رئيس التحرير
عصام كامل

حي البساتين.. تاريخ من الفساد!

لعل المسؤولين عن الأموال العامة والجهات الرقابية لا يجدون صعوبة في معرفة أن هنالك بهذا الحي، البساتين، من يدبر تزويرا، أو ترتيبا للحصول على رشوة.. هناك دوما صيد جاهز! بالأمس فقط أحالت النيابة أربعة من المسؤولين، رجلين وسيدتين، إلى المحكمة الجنائية بتهمة تزوير تراخيص مرافق مياه وكهرباء وصرف صحي، محررة على أوراق رسمية بأختام مقلدة وبتوقيعات مقلدة، لتمكين رجل أعمال من إمداد هذه المرافق جميعها لـ ١٥برجا بناها مخالفة لاشتراطات البناء والقانون.


١٥ برجا مخالفا حصل لها رجل الأعمال هذا على تراخيص مخالفة ومزورة لتزويدها بالمرافق. وهنا نسأل: كيف تقبل موظفو المياه والكهرباء والصرف هذه المحررات ووافقوا عليها؟ هل وقع تواطؤ؟ أم أن المحررات بالغة الدقة في التزوير؟

حين راجعت تاريخ حي البساتين مع السرقات والتزوير والرشى، وجدته يمتد تقريبا، من عام ٢٠١٥ حتى أمس السبت ٢٠ مارس، بمعدل واقعة سنوية. طبعا اخترت عام ٢٠١٥ عشوائيا وهالني أن المباحث تجد هؤلاء اللصوص بتكرارية منتظمة. ورغم السجن والفصل، فإن موظفين بالحى لا يرتدعون.

الفساد وحي البساتين

يرأس الحي الآن اللواء أحمد جودة، كنت تواصلت معه، وزرته في مكتبه، وهو رجل يحب أن يبدو مشغولا وآمرا وناهيا ومنجزا.. وشكوت إليه شيوع التوكتوك وفوضاه وبلطجية سائقيه، وعلى الفور اتصل وأمر.. وشكرته.. وخرجت ممتنا.. في اليوم التالي وحتى الآن.. لا تزال فوضى التكاتك تضرب في شوارع المعادي الجديدة وأمام كارفور ماركت.. ولا تزال الأتربة والقاذورات في الشوارع الجانبية.. والحفر والمطبات في الشوارع الرئيسية.. وهو مهموم جدا الآن بفك بلاطات الأرصفة وتركيب بلاطات غيرها.. الناس تشكو من التوكتوك والتراب والفوضى.. والقمامة وهو منصرف لتركيب بلاط معشق.

اردم وسفلت الحفر والمطبات والشوارع.. أولا..

قبل يومين صورت مقلب قمامة كبيرا وممتدا ومنتشرا على مساحة كبيرة وسط الكتلة السكانية بالشطر العاشر، على شريط السكة الحديدية أمام المقاهي والمحال وفي مواجهة شرفات البيوت.. ورفعتها على صفحتي وطلبت الاهتمام من الحي ومن محافظ القاهرة ومن رئيس منظومة الشكاوى.

تطهير الحي


علاقة حي الفساد بالبساتين هي علاقة حي البساتين بالفساد! قصة سقيمة مكررة.. وبغباء.. لأن هناك موظفين لا يتعظون من ذهاب نظراء لهم إلى السجن.. بالطبع.. فإن رئيس الحي يهمه تنظيف هيكله الإداري.. والعمل مع ناس نظيفة اليد، ونحن نثق باللواء أحمد جودة، ونتصور أنه سيواصل تطهير الحي ليس فقط من قمامة الشوارع وفوضاها.. بل أيضا من قمامة بشر يجلسون في موقع الخدمة العامة ويحولونها إلى تكية أهاليهم.

تحية للجهات الرقابية ومباحث الأموال العامة.. ونثق بأن اللواء أحمد جودة سيضع بصمة قوية واضحة للنظافة والنظام على حي البساتين.

ويبقى السؤال: ما مصير الخمسة عشر برجا المبنية بالمخالفة؟ أهدم أم تصالح؟!
سنتابع..
الجريدة الرسمية