رئيس التحرير
عصام كامل

«الرئاسة في ملعب المحافظات».. شباب البحر الأحمر والصعيد يقفون إلى جوار زعيم التيار الشعبي.. القليوبية والجيزة وقنا وأسوان ومحافظات القناة محسومة لـ«المشير»


«كرسي الرئاسة».. حلم الطامحين وكابوس الظالمين، جلس عليه عظماء ولفظ طغاة، شغف عقول الكثيرين، وأفزع من استهانوا به.. فرئاسة مصر تعني النفوذ والقوة، لكن في الوقت نفسه كانت جلادًا لكل مستغل لها لم يراع أهلها، فكان «خلع مبارك» في 2011 خير واعظ ثم «عزل مرسي» في 2012 أفضل رد اعتبار لها.


وبعد ثورة 30 يونيو، حاولت مصر «الدولة» استعادة هيبتها بعد أن أسقطها ظلم مبارك وجهل وغرور مرسي، خاصة مع تعرض مؤسساتها للتدمير، وتلاشى دورها بمنطقتها، واستباحة دماء شعبها، قبل أن يعلن أبناؤها رغبتهم في قائد يلملم الشتات ويحافظ على ما تبقى من البلاد جحيم الفرقة والانهيار.

حمدين صباحي وعبدالفتاح السيسي «فارسان» قررا الدخول في ماراثون الانتخابات الرئاسية، والجلوس على عرش مصر.. الأول ناضل طويلا حتى نال احترام المصريين وسبق أن ترشح للمنصب فحظي باحترام الناخبين، وفاز بلقب «الحصان الأسود» في أول انتخابات رئاسية حقيقية لمصر عام 2012، وهو حمدين صباحي زعيم التيار الشعبي ومؤسس حزب الكرامة.

أما الفارس الثاني فهو المشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق، الذي قرر خلع ثوبه العسكري بعد أن حفر اسمه بأحرف من نور في تاريخ مصر ودخل قلوب المصريين من أوسع أبوابها، فقرر الترشح للرئاسة تلبية لمطالب أبناء شعبه.

الآن وبعد 10 أشهر على رحيل الإخوان، يخرج حمدين وعبدالفتاح وأعينهما تتجه صوب «الاتحادية» وكل منهما يراهن على فئات بعينها تدعمه في الانتخابات الرئاسية.. «صباحي» يراهن على الشباب والثوار والفلاحين والكادحين، وسط تعليقات البعض بأنه متأثر بـ«رومانسية المناضلين»، غير أن أبسط الردود وأسرعها على ذلك تأتي بلغة الأرقام، خاصة حصوله على أكثر من 5 ملايين صوت في انتخابات الرئاسة 2012.

فيما يعتقد «الجنرال»، كما يحب مناصروه أن يلقبوه، أن طريقه للاتحادية مفروش بالورود، لأنه في الحقيقة يمتلك شعبية جارفة وعشقًا بلا حدود من المصريين له، فهو من أنقذهم من «إرهاب الإخوان» وحمى الوطن من مؤامرات الأعداء.

وبالأرقام أيضًا فإن المحافظات تمثل نموذجًا يعكس جميع التوقعات الخاصة بالانتخابات، وللمرشحين الرئاسيين في انتخابات 2014 «عبرة في انتخابات الرئاسة 2012».. تلك الانتخابات التي فسرها البعض بأن معيارها الأول والأخير كان «الحب والكراهية»، فمن كان يكره الإخوان صوت للفريق أحمد شفيق والعكس، وامتد ذلك لجولة الإعادة التي فاز فيها المعزول مرسي.

وأمام السقوط غير المتوقع لعمرو موسى بانتخابات الرئاسة الماضية، وخسارة كبيرة لعبدالمنعم أبوالفتوح، اعتبر كثيرون حمدين صباحي «الحصان الأسود» لهذه الانتخابات، رغم خروجه من الجولة الأولى.. لكن ماذا عن الانتخابات القادمة؟.. الآن محافظات مصر أمام مرشحين هما الأبرز حتى الآن «صباحي والسيسي».. وفي النهاية تبقى الكلمة الأولى للناخبين بالمحافظات.

«العاصمة الأم»

في انتخابات 2012، أدارت القاهرة عاصمة المحروسة ظهرها للإخوان رغم تكثيف حشود الجماعة فيها استعدادا للانتخابات الماضية وسلمت أصواتها للفريق أحمد شفيق، وإن كان بنسبة ليست كبيرة عن محمد مرسي.

