رئيس التحرير
عصام كامل

عروس المولد تزين العتبة.. و«الحاجة زهرة» الأكثر رواجا.. قصة مصورة

فيتو

في أحد أزقة منطقة درب البرابرة بالعتبة، وبينما يتنافس الباعة فيما بينهم، أي منهم يصل صوته أسرع إلى مسامع الزبون، يصدح صوت "أم أحمد" وهي تنادي على ابنتها لتناولها الرأس والذراعين من الكيس البلاستيكي الملقى بعيدًا!، لغة إشارة لا يفهمها سوى السيدات اللاتي يتخذن زاوية من المنطقة خافتة الضوء المنزلقة لأسفل، فأمام طاولات خشبية تقف سيدتان بجوار أم أحمد، تحيط بهن ألوان زاهية لا حصر لها، وفي إتقان وتركيز يركبن جسد عروسة المولد البلاستيكية.




منذ قرابة عشرين يومًا، استعدت "نورا" لهذا اليوم، احضرت المعدات و"مسدس الشمع" لتقف نحو عشر ساعات يوميًّا استعداد للحدث، الذي كان فيما سبق "جلل" تنتظره بفارغ الصبر، "في الأيام العادية بنشتغل في حاجة السبوع، لكن بتفضل الأيام دي مختلفة".

قديمًا.. كانت عروس المولد قوامها السكر والماء وبعض الرتوش ذات الألوان الزاهية التي توضع على وجهها، فكانت تصلح للتهادي وأيضًا للأكل في نهاية الأمر. أما الآن فأصبحت العروس البلاستيكية سيدة المشهد، تتنتشر في معظم أرجاء المحروسة، منذ أن يبرز هلال شهر ربيع الأول.



"الرأس بنستوردها من برة والجسم من مصر"، تتحدث أم أحمد وعيناها تبحث عن الذراع اليمنى، فكل المتواجد في الكيس البلاستيكي، أذرع يسرى!، مكونات عروس المولد البلاستيكية قبل أن تخرج بمظهرها الأخير.



تبدو العروس في يد نورا، كجسد حي في حالة "تنويم مغناطيسي"، مطلقة ذراعيها في الهواء، تتناولها الأيدي، لتضع كل واحدة لمساتها التي تجعل كل عروس وإن كانت واحدة في البداية، متفردة في شكلها واسمها. "أنا بسمي العرايس على مزاجي كل سنه بتظهر عروسة جديدة، عندنا السنة دي شيكمارا الهندية، والحاجة زهرة، وكيداهم "فيفي عبده"، و"بكابوظة".



"الحاجة زهرة" هي الأكثر رواجًا على الإطلاق منذ ظهورها من نحو أربع سنوات وحتى هذا العام، "شكلها بالحجاب اللي على رأسها بيشد الزباين، سعرها وصل السنة دي لـ120 جنيها، لكنها لسة الأكثر مبيعًا".



تدخل العديد من المواد في إنتاج "كيداهم وزهرة" وأخواتهن، فمن التول إلى القاعدة الحديدية والأسياخ والفراشة والفصوص، تتبدل العروس كليًّا من حال إلى حال. وعن التكلفة تظل في يد الزبائن وحدهم، فكلما ازدادت زينة العروس و"مكياجها" ارتفع ثمنها، "الزبون هو اللي بيكلف العروسة حسب ما هو عايز".



"زي الأيام دي السنة اللي قبل اللي فاتت مكنتيش تعرفي تقفي في المكان من زحمة الزباين، كانوا بيبقوا عشرة في وقت واحد"، تبدو علامات الغضب على وجه أم أحمد وهي تشاهد العرائس المتراصة حولها، تناجي الزبون تكاد تتكلم وهي تشير بيديها للمارة، "أنا ثمني لا يتخطى الـ40 جنيهًا". كانت أم أحمد تبيع العشرات من العرائس قبل مولد النبي بنحو أربعة أشهر، أم الآن تفصلنا أيام قليلة عن المولد، وما زالت "شيكمارا، كيداهم، وزهرة"، تناجين المارة، "دستة العرايس بقت بـ200 جنيه بعد ما كانت بـ80 جنيها، فبنضطر نغلي احنا كمان أكتر".
الجريدة الرسمية