رئيس التحرير
عصام كامل

عم جمال «سنان السكاكين» يحمل أثقال الحياة على عاتقه.. (صور)

فيتو

خطوط غائرة حفرتها سنين المعاناة على وجهه، اشتعل رأسه شيبا، وبلغ الوهن مداه من جسده، وانحنى ظهره تحت وطأة أثقال الهموم، لكن البهجة ترتسم فوق شفتيه، لتُعيد التوهج للحياة من جديد.


عم جمال، في عقده السابع، لم يمنعه كبر السن من العمل والاعتماد على نفسه، والبحث على لقمة العيش، وعدم مد يده لأحد حتى أبنائه، على الرغم من إِنجابه خمسة أبناء ذكور ومثلهم من الإناث.

يجوب عم جمال شوارع القاهرة الكبرى، بداية من منطقته بصفط اللبن بالجيزة، ليصل إلى منطقته المفضلة «الدقي»، يأتيها بشكل يومي منذ الحادية عشرة صباحًا إلى العاشرة مساءً، ليسن السكاكين، لتوفر له جنيهات بسيطة لتسد رَمقه ليوم واحد جديد، راضيا بذلك الرزق، تاركا تقدير أجر عمله لمقدرة وحالة زبائنه المادية.

ويحمل عم جمال على ظهره، آلة يفوق هو عمرها بقليل، فكليهما بنظر الناس عفى عليهم الزمن، واشتركا بتسلل الصدأ إلى آلته، والعجز على ملامحه.

«حالة عشق »، بين عم جمال وآلته «سنانة السكاكين» منذ أكثر من خمسة وثلاثين عاما، ليُجسد مقولة «حملها أكثر من أبنائه»، ووحدها ظلت مساندة له في هذه الحياة، بعد انشغال أبنائه بالبحث عن الرزق ولقمة عيش أبنائهم الصغار؛ للتغلب على مَتاعب وتحديات الحياة.

ويسعى عم جمال ليلا ونهارا؛ لتحقيق حلمه وأمنية حياته بزيارة بيت الله الحرام، ولا يزال يصارع عقبات الحياة لتحقيقه.
الجريدة الرسمية