ومن خلال القاعدة السابقة، يصبح المشير عبدالفتاح السيسي منافسًا شرسًا لأي مرشح في الحصول على أصوات أبناء القاهرة، ولا يمكن نسيان أن القاهرة كذلك هي مركز ثورتي 25 يناير و30 يونيو، ومنها كثيرون يرون في المشير الرجل المناسب للمرحلة الخطيرة التي تمر بها البلاد، فضلا عن كونها تجمع لكبار رجال الأعمال، كما أن سكان المناطق الشعبية والعشوائية يرونه القادر على تحقيق أحلامهم.

وكذلك «حمدين صباحي» الذي لا تقل حظوظه عن السيسي بل تكاد تكون متساوية، وبالرجوع لأرقام الانتخابات الماضية، كان زعيم التيار الشعبي، الوحيد الذي يحصد أكثر من مليون ناخب في الجولة الأولى من الانتخابات، من أصل 3 ملايين صوت أو أكثر قليلا، بينما وزعت النسبة المتبقية على باقي المرشحين.

الجيزة «مرجحة»

فيما تعد محافظة الجيزة من المحافظات التي يمكن أن يطلق عليها «مرجحة» خاصة وأن حمدين صباحى كان قد حصل على ما يقرب من نصف مليون صوت في الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية الماضية، لكنها عادت وصوتت بشكل متوسط لمحمد مرسي في جولة الإعادة نظرًا للكثافة الإخوانية بها.

«القليوبية تتمسك بالمشير»

أما محافظة القليوبية فتعد واحدة من المحافظات التي تشير المؤشرات إلى دعمها المشير عبدالفتاح السيسي، في انتخابات رئاسة الجمهورية، كونها واحدة من المحافظات التي أعلنت من قبل في انتخابات 2012 عدم تأييدها تيار الإسلام السياسي لا في الانتخابات البرلمانية «الشعب والشورى» ولا حتى الرئاسية.

كما أن القليوبية «مدخل القاهرة الشمالي» أعطت الفريق أحمد شفيق في انتخابات الرئاسة السابقة أصواتها بفارق 20% عن منافسه محمد مرسي، بينما أعلن حزب المؤتمر فتح مقاره بالمحافظة لحملة ترشح السيسي.

وعلى أرض هذه المحافظة، بدأت أحزاب التيار الديني تتلاشى يومًا بعد الآخر، وسط نشاط ملحوظ للحركات المؤيدة للسيسي في القليوبية مثل «كمل جميلك، تحديد المصير، السيسي نسر العرب»، وانضم إلى تلك الحملات أعداد كبيرة من طلاب جامعة بنها لتفعيلها بشكل ملحوظ من خلال إقامة الندوات والمؤتمرات المؤيدة للمشير في كل نوادي بنها.

وعلى الجانب الآخر، لم تظهر للمرشح حمدين صباحي حملات مكثفة داخل محافظة القليوبية ولم يتم الإعلان عن مقار لإدارة حملته حتى الآن.

«الدقهلية تبايع السيسي»

أما محافظة الدقهلية فانضمت إلى صف القليوبية، وبايعت هي الأخرى المشير عبدالفتاح السيسي رئيسًا للجمهورية قبل ترشحه، بل كانت نقطة ضغط عليه بتظاهراتها لمطالبته بالترشح لرئاسة الجمهورية، حيث تعيش المحافظة أجواء فرحة تنتظر يوم انتخابات الرئاسة لتخرج عن بكرة أبيها ترشح السيسي، معلنة أنه لا مكان لمرشح آخر، بحسب بعض المؤشرات.

فالدقهلية التي تبلغ كتلتها التصويتية ما يزيد على 4 ملايين صوت انتخابي داخل 22 مركزًا، كان اختيارها في الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة الماضية الفريق أحمد شفيق تلاه في المرتبة الثانية حمدين صباحي، بينما جاء محمد مرسي في المركز الثالث، وكانت نتيجة الجولة الثانية فيها فوز الفريق أحمد شفيق في الانتخابات بعد حصوله على مليون و59 ألفًا و354 صوتًا انتخابيا، مقابل حصول محمد مرسي على 845 ألفًا و390 صوتًا.

