رئيس التحرير
عصام كامل

«نسمة» أول سائقة تاكسي ببني سويف: «البنت تقدر تشتغل أي حاجة» (فيديو)

فيتو

«الكابتن نسمة» نموذج جديد لفتيات محافظة بني سويف، اللاتي يثبتن يوميًا مقولة «ستات بني سويف رجالة» بتفكيرهن خارج الصندوق، للخروج من عباءة العادات والتقاليد، وأصبحن لا يعرفن المستحيل ولا تقف أمامهن أي عقبات من أجل الحصول على لقمة عيش بالحلال.


«نسمة على» طالبة بفرقة الرابعة بكلية التجارة، بمركز التعليم المفتوح بجامعة بني سويف، كسرت القواعد الصعيدية، وأقدمت على العمل سائقة على سيارة تابعة "لأوبر"، تابعة لإحدى شركات نقل الركاب الخاصة.

في البداية قالت نسمة: "البداية عندما كنت أتصفح صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، ووقعت عيناي على إعلان لشركة متخصصة في نقل الركاب، داخل وخارج المحافظة، تطلب سائقين وسائقات لقيادة سيارات الشركة لنقل وتوصيل المواطنين".

وأضافت نسمة لـ"فيتو": "لحبي الشديد في قيادة السيارات قررت الانضمام لفريق العمل بالشركة وأصبح «كابتن» أقود سيارة ملاكي، متخصصة في نقل الفتايات والسيدات، لأنضم لعشرات الفتيات اللاتي قررن رفع راية العصيان أمام كل من يُصنف المهن أن هذه للفتيات وتلك للرجال وليثبتن للجميع أن «البنت تقدر تشتغل في أي حاجة».

وتابعت: «عرضت الفكرة على أسرتي ولم يكن هناك أي اعتراض منهم، خاصة بعدما تأكدوا أنني سأعمل ضمن فريق عمل بشركة محترمة، فاستجابوا لرغبتي وإصراري على أن أحقق ذاتي باعتمادي على نفسي دون انتظار مساعدة من أحد "مكنتش عايزة أستنى أهلي يصرفوا علىّ خصوصا بعد ما أخلص دراسة"».

وأوضحت نسمة قائلة: "خلال فترة عملي بالشركة التي اقتربت من شهرين لم أتعرض لأى مضايقات من العملاء أو من السائقين في الشارع، خاصة وأن الشركة خصصتني لأوردرات «طلبات» العميلات من الفتيات والسيدات، وجميعها تكون داخل المحافظة، فضلًا عن رفض الشركة تكليفنا بطلبات الشباب والرجال".

وعن ردود أفعال المحيطين بها وعملاء الشركة، أكدت نسمة: "أرى في أعينهم انبهارًا لا مثيل له، وأستشعر في بعض الفتايات اللاتي يركبن معي، أنهن يرغبن في تقليدي «بيقولو إحنا ليه منعملش زيها» فضلًا عن مساندة السيدات لي ودعواتهن «بيدعولى ويقولولى إنتى حاجة مشرفة ربنا يستر عليكي خلى بالك يا بنتي من نفسك».

وأشارت «نسمة» قائلة: «أنا لست متزوجة أو مرتبطة إلى الآن، ولكن سأتمسك بعملي حتى ولو كان ضد رغبة "ابن الحلال"؛ لأننى لا أرى في عملى هذه أي عيب، العيب أني أقعد في البيت حاطة إيدي على خدي مستنية المصروف».

واختتمت «نسمة» كلامها موجهة كلمة لفتيات وسيدات محافظات الصعيد، قائلة: «يا بنات انزلوا اشتغلوا، الشغل مش عيب ولا حرام، تجاهلوا نظرة المجتمع، ونظرات البعض التي تعبر عن إعجابها بالفكرة بنظرات مغايرة وكلمات تدعو للإحباط».

من جانبها قالت نرمين محمود مقررة فرع المجلس القومي للمرأة ببني سويف، إن المتغيرات التي طرأت على مجتمعنا والاهتمام بقضايا المرأة على جميع المستويات، وخاصةً اهتمام القيادة السياسية بأهمية دور المرأة في المجتمع، غيَّر كثيرًا من وضع المرأة في المجتمع في الوقت الحالي فأصبحت قاضية وقائدة طيارة وقائدة سفينة، وتولت مناصب كان يصعب الوصول إليها.

وأضافت: «تعاملت شخصيًا مع نسمة ورأيتها نموذجًا إيجابيًا للفتاة التي أرادت تخطي العادات والتقاليد داخل محافظة بني سويف وقدمت للعمل كسائقة، وأسعدني الحظ للركوب معها ومناقشتها في أسباب عملها في هذه المهنة وتستحق التشجيع».

وأكدت مقررة المجلس القومي للمرأة في بني سويف أن امتهان المرأة لمهن الرجال أصبح شيئًا مألوفًا في مجتمعنا، وخاصةً لو كان للظروف الاقتصادية التي تفرض عليها ذلك، وخاصةً المرأة المعيلة لتربية أولادها لكن في حالة «نسمة» فهو جديد علينا أن تقتحم مهنة لإثبات ذاتها وإشباع رغبتها.
الجريدة الرسمية