رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. صيادو الدقهلية «كعب داير» على لقمة العيش «تقرير»


يرون الموت كل يوم في بلادهم بسبب الأمراض التي أصابتهم في بحيرة المنزلة، التي أصبحت على وشك الدمار من إلقاء مخلفات المصانع بها وردم جزء منها بسبب التعديات.


صيادو مدينة المطرية التابعة لمحافظة الدقهلية الذين يطاردهم شبح الموت كل يوم بحثا عن مكان للكسب منه في سبيل لقمة العيش الحلال، تواجههم الكثير من المشكلات ووجهوا شكواهم مرارا وتكرارا ولكن دون جدوى حتى الآن.

لجأ الصيادون إلى السفر لأماكن أخرى خارج بحيرة المنزل ولكنهم لم يروا إلا موت زملائهم في غرق عدد من المراكب واحتجاز الكثير من الدول لهم بتهمة اختراق المياه الإقليمية.

ففى عام 2014 الماضي الذي لقبه أهالي المطرية بعام الحزن بسبب وفاة 28 صيادا من منطقة واحدة في مدينة المطرية، وأصبحت الشوارع مليئة بمكبرات صوت تعلن عن وفاة واحد تلو الآخر، بسبب حادث غرق مركب بدر الإسلام، والتي كانت تحمل على متنها 40 من الصيادين من أبناء مدينة المطرية وتوفى منهم 28 صيادا.

وفى نفس العام توفي 6 صيادين أيضا في حادث مركب "الحبيبة مكه" التي كانت تحمل على متنها 32 صيادا ونزل منهم 10 لقيامهم بتنظيف ثلاجات المركب وحدث تسربًا في غاز الثلاجات الكبيرة الخاصة بالسمك، وأثناء محاولة إيقاف هذا التسريب أصيب 10 صيادين فتمكن صيادون في مراكب قريبة من إنقاذ 4 وتوفى الستة الباقين من أبناء مدينة المطرية.

وفى 2015، احتجزت السلطات السودانية 101 صياد من أبناء مدينة المطرية، بتهمة اختراق المياه الإقليمية، لمدة 4 أشهر، ووجهت لهم تهم التجسس وتصوير منشآت عسكرية وأصدر الرئيس السودانى عمر البشير قرارا بالإفراج عنهم.

وكان لصيادي المطرية أيضا نصيب من الضحايا في حادث غرق مركب «زينة البحرين» في السودان، والذي راح ضحيتها من المطرية صياد وعاد آخر وهو رضا أنور على محمد هتيمي وروى تفاصيل اللحظات الأخيرة لغرق المركب قائلا: "بدأت الرحلة منذ 23 يناير الماضى وفجأة ظهرت الشعاب المرجانية المتواجدة في المياه وهو السبب الرئيسى لغرقها وليس عطل بها، وقفز أحد الصيادين المتواجدين في المركب ووقف على ألواح خشبية وسبح في البحر عكس التيار، كما سبحت أنا وصياد آخر لساعات طويلة حتى وصلنا إلى جزيرة داخل البحر".

وأضاف: "أنقذنا أحد السودانيين وأخذنا إلى أقرب نقطة شرطة وتم تحويلنا إلى المستشفى لأن الصياد الآخر كان مصابا بجرح في قدمه وتم إجراء العلاج اللازم له وتحرر محضر بوجودنا داخل المستشفى وإبلاغ السفارة المصرية وحضر إلينا مساعد القنصل ولن نشعر باهتمام منه وتخلوا عنا حتى في مصاريف".

واستمرارا لمسلسل احتجاز الصيادين قامت السلطات اليمنية باحتجاز 3 مراكب صيد على متنها 65 صيادا بينهم 25 صيادا من أبناء مدينة المطرية وذلك بتهمة اختراق مراكبهم المياه الإقليمية اليمنية، بالبحر الأحمر.

وأعلن محمد العتمانى نائب دائرة المطرية والمنزلة اليوم الإثنين أن مسئول الشئون القنصلية بسفارة مصر باليمن أخبره أنه تم الإفراج عن الـ65 صيادا المحتجزين، كانوا على متن 3 مراكب واحتجزتهم قوات خفر السواحل اليمنية، عقب اختراقهم المياه الإقليمية اليمنية.

وأكد عدد من الصيادين على أنهم يقومون بالبحث عن أماكن للصيد نظرا لعدم تمكنهم من الصيد داخل بحيرة المنزلة والتي أصبح بداخلها الكثير من التعديات بالإضافة إلى إلقاء مخلفات المصانع بداخلها ما أدى إلى إصابة الكثير من الصيادين بالفيروسات، مطالبين المسئولين بالنظر في تطهير البحيرة لأنها مكان يأوي الكثير من الأسر وهو مصدر الرزق الوحيد لهم.
الجريدة الرسمية