وداخل محافظة الدقهلية، ظهرت عشرات الحملات معلنة دعمها ترشح السيسي وجمعت التوكيلات له، ولكن لم تظهر أي حملة رسمية للمشير السيسي حتى الآن داخل نطاق المحافظة، وكان حمدين صباحي قد حصل على المرتبة الثانية في انتخابات الرئاسة الماضية بالدقهلية في الجولة الأولى بـ393 ألفًا و657 صوتًا انتخابيا، إلا أن هذا التأييد يبدو أنه تضاءل الآن.

بل إن مصادر تحدثت عن أن قرية سلامون القماش التابعة لمركز المنصورة معقل قيادات التيار الشعبي، أعلن أهلها تأييدهم السيسي رئيسًا.

«الإسكندرية في جيب صباحي»

أما الإسكندرية فلا تزال المحافظة الأكثر غموضًا، ففي انتخابات الرئاسة الماضية حصد حمدين صباحي أصوات المحافظة، رغم أنها معقل السلفيين الذين أعلنوا تأييدهم عبدالمنعم أبوالفتوح، وحسب تحليلات وقراءات المشهد فإن الإسكندرية ستشهد حظوظًا أوفر لحمدين صباحي.

حظوظ السيسي لا تقلل بطبيعة الحال من شعبية المشير عبدالفتاح السيسي بمدن المحافظة، وتمتعه بقبول خاص بين أهالي المحافظة، بل إن أبناء المحافظة «عاصمة مصر الثانية» خرجوا يصفونه في أحيان كثيرة بجمال عبدالناصر الجديد، ومخلص مصر من الجماعة الإرهابية، وأنه سيعيد أمجاد «ناصر» ويعيد حقوق الفلاح والعامل. وبالفعل انتشرت حملات دعم السيسي بالإسكندرية، من خلال ائتلافات شبابية يمولها رجال أعمال سكندريون، أو من أعضاء الحزب الوطني المنحل، طمعًا في عودتهم للمشهد مرة أخرى ولتحقيق مكاسب لهم تعوض خسارتهم خلال ثورة 25 يناير.

الحديث عن شعبية السيسي، لا يعني إغفال المنافسة الشرسة التي سيلقاها المشير من أنصار صباحي بالإسكندرية، لا سيما أنه تصدر سباق الرئاسة الماضية بها بـ 602 ألف و634 صوتًا متفوقا حتى على الرئيس المعزول محمد مرسي. لكن الأزمة التي يواجهها صباحي في الإسكندرية، افتقار حملته الانتخابية بالمحافظة للإمكانيات المالية والبشرية وضعف التنظيم، رغم دعمها من أغلب الحركات السياسية والثورية بالمدينة، ومن أبرز الداعمين عبدالرحمن الجوهري، المتحدث العام باسم حركة «كفاية»، وعصام عبدالمنعم أمين حزب الكرامة، وأعضاء المكتب التنفيذي المستقيلين من حركة التمرد، حتى وإن كان ذلك بشكل فردي.

«المنوفية.. محافظة المليون شفيق»

أما محافظة المنوفية فلقبها كثيرون بعد انتخابات الرئاسة 2012 «محافظة المليون شفيق»، لما حققه المرشح السابق أحمد شفيق من نجاح وحصد للأصوات بالمحافظة على عكس الرئيس المعزول محمد مرسي الذي كان في المرتبة الثانية، وعلى الرغم من ذلك فإنها المحافظة الوحيدة التي أثبتت للجميع أنها تسير على الطريق الصحيح وأن قراراتها هي القرارات الصحيحة دائما.

صفعة المنوفية للإخوان برزت كثيرًا في إعلان اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية فوز المرشح أحمد شفيق بـ945009 أصوات مقابل 378750 صوتًا لمحمد مرسي، في جولة الإعادة كذلك.

أما عن حملة المرشح الرئاسي المحتمل حمدين صباحي فإنها تكاد تكون قد انتهت من التشكيل النهائي لها بالمنوفية، لجمع التوكيلات، وبدأت الحملة اجتماعاتها لبدأ خطة العمل عبر مواقع التواصل الاجتماعي والمؤتمرات والندوات وحملات طرق الأبواب واللقاءات الجماهيرية في مختلف القرى والمراكز لشرح البرنامج الانتخابي لمؤسس التيار الشعبي.

