رئيس التحرير
عصام كامل

لقمة العيش صعبة.. حكايات من دفتر الشقيانين في النوة بالإسكندرية

حكايات من دفتر الشقيانين
حكايات من دفتر الشقيانين في النوة بالإسكندرية
"كل شيء جميل في الشتاء عدا ارتجاف الفقراء" مقولة تعكس الوجه القاسي للشتاء الذي يظنه كثيرون أنه موسم ملازمة البيوت وتناول المشروبات الساخنة واستعادة الدفء العائلي، ولكنه في الواقع أزمة في حياة الفقراء فبعضهم لا يجد قوت يومه بسهولة في الشتاء وآخرون لا يجدون غطاء يلتحفون به، وآخرون لا يجدون طعام يبقيهم على قيد الحياة.


وعلى الرغم من قسوة الطقس وهطول الأمطار على الفقراء، إلا أنهم لا يجدون ما يشغلهم غير مواصلة العمل حتى يجدوا قوت أولادهم حتى في مواسم النوات التي تضرب مدن مصر الساحلية.

هؤلاء هم الذين أجبرتهم ظروف عملهم على تحمل صعوبة الطقس والعمل تحت زخات المطر ووسط الرياح العنيفة ودرجات الحرارة المنخفضة إلى حد الصقيع، لساعات طويلة من اليوم غير عابئين بكل ما يحمله الجو من برودة.

"فيتو" تستعرض خلال السطور التالية، المعاناة التي يتعرض لها أصحاب المهن الشاقة كالعاملين في مهن سايس السيارات وعامل النظافة وسائق الحنطور وبائع المشروبات الساخنة على كورنيش البحر في الإسكندرية. 




يقول حسن أحمد عامل نظافة بالإسكندرية، إن خلال هطول الأمطار نتواجد في الشوارع والميادين لتنظيف الشوارع بشكل جيد حتى لا تسير القمامة في مجرى شنايش الأمطار والبالوعات وتصل إلى الانسداد مضيفا أن العمل خلال وقت الشتاء شاق جدا ويحتاج إلى طاقة وجهد كبير بسبب اختلاط المياه بالمخلفات الصلبة في الشارع. 



وأشار إلى أنه رغم صعوبة الجو إلا أنه يشارك في العمل تحت تلك الظروف الصعبة، مضيفا أنه يعمل من أجل الانفاق على زوجته التي تعاني إصابة بالمخ منذ ثلاث سنوات ويقوم برعاية أبنائه الثلاث وتعليمهم، مشيرًا إلى أنه لا بديل لذلك فلا يمكن أن يمر يوم دون تنظيف الشوارع وتجميلها سوء في فترات النوات أو الأيام العادية.



"أكل العيش مر والحال صعب للغاية" بهذه الكلمات بدء أبو حمادة صاحب السبعين عاما سايس بمنطقة محطة الرمل، يروي حكايته مع العمل داخل أرقى مناطق الإسكندرية ويقول: أنه يعمل منذ 20 عاما بهذة المهنة بمنطقة محطة الرمل وسط الإسكندرية، ولديه أربعة أبناء ويعمل منذ الصباح الباكر حتى منتصف الليل في هذه المنطقة للبحث عن لقمة العيش تحت ظروف الطقس السيئ. 

وأضاف أن زوجته تعاني منذ سنوات أزمات صدرية وتحتاج إلى كميات كبيرة من الأدوية والعلاجات بخلاف الأشعات اللازمة التي تقوم بتنفيذها مؤكدا أن العمل تحت أي ظروف من أجل البحث عن لقمة العيش رغم المعاناة وبرودة الطقس السيئ قائلا: "حنعمل إيه دا حال الدنيا".

على بعد خطوات قليلة بداخل ميدان محطة الرمل يقف عم سعيد بجوار عربة الحنطور على كورنيش الإسكندرية ينتظر الزبائن والمتنزهين على طريق الكورنيش ليخوض معهم جولة سياحية بداخل عروس البحر المتوسط. 

سائق الحنطور يشكو "لفيتو" ركود الحال وقلة الطلب على مهنته والتي تعتمد على السياح من مختلف الجنسيات لزيارة معالم الإسكندرية في ظل انتشار أزمة كورونا وتوقف الزيارات لكثير من الدول للتخوف من انتقال وانتشار العدوى للفيروس الوبائي قائلا "المهنة فات عليها الزمن" 

وأضاف أنه يتواجد في هذا الميدان منذ أكثر من 25 عاما والعمل بهذه المهنة، ويواصل العمل يوميا لأكثر من 14 ساعة أملا في اصطحاب الزبائن لركوب الحنطور في جولة سياحية، مؤكدا أن الطلب على المهنة أقل وأحيانا ننتظر الكثير من الأيام دون عمل والوقوف في هذه المنطقة بحثا عن لقمة العيش وتوفير طعام للحصان أولا ثم احتياجات الأسرة والأبناء. 

لافتا تعودت على العمل تحت أي ظروف صيفية أو شتوية، مضيفا رغم برودة الطقس وهطول الأمطار الغزيرة نحتمي تحت أشجار أو الاختباء بداخل العربة أو الجلوس على الرصيف قائلا "كل المهن شاقة بسبب لقمة العيش مش بتيجي بالساهل".
الجريدة الرسمية