رئيس التحرير
عصام كامل

أخطر شبكات «تجارة الأعضاء البشرية».. وكر دولي يجري العمليات بمستشفى خاص بالهرم.. عصابة البساتين تشتري «الكلى» بـ 12 ألف جنيه.. ومجموعة «القهوجي» تستقطب زبائنها من العتبة


«تجارة الأعضاء البشرية»، الأبشع في قائمة الجرائم التي واجهت المجتمع المصري خلال العام الجاري، تلك الجريمة التي لم يعرف صاحبها ملة ولا دين، فقط يملك من القسوة القلبيــة ما يمكنه من فتح جسد مواطن ليأخد منه ما تشتهي الأنفس من أجهزة.


تجارة الأعضاء
في عام 2016، أصبحت محافظات مصر وجهــة لتجارة الأعضاء البشرية، ولكنها راجت بشكل كبير في القليوبية والدقهلية والجيزة، تلك المحافظتين أصبحتا وكرًا لسماسرة متخصصيــن في تجارة أعضاء البشــر، كانت الكلى في صدارتها، باعتباره العضو الأسهل في نزعه والأعلى قيمة.

أطباء وأساتذة جامعة متهمون
أكبر شبكة دولية للاتجار في الأعضاء البشرية داخل مصر، ضمت ما يفوق 41 متهمًا، من بينهم مصريــون وعرب وضمت أيضًا عددًا من الأطباء وأساتذة الجامعات وأعضاء من هيئة التمريض، إلى جانب عدد من أصحاب المستشفيات الخاصة، والوسطاء، وموظفين، وسماسرة قاموا باستغلال المصريين لبيع أعضائهم للعرب مقابل مبالغ باهظة تصل إلى ملايين الدولارات، لكن استطاعت الأجهزة الأمنية القبض عليها اليوم.

تمت العمليات الخاصة بتلك الشبكة في عدد من المستشفيات الخاصة بمنطقة الهرم بالجيزة، بعضها مرخص والآخر غير مرخص، والقائمون على الأمر مجموعة من الأساتذة الذين يعملون بمستشفى «أحمد ماهر» وكلية الطب بجامعة القاهرة وكلية الطب بجامعة عين شمس ومعهد الكلى بالمطرية وأحد المعامل الخاصة.

استقطاب المتعثر
كما استطاعت تجارة الأعضاء البشرية تحقيق نجاح مهول عام 2016 بجعل الضحية متهم، فقد ظهر أخطر تشكيل عصابى تخصص نشاطه الإجرامى في استقطاب المواطنين المتعثرين ماديًا للتبرع بأعضائهم البشرية "الكلى" مقابل مبالغ مالية، وأكدت التحريات أن المتهمين يجبرون ضحاياهم على توقيع إيصالات أمانة لعدم إخلالهم بالاتفاق.

الشبكة تضمنت مجموعة من العاطلين، بصحبة ممرض بمعمل تحاليل بشارع التحرير في الدقى، ويتخذون من مسكن الأول الكائن بدائرة قسم شرطة البساتين، مكانًا لمزاولة نشاطهم في تجميع ضحاياهم وتوفير العناية الطبية لهم قبل وبعد التبرع ولحين إتمام شفائهم.

بيع الكلية
يبيع الضحية المغلوب على أمره كليته للشبكة نظير مبلغ مالى 20 ألف جنيه يتقاضى منها 12 ألف جنيه، يجبره المتهمــون على توقيع إيصال أمانة على بياض وإقرار مسجل بالشهر العقارى يفيد أنه تبرع باستئصال الكلى دون تقاضى مبالغ مالية، ولدى مطالبتهم بباقى المبلغ هددوه بإقامة دعوى قضائية ضده بموجب إيصال الأمانة الموقع منه على بياض، وفي أغسطس الماضي، نجح رجال مباحث القاهرة في القبض عليهم.

تخصص أطفال
ومن ضمن أخطر شبكات تجارة الأعضاء تخصص أطفال، التي واجهت مصر هذا العام، تلك التي كانت تكمن بدائرة قسم شرطة الجيزة، واتخذت من شقة بشارع الصناديلي مقرًا لها، عاش فيها المتهمـــون على أنهم عمال بناء، إلى جانب اتخاذهم شقتين بشارع السوق لنفس المنطقة بخلاف الأولى يتم استخدامهما كغرفة عمليات لإجراء عمليات استئصال الأعضاء البشرية.

يستقدم المجرمون الأطفال وخاصة من لا يمتلكون مسكنًا في القاهرة من أمام محطتي سكة حديد القاهرة "رمسيس" والجيزة، ويقنعونهم بقدرتهم على توفير مسكن وفرصة عمل جيدة، ومن ثم مساومتهم على أعضائهم البشرية مقابل مبالغ مالية.

مصير الأطفال
وفي تطور غير متوقع للمشهد، يطبق المجرمــون مقولة «مشافوهومش وهما بيسرقوا شافوهم وهما بيتحاسبوا»، حيث كشف أحدهم ويدعى "نوح" النقاب عن حقيقة عمل زملائه بالشقة، بعد مشاجرة عنيفة وقعت بينهم، وقاموا بتهديده بأنه حال الإبلاغ عنهم سيلقى نفس مصير الأطفال المحتجزين.

وتواصل الأهالي الذين لاحظوا أن الشقة المستأجرة حديثًا، تشهد حركة دخول وخروج عدد كبير من الأشخاص على مدى ساعات اليوم دون انقطاع، في سبتمبر الماضي، تم التنسيق مع بعض أمناء الشرطة لعمل كمين للمتهمين، وتم ضبط 4 منهم حال صعودهم إلى الشقة الواقعة بشارع الصناديلي، ونحو 10 أطفال وفتاتين، واقتيادهم إلى قسم الشرطة، وأرشد المتهمون عن الطبيب الذي يجري العمليات الجراحية لضحايا العصابة، وتبين أنهم أبرموا اتفاقًا مع 2 من "أفارقة" سماسرة الاتجار بالأعضاء البشرية على بيع أعضاء بشرية مقابل مبالغ مالية.

قهوجي زعيم عصابة
أما العصابة الرابعة، فكانت تحت قيادة قهوجي بمنطقة المرج بمحافظة القاهرة، اتخذت من الباعة الجائلين للمناديل وغيرها في الطرق العامة، وتحديدًا بمنطقة رمسيس والعتبة زبونًا لها، تغري الشباب ببيع أعضائهم البشرية بمنحهم 15 ألف جنيه مقابل "الكلى الواحدة".

سقط المتهمــون في الشبكة الأمنية في يونيو الماضي، عندما حرر عدد من أهالي المنطقة محضرًا يفيد ارتيابهم في شقة سكنية وقهوجى يستقطب الشباب ويطالبهم ببيع أعضائهم البشرية، ودلت تحريات أجهزة الأمن بمديرية أمن القاهرة إلى صحة البلاغ، وتمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط "سمسار"، وبرفقته شخص آخر يساعد في اختيار الشباب وإقناعهم، وإتمام التحاليل اللازمة للعملية، كما تم ضبط 4 أشخــاص داخل الشقــة، ثبت بيعهم أعضاءهم البشرية إلا أنهم لم يتمكنوا من الحصول على مستحقاتهم المادية المتفق عليها.
الجريدة الرسمية