رئيس التحرير
عصام كامل

مقال "باسم يوسف" يفجر باب السرقات الأدبية.. الصدفة قادت فريق "ساسة بوست" لكشف الفضيحة.. "العريفي" سرق مقالات "الشريف" عن فضائل مصر وأهلها.. و"السباعي" سرق "السقا مات" من أبيه

باسم يوسف
باسم يوسف

فجر مقال "لماذا لا يهتم بوتين؟" الذي نشر باسم الإعلامي يوسف كمقال له في جريدة الشروق، حالة من الجدل، وفتح النقاش حول السرقات الأدبية التي يقوم بها عدد من الكتاب، دونما إضافة اسم المصدر الذي استقى منه الكاتب ما ينشره.

مقال يوسف تسبب في فضيحة كشفها دكتور أحمد عبد الحميد مدير قسم الترجمة والبحوث في "ساسة بوست"، مؤكدًا أن مقال باسم يكاد يكون مقتبسا بشكل كامل من مقال منشور في مجلة بوليتيكو "Politico Magazine" في 2 مارس الماضى، تحت عنوان "Why Russia No Longer Fears the west"، وترجمته "ساسة بوست" بعنوان "لماذا لم تعد روسيا تخشى الغرب؟" ونشرته منذ أسبوع تقريبًا.

الصدفة وحدها دفعت فريق ترجمة "ساسة بوست" لقراءة مقال باسم يوسف، وكان رأيهم بالإجماع "أفكاره مقتبسة بالكامل من مقال مجلة بوليتيكو، بنفس التسلسل باستثناء مقدمة المقال ولغته"، فقد حرص باسم على كتابتها بالعامية ليكون قريبًا للقارئ. 

باسم حاول الخروج من المأزق بإضافة سطرين في نهاية مقاله قال فيهما "لمحاولة فهم زاوية جديدة للصراع في القرم، استعنت بعدة مقالات من بن جورا بموقع بوليتيكو وتيموثي سنايدر بنيويورك ريفيو، إضافة إلى ما نقل في وسائل الأنباء". 

لم تكن فضيحة مقال باسم الأولى في السرقات أو الاقتباسات الأدبية، ففي يناير 2013 ألقى الشيخ محمد العريفي خطبة عن مصر التي حملت عنوان "فضائل مصر"، وكانت منقولة من مقالات للباحث الدكتور محمد موسى الشريف، والتي نشرها في سلسلة مقالات في مجلة "المجتمع" تحت عنوان "فضائل مصر ومزايا أهلها"، والشريف يحمل الدكتوراه في الكتاب والسنة، وله أكثر من 60 مؤلفا وعضو في رابطة علماء أهل السنة، والجمعية العمومية للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين.

تضمنت الخطبة نفس التسلسل الذي جاء في مقالات الشريف، واقتباس عبارات كما هي مكتوبة ونقل أبيات شعرية من نفس المقالات، وهو ما ذكرته صحيفة "أنحاء" الإلكترونية السعودية.

رغم أن الخطبة أخذت صدى واسعا على مستوى العالم العربي، لكن العريفي لم يشر (في حينها) لا من قريب أو بعيد لاقتباسه ونقله نص خطبته من مقالات الشريف.

الغريب أن العريفي كتب، من إسطنبول، أنه اتصل على دكتور الشريف بعد الخطبة ليستأذنه فيما نقل بعد انتشار الخطبة.

الروائي عوض شعبان في مدونته عن السرقات الأدبية عند العرب، ذكر أن "ما أقدم عليه الكاتب يوسف السباعي أفظع سرقة في تاريخ الأدب، إذ جرؤ على الاستيلاء على رواية والده غير المطبوعة بعد وهي رواية بعنوان "السقا مات"، التي تعتبر من أهم الروايات في الأدب العربي الحديث، وقد أطلع عليها مؤلفها محمد السباعي أحد أصدقائه قبل وفاته".

وحينما نشر يوسف السباعي هذه الرواية باسمه، انبرى ذلك الصديق وانتقده بكلام جارح، بيد أن يوسف السباعي وقد لمع نجمه، وعين وزيرًا للثقافة في سبعينات القرن الماضي، اقتص من صديق أبيه الذي كان قد فضحه على الملأ، فأبعده كموظف حكومي إلى أسوان حيث مات الأديب مقهورًا.
 
ويذكر شعبان أن من يقارن بين رواية "السقا مات" وجميع أعمال يوسف السباعي، يلحظ الفرق الشاسع بين رواية محمد السباعي المسروقة، وأعمال ابنه، من حيث العمق والمعرفة في شتى دروب الحياة واللذان عرف بهما محمد السباعي، مؤكدًا أن يوسف السباعي امتعض من عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين حينما قال له ذات يوم: "أبوك يكتب أفضل منك"، ولابد أن عميد الأدب العربي قد وقف على واقعة استيلاء يوسف السباعي على رواية ابيه الخالدة "السقا مات".

يذكر الكاتب ماهر البطوطي أن باحثة أردنية تدعى هدى قزع، قد سرقت أربعة موضوعات من كتاب "الرواية الأم: ألف ليلة وليلة في الآداب العالمية" ونشرتها باسمها في عديد من الصحف الورقية والإلكترونية، ومنها "القدس العربى".

أما نادي "لصوص الكلمة" يكشف سرقات الكتاب الأدبية والفنية، ومنهم الكاتب جميل الزعبي الذي لم يكلف نفسه بذل أي مجهود فكري لكتابة مقالة قصيرة من خمس فقرات، ويذكر النادي أنه قام بالسطو الكامل على مقالة حياة الياقوت رئيسة تحرير موقع "ناشري"، ولم يسلم من سرقته أي حرف من حروف "حياة"، فسرق المقالة كاملة، ولم يترك حتى عنوان المقالة فسرقه هو الآخر.

وغير جميل الزعبي في مقالته المسروقة ثلاث كلمات فقط، فاستبدل كلمة "بوية" من المقالة الأصلية بكلمة "المسترجلة"، ثم حذف اسم كاتبة المقالة الأصلية لحياة الياقوت، ووضع بدلا منه اسمه "جميل الزعبي"، فلم يكن فعلا "جميلا"، وخرجت مقالته المزعومة بلا "حياة".
الجريدة الرسمية