفكرة منذ أن كانت وما زالت طالبة في الجامعة، وملاحظتها للكم الهائل من المخلفات والقمامة التي يستهلكها الإنسان، فبدأت بالاحتفاظ بالأكياس البلاستيكية والمجلات والصناديق المصنوعة من الكارتون.

ووفقا للموقع الأمريكى odditycentral بدأت "أليس" بابتكار أول فستان مصنوع من المجلات والأكياس البلاستيكية القديمة على سبيل الدعابة، وبعد التحاقها بمجال الأزياء، وجدت أن هذا النوع من الملابس يحظى بشعبية كبيرة.



سولار وبنزين
ومن تلال القمامة التي تملأ علينا الشوارع وتخنقنا بروائحها العفنة، يمكن استخراج البترول وتكريره وصولا لوقود السيارات أو المصانع ومحطات الكهرباء والمخابز.

تكنولوجيا CPD اخترعها عالم ألمانى يدعى كريستين كوخ، والذي حصل على براءة الاختراع في عام 2009، وفى نهاية 2010 بدأ تطبيقها في عدد من الدول منها ألمانيا وهولندا وإسرائيل، هذا الاختراع قائم على تحويل تلال القمامة إلى وقود يحرك السيارات بجودة عالية وبدرجة أعلى من السولار الناتج عن تكرير البترول، وذلك عن طريق تقنية جديدة تسمى «عكس البلمرة المُحَفَّزة في غياب الضغط (Catalytic Pressure-less Depolymerisation» (CPD» وهى تكنولوجيا حديثة مُجربة تجاريا لتحويل خليط من نفايات البلدية والزراعة إلى ديزل عضوى ذى جودة عالية.

وتكنولوجيا CPD لمن لا يعرفها، هي عبارة عن مفاعل يحاكى الطبيعة، فكما تحولت بقايا الكائنات الحية عبر سنوات طويلة إلى بترول، يستطيع هذا المفاعل أن يقوم بنفس الدور بتحويل المواد العضوية الموجودة في القمامة إلى سولار في ثلاث دقائق.
الجريدة الرسمية