رئيس التحرير
عصام كامل

حرب كوريا الشمالية وأمريكا «كلام في الهوا».. المواجهات العسكرية لن تخدم أي هدف إستراتيجي للولايات المتحدة.. واشنطن تفرض سيطرتها بالفعل على قارة آسيا.. ومنظومة «ثاد» تستهدف التجسس ع

فيتو

لن يخوض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حربًا مع كوريا الشمالية كما تتوقع وتروج وسائل الإعلام الغربية بسبب الحرب الكلامية بين ترامب وكيم جونج أون، والعقوبات التي تفرضها الأمم المتحدة من وقت آخر على بيونج يانج، وتخفيض دول حول العالم لعلاقاتها معها بسبب اختبارات صاروخية ونووية، وتهديداتها بضرب الولايات المتحدة.


هدف إستراتيجي
ولكن غرد المحلل الأمريكي مايك ويتني خارج السرب، بتأكيده أن الولايات المتحدة لن تحارب كوريا الشمالية، ليس بسبب عدم امتلاكها لقوات برية كافية لعملية عسكرية كبيرة فقط، ولكن لعدم خدمة تلك الحرب لأي هدف إستراتيجي على الإطلاق، موضحًا أن واشنطن حصلت على ما تريد بالفعل من شبه الجزيرة الكورية. 

وأبرز «ويتني» بقاء كوريا الجنوبية تحت الاحتلال العسكري والاقتصادي الأمريكي، فضلا عن دمج أنظمتها المصرفية بنجاح في النظام الغربي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة، كما أن موقعها الإستراتيجي يوفر لواشنطن منصة للتطويق والسيطرة على الصين وروسيا، لذا فالولايات المتحدة ليست مضطرة للدخول في حرب.

الصين وروسيا
ونوه المحلل بتسليم ترامب السياسة الخارجية لجنرالاته الذين يستخدمون سمعته واشتهاره بالجنون لإحداث تأثيرًا كبيرًا، مشيرًا إلى نجاحهم في الرد على المعارضة بنشر منظومة الصواريخ «ثاد» في كوريا الجنوبية، ليتمكنوا من التجسس على الصين وليس كوريا الشمالية كما يُذاع، مشددًا على أنها جزء أساسي من الحشد العسكري الأمريكي لتنفيذ إستراتيجية واشنطن المحورية في قارة آسيا.

ورأى «ويتني» أن الأزمة مع كوريا الشمالية شددت قبضة واشنطن على الجزيرة الكورية، بجانب تصاعد مصالح النخبة الأمريكية، معربًا عن شكوكه إزاء وضع ترامب لتلك الخطة بنفسه لأنها نتاج عمل مسئولي الدولة العميقة الذين نجحوا في استخدام شخصيته المجنونة لصالحهم.

مخاوف كوريا الشمالية
ومن ناحية أخرى، لا ترغب بيونج يانج في دخول حرب تنفق فيها أموالها على الأسلحة النووية والصواريخ الباليستية في الوقت الذي تخشى فيه من وقوف شعبها على حافة مجاعة، لذا فهي تعمل حاليًا على ضمان الأمن والأمان لشعبها رغم صعوبته لعدم انتهاء الحرب مع كوريا الجنوبية.
الجريدة الرسمية