وعلى الرغم من الحظوظ الكبيرة التي يمتلكها السيسي، فإن أنصار صباحي لم يفقدوا فيها الأمل، بل يؤكدوا أنهم واثقون من نضوج الشعب المنوفي وقدرتهم على تمييز الأصلح للقيادة خلاله المرحلة، لكن يبقى المشير متربعًا على عرش المحافظة.

«كفرالشيخ في مفترق طرق»

إعلان المشير عبدالفتاح السيسي ترشحه لرئاسة الجمهورية، ربما يكون جاء صادمًا لأهل المحافظة، نظرًا لترشح حمدين صباحى ابن المحافظة، فيما انقسم مواطنو المحافظة إلى قسمين الأول يتمسك بابن المحافظة «صباحي» باعتباره أولى بأصواتهم، وكثيرون يرون أنه يتمتع بقدرات يراها البعض تجعله الأنسب لقيادة البلد، خلال الفترة الحالية، منها نزاهته وانحيازه دائمًا للفقراء وعلاقاته الخارجية الجيدة ومواقفه الداعمة ووطنيته.

وعلى أرض كفرالشيخ أيضًا، يكثف التيار الشعبي جاهدًا دعمه صباحي والوقوف بجانبه، وأكدت مصادر لـ«فيتو» أن صباحي اجتمع بقيادات حزب الكرامة والتيار الشعبي بمنزله بالقاهرة منذ أيام للتنسيق من أجل حشد أكبر عدد ممكن من الأصوات لصالحه.

غير أن البعض يروا أن هذه المرحلة تحتاج رجلا بحكمة السيسي وصلابته وقوته العسكرية ووطنيته، وبدأ أنصار المشير الاستعداد لعمل التوكيلات وتوثيقها بالشهر العقاري داعية للحشد بقوة، وبدأت بالفعل بفتح المقار الانتخابية وعمل بانرات ولافتات من اليوم لتأييده.

«دمياط.. المحافظة المعلقة»

أهالي محافظة دمياط انتظروا كثيرًا قرار المشير عبدالفتاح السيسي للترشح للرئاسة، واحتشدوا بالآلاف في ميادين محافظة دمياط، وعلى رأسها ميدان الساعة، لتنظيم العشرات من الوقفات خلال الشهور الماضية لمطالبة المشير السيسي بالترشح، لا سيما أنهم جميعًا خرجوا ضد نظام الرئيس المعزول محمد مرسي.

فيما يتوقع كثيرون أن تشهد الانتخابات الرئاسية في المحافظة منافسة بين القوى السياسية المتشابكة في معسكرين، الأول يطالب بدعم وتأييد المشير ليكون رئيسًا للجمهورية يعمل على تحقيق أهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيو، والمعسكر الثاني يدعم حمدين صباحي وعلى رأس هذا المعسكر التيار الشعبي، وحركة 6 أبريل بجبهتيها، وأعضاء المكتب السياسي لحزب الدستور بالمحافظة.
وكان صباحي قد تمكن من الحصول على المركز الثاني في الجولة الأولى في الانتخابات الرئاسية الماضية بواقع 105877 صوتًا بعد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح الذي فاز بالمركز الأول بعدد أصوات 106219، وهنا تبرز قوة الإخوان والجماعة الإسلامية والسلفيين لتبقى دمياط معلقة، ويستمر الغموض مغلفا لموقف المرشحين الوحيدين حتى الآن.

«شمال سيناء.. السيسي أولا»

وعن المشهد في محافظة شمال سيناء، التي صوتت من قبل لمحمد مرسي، فإن الوضع اختلف كثيرًا ويبدو أن أغلبية الأصوات في الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون كلها من نصيب المشير عبدالفتاح، فالأهالي أعلنوا ضجرهم من الإرهاب الذي زرعه الإخوان بمحافظتهم، فقرروا الاستعانة بالجيش ورموزه لمساندتهم في تطهير بلادهم، معلنين أهمية وصول السيسي للرئاسة لإنقاذهم من براثن الإرهاب.

وإن كان الكثيرون لا يعولون على شمال سيناء، باعتبارها الكتلة التصويتية الأقل على مستوى مصر مشاركة مع بعض المحافظات المتطرفة، يبقى الدافع المعنوي هو الأبرز في حرص جميع المرشحين على كسب أصوات أبنائها.

