رئيس التحرير
عصام كامل

وفاة «سالي».. ضحية الإهمال الطبي في الشرقية.. أصيبت بكسل في النخاع العظمي.. جرعة دواء زائدة تسببت في إصابتها بفشل كلوي.. والدتها: علاجها كان متوقفا على 250 ألف جنيه.. و«الصحة» تجاه

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

توفيت الطفلة "سالي محسن مصطفى"، 13 عاما، بالصف الثالث الإعدادي، المقيمة بمدينة القرين، بعد إصابتها بفشل كلوي بسبب الإهمال الذي أدى إلى تدهور وظائف الجسم وسيطرت حالة من الحزن والغضب الشديد على الأهالي عقب سماعهم خبر الوفاة.


وتسببت جرعة دواء زائدة بإصابة الفتاة مصابة بكسل في النخاع إلى إصابتها بفشل كلوي، وأكد الأطباء أنها تحتاج لعقار atg الذي يصل ثمنه إلى 250 ألف جنيه، في ظل تجاهل وزارة الصحة إنقاذ هذه الفتاة من معاناة المرض والإهمال الطبي.

"بنتي بتموت قدام عيني ومش لاقية حد يساعدني".. بهذا الكلام بدأت معنا حنان عبدالعظيم "44 عاما" والدة الطفلة سالي محسن مصطفى، الطالبة بالصف الثالث الإعدادي ومقيمة بمدينة القرين في الشرقية، وذلك قبل الوفاة بيوم واحد قائلة: "انا والله تعبت، كل لحظة بموت وأنا شايفة بنتي بتصرخ من تعبها وبتضعف وتموت قدامي ومش قادرة اعملها حاجة ياريت أنا اللي مريضة وهي لا".

وتابعت الأم والدموع تنهمر من عينيها: "لدى 4 بنات وهن إيمان -20 عاما، وسارة -18 عاما، وسالي -15 عاما، ونورا- 12 عاما، وزوجي يعمل محاسبا في أحد القطاعات، وكنا عايشين ومبسوطين، حتى جاء مرض سالي الذي تم اكتشافه في شهر ديسمبر الماضي، وتحولت سعادتنا لحزن دائم".

وقالت: "سالي كانت كويسة، وفجأة أصبحت مريضة ودائما تعبانة، وجسمها في ضعف مستمر، فقمنا بالذهاب للكشف عليها وإجراء التحاليل والآشعة، وكان التشخيص الأولى للأطباء أن لديها كسلا بالنخاع، وقاموا باعطائها دواء لتنشيط النخاع العظمي، حتى تٌشفي، ولكن كان ذلك الدواء بداية لمعاناتنا المستمرة التي لا أعلم إلى متي سنظل نعاني منها".

الإهمال الطبي
وأضافت حنان: "أثناء إعطائها علاج تنشيط النخاع، قام أحد الأطباء بإحدي العيادات الخاصة بإعطاء ابنتي سالي جرعة زائدة، ما تسبب في إصابتها بفشل كلوي، وزاد عليها المرض.. حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم مش كفاية اللي بنتي كانت فيه لا بيزودوا مرضها بإصابتها بفشل كلوي".

والتقطت نجلتها الكبرى إيمان بالفرقة الثانية كلية حاسبات ومعلومات، الحديث منها قائلة: "عقب معرفتنا بإصابة سالي بفشل كلوي بالإضافة إلى مرضها، كانت الصدمة الكبري لنا، فكيف سيتحمل جسدها الصغير ذلك".

وتابعت إيمان: "عقب إصابتها بالفشل الكلوي، أخذها والداي إلى أحد المستشفيات، وتم إجراء غسيل كلوي لها، وعقب ذلك ذهبنا بها لمستشفي مدينة نصر لإجراء توافق بينها وبيننا، حتى يستطع الأطباء أخذ النخاع منا ونقله اليها ليتم شفاؤها، ولكن القدر كان أقوي منا جميعًا، فلم يوجد أي توافق بيننا وبين سالي".

العلاج الوحيد
وأضافت: "عقب ذلك أخبرنا الأطباء أن العلاج الوحيد لها الآن، هو عقار ATG، وهذا العقار يتعدي ثمنه الـ250 ألف جنيه، وليس موجودا بمستشفي الدمرداش، فذهبنا بسالي إلى معهد ناصر، وأيضا لم نجد العقار هناك".

وأكدت إيمان: "عقب زياراتنا لجميع المستشفيات ولم نجد العلاج، تم احتجاز سالي بمستشفي صيدناوي الجامعي بمدينة الزقازيق قسم الدرن، رغم أن حالة أختي سالي سيئة جدا، ودائما تصرخ من كثرة الألم الشديد الذي تعاني منه، إلا انهم في المستشفي لا يهتمون بها، ولا يكترثون لآلامها، فالجميع هنا يعاملون شقيقتي وكأنها متسولة أو مجرد جسد ميت لا يحتاج إلى اهتمام أو مساعدة طبية لائقة".

وقاطعتها والدتها حنان: "أنا مش عايزة حاجة من الدنيا دي كلها غير انهم يعالجوا بنتي، ويعاملونا كويس، أنا لا عايزة اهتمام من مسئول ولا طبيب ولا ممرض أنا عايزاهم يعالجولي بنتي ويرحموها من التعب والمرض الذي تعاني منه، وطالبت والدة الطفلة المريضة، الرئيس عبدالفتاح السيسي ووزير الصحة بسرعة التدخل وإنقاذ طفلتها من الهلاك بتوفير عقار ATG ".

الجريدة الرسمية