رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «عم علي» عجوز يتحدى هموم الحياة بالرسم

فيتو

"عايش في مكان عبارة عن تربة مليانة رطوبة غير آدمية أكلت كل جسمي".. هكذا بدأ عم "علي مرسي" وصفه لمنزله وحياته، ذلك الرجل الذي يبلغ من العمر الـ 72 عامًا، ويقيم وحيدًا في "بدروم" تحت "بير السلم" في بناية قديمة بمنطقة الزيتون.


وعلى الرغم من القبح الذي يحيطه من كل جانب، إلا أن هذا لم يمنعه من خلق الجمال بلوحاته وأدوات الرسم الخاصة به، والتي هى جزء لا يتجزأ من مكان معيشته الذي لا يحتوي سوى على سرير واحد.

يؤمن "علي"، الرسام العجوز، بأن الرسم موهبة يرزق الله بها القليل من الأشخاص تتطور مع الزمن، ومع تمكن الفنان من أدواته، وأشار إلى أن الرسم في عصرنا هذا أصبح مقتصرًا على الوجوه، بينما لم يعد أحد يلقي بالًا برسم المناظر الطبيعية، وعلى الرغم من تقدمه في العمر وتخطيه السبعين إلا أن عم "علي" لا يزال يمارس هوايته المحببة إلى قلبه وهى الرسم فيكسب منه قوت يومه ليصبح هو مصدر دخله الوحيد.

روى عم علي لـ "فيتو" قصة حياته واكتشافه لموهبة الرسم، قائلًا:"اكتشفت موهبة الرسم وأنا عندي 5 سنين رسمت بالرمل تمثال واحدة شايلة بلاص وواحدة بتملى البلاص وواحد ماسك ناي وبيعزف بيه"، وتابع: " المدرسات أدوني صلصال وقالولي أعمل إللى عملته بالرمل بالصلصال، ومن هنا عملت تحف ورسومات وبعتها في أنحاء مصر كلها وأنا عندي 12 سنة"، وقال: "عرفت إن التماثيل حرام فقررت أرسم بالفحم والزيت".

وأضاف "علي": "طول عمري ببحث عن القرش اشتغلت كل حاجة، سمكري وميكانيكي سيارات ومكوجي وفي قهوة وبقال لكن مالقيتش حاجة حلوة غير الرسم"، وأكد أن الرسم أصبح مصدر رزقه من خلال بيع لوحاته بمحال ومعارض في وسط البلد"، واستكمل حديثه قائلًا: " أنا برسم كل حاجة لكن دلوقتي مابرسمش إلا البورتريه والناس بتجيلي من كل مكان".

ويقوم "علي" بتدريب من يحب هذه الحرفة أو من يجد لديه موهبة الرسم، ويريد تطويرها من غير مقابل لأنه يرى أنها رزق من الله ولا يمكن استغلاله بالأموال، ووصف الجيل الجديد بأنه جيل رومانسي للغاية ويحب الرسم كثيرًا بناءً على من يتردد عليه من شباب وفتيات من مختلف الأعمار.

وأشار إلى أن الرسم حب وموهبة من عند الله ولا تحتاج إلى التعلم، ولكن تحتاج إلى التطوير واستثمارها، مشيرًا إلى أن الموت أصبح أمنيته الوحيدة، بسبب متاعب الحياة وعدم شعوره بالراحة.
الجريدة الرسمية