رئيس التحرير
عصام كامل

الإصلاح يبدأ من هنا (1)


يقيني أن الرئيس السيسي في ولايته الثانية بعد انتخابه سوف يولي عنايته لملفات التعليم والصحة والثقافة والإعلام.. بالإضافة طبعًا إلى ملفات مكافحة الإرهاب والأمن والاقتصاد والحريات.. تلك الرباعية التي فسدت في عهود الأنظمة السابقة.. فمصر في حاجة إلى تغيير كبير يبدأ بإصلاح التعليم والفكر والثقافة والسلوكيات والأخلاق، نحن في حاجة إلى تعليم متطور يعيد بناء منظومة التفكير والقيم وأولويات المواطن وانتمائه وإدراكه حقيقة ما يجري حوله.. تعليم يبعث العقل المصري على ساحة المعرفة؛ إنجازًا وتطويرًا، وإسهامًا حضاريًا..


تعليم ينقذ المجتمع من رواسب التخلف والشعوذة والجهالة.. كما أننا بحاجة إلى جامعات حقيقية ترسم للعقل المصري دوره الحضاري وحدود مسئولياته في اللحاق بالعصر، وامتلاك ناصية العلم والمعرفة.. نحن في حاجة إلى ابتعاث ثقافتنا الأصيلة والربط بين الماضي والحاضر والمستقبل بلا تجاوز أو ادعاء، والإعلاء من شأن لغتنا العربية وجعلها لغة الخطاب والتعليم والبحث العلمي وتقديمها على ما سواها باعتبارها هويتنا التي يمكنها أن تنقذ أجيالنا التائهة وسط دروب الغزو الحضاري الغربي المنظم ومنتجاته التكنولوجية والثقافية.

إن حاجتنا اليوم ماسة إلى إعلام رشيد يدرك مقتضيات واجبه الوطني في صناعة الرأي العام وتوجيهه الوجهة الصحيحة، وصياغة الوجدان والعقل بطريقة تعالج ما اقترفته بعض المنابر والإعلاميين من جرائم تغييب هذا العقل والتشويش عليه وإغراقه في الجدل العقيم والخرافة والملاسنات اللفظية والمعارك الوهمية.. وكفانا ما فعلته دكاكين السمسرة الإعلامية التي ظهرت بقوة بعد أحداث 25 يناير، وأفسدت مجتمعنا وأسهمت في إحداث الانقسامات والاستقطابات وبث الفتنة بين أبنائه؛ خدمة لأجندات هنا وهناك.. ونكمل غدًا.
الجريدة الرسمية