رئيس التحرير
عصام كامل

أحزان الفيلة كريمة.. قصة مصورة

فيتو

ظلت الفيلة كريمة لسنوات قِبلة للصغار والكبار من رواد حديقة الحيوان بالجيزة، لذا فقد أثار خبر نفوقها حالة من الحزن الشديد بين زائرى الحديقة، الذين اعتادوا مراقبة أفعالها الطريفة، تؤديها تلبية لطلب حارسها، الذي صاحبها لسنوات، ونشأت بينهما ألفة وثقة،  أزالت خوف كريمة من الوجوه الجديد لزائريها التي تتبدل يوما بعد آخر.


رعاية صحية ووجبات جيدة وحمامات زيت، كانت تحصل عليها الفيلة كريمة بشكل يومى، التي كانت قبل وفاتها بمثابة البطل الرئيسى في الحديقة، لكن هل كانت كريمة سعيدة حقا؟ وهل اعتادت على تركها الغابات الهندية الواسعة، حيث نشأت، واكتفت بموضعها المخصص شمال الحديقة، ذو المساحة المحدودة.

الحقيقية أن الحيوانات تتأثر بحالة الأسر في الحدائق، ونادرا ما تنجب في أقفاصها، وقد يصيبها حالات مزمنة من الاكتئاب. مهما قدم لها من رعاية واهتمام، وبيئة مشابها لبيئتها الحقيقية.

كما أن الأفيال بوجه خاص، تمتلك ذاكرة قوية ممتدة، عصية على المحو، لهذا فلا يمكن استبعاد أن تحن كريمة لموطنها، الذي رحلت عنه حين كانت في نهاية العشرينات من عمرها، خلال الستينيات من القرن الماضى، حيث كانت أحد هدايا رئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو، للرئيس الراحل جمال عبد الناصر، خلال سنوات تكوين حركة عدم الانحياز.

هكذا انتقلت كريمة إلى حديقة الجيزة، ووضعت سلاسل الحديد في أقدامها، منعا من عواقب حركة مفاجئة بجسدها الذي يزيد وزنه عن الثلاثة أطنان، وخوفا من تعرض حياة حارسها وزوارها للخطر، لكن يبدو أن كريمة لم تعتد الأسر، فرغم قضائها ما يقرب من الـ50 عاما في حديقة الجيزة، ظلت كريمة تأتى بحركات عفوية تدل على طوقها للحرية.

كانت كريمة كثيرا ما تنسى ثقل أغلالها، وتحرك قدميها في خفة، قبل أن تشدها أغلالها، في حدود المساحة المخصصة لها، فيما كانت عينها تدمع، وكأن موجة حنين تجتاحها، أو ربما مجرد إفرازات دمعية لا معنى لها، مع ذلك تضفى تلك الدموع عليها حالة من الحزن والكآبة المخالفة لطبيعتها المرحة اللطيفة.

أما تغضنات جلدها، والسنوات التي رسمت أخاديد ووديان على جسدها الضخم، فقد كانت تشى بما مرت به من أحداث، ورغم متاعبها وسنوات عمرها الثقيلة، فلم تكن كريمة تمل من تلبية طلب طفل بريء، أراد إطعامها في تحفظ، في حين وقف والده على مقربة يلتقط صورا لابنه، ليحتفظ بها في ألبوم من الذكريات المبهجة.

1- كريمة تتأمل زائريها بنظرة متفحصة

2- سلاسل الحديد تقيد حركتها العفوية

3-جلد كريمة المتغضن يحكى عمرها

4- أـحيانا ما تنسى كريمة ثقل أغلالها وتتحرك بخفة

5-دموع الحنين إلى غابات الهند وسط صخب زائرى الحديقة

6- للأفيال ذاكرة ضد المحو والنسيان
الجريدة الرسمية