«البحر الأحمر.. حمدين يكسب»

فيما أطاح المرشح الرئاسي حمدين صباحي بمن حوله من المرشحين بمحافظة البحر الأحمر، في الانتخابات الرئاسية 2012، بعد حصوله على 22 ألفًا و384 صوتًا، في الانتخابات الرئاسية الماضية التي جمعت بينه وبين عمرو موسى وأحمد شفيق وعبدالمنعم أبوالفتوح ومحمد مرسي، وذلك بفضل نشطاء البحر الأحمر من الأحزاب والحركات الثورية الذين تكاتفوا والتفوا حوله آنذاك.
لكن الأمر يبدو أنه تبدل قليلا بالمحافظة، وباتت الأصوات الثورية والشبابية والعاملون في مجال السياحة تتجه نحو صباحي بقوة، وستكون أصوات أبناء مبارك مع المشير السيسي.

«البحيرة.. كلمة العائلات»

أما محافظة البحيرة فإنها أكثر محافظات الجمهورية التي تشهد منافسة على مقعد رئاسة الجمهورية بين المرشح الشعبي المشير عبدالفتاح السيسي ومرشح الثوري حمدين صباحي، في ظل الوجود الملحوظ للعائلات الكبرى التابعة للحزب الوطني المنحل، التي تقف خلف المشير السيسي مثل عائلات البطاط بدمنهور والحجاج وهيبة بكفرالدوار والصريفي بإيتاى البارود.
وفي المقابل هناك قوى سياسية مؤيدة لحمدين صباحي مرشح الثورة لإثبات وجودها على الساحة، وإن كان الدعم المالي حاجزًا حتى الآن لتحركات مناصري صباحي.

«الصعيد.. الغموض يسيطر»

وفي بني سويف والمنيا يبقى الموقف غامضًا، حيث يسيطر عليهما الإخوان، حيث كانتا إلى جانب الفيوم ومطروح الأعلى تصويتًا للإخوان، لكن حسب تحركات أنصار المرشحين في المحافظات، تبرز قوة حمدين صباحي ومسانديه.

ويرى معظم المهتمين بالشأن السياسي من الفلاحين والمعلمين والطبقة العاملة أن حمدين أفضل من السيسي، فسبق أن ساندهم في عهد مبارك عندما رفض قانون العلاقة بين المالك والمستأجر ودخل على إثرها السجن، فيما يظهر بهذه المحافظات دور العائلات والتي ينتمي كثيرون منهم للحزب الوطني وهؤلاء ممن يدعمون السيسي، وبدءوا في الخفاء الحشد لمناصرته وتقديم الخدمات على طريقة رموز الوطني إبان حكم المخلوع.

وفي الأقصر وقنا برزت المحافظتان عندما أعطيتا ظهريها للإخوان وصوتت بـ«لا»، ولم تتردد في دعم الفريق أحمد شفيق، نظرًا لتأصل دور العائلات فيها وقدرتهم في التأثير في الناخبين، ومنذ أسابيع بدأت حملات تأييد السيسي تخرج للنور، داعية لمناصرته باعتباره رجل المرحلة، وينتظر أبناء المحافظتين اللحظة المناسبة لإطلاق يدها في جمع التوكيلات كخطوة أولى لإعلان المشير رئيسًا.

أما أسيوط وسوهاج وأسوان فبلا تردد كان للإخوان نصيب الأسد من أصواتهم، لكنهم غادروا مؤخرا معلنين أن المشير لا بديل له، بعدما ثبت فشل التيار الإسلامي، وانطلاقا من تلك القاعدة انطلقت حملات تأييد السيسي لتعلن رغبتها في جلوسه على كرسي الحكم.
وعلى أرض الواقع بدأت الحشود تجوب الشوارع والأحياء لضمان الحصول على أعلى نسبة توكيلات كبداية للدور الأهم في انتخابات الرئاسة.

«القناة.. تحية للسيسي»

وبطبيعة وضع محافظات القناة «السويس، الإسماعيلية، بورسعيد»، فإن أبناء هذه المحافظات قريبون بشدة من الجيش وقياداته، وبحكم ما عانوه في عهد المعزول قرروا منح أصواتهم للمشير السيسي بلا تردد في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وإن كانت هناك تكتلات ثورية قررت الوقوف إلى جانب حمدين صباحي مرشحًا للرئاسة.
الجريدة الرسمية