رئيس التحرير
عصام كامل

«رويترز»: أفكار سيد قطب «التكفيرية» تسيطر على شباب «المحظورة» بعد عزل «مرسي».. ناشط إخواني: المجتمع «جاهلي» ويجب محاربته.. فقدنا الإيمان بالديمقراطية

سيد قطب، زعيم جماعة
سيد قطب، زعيم جماعة الإخوان «المحظورة»

أعدت وكالة «رويترز» الإخبارية تقريرًا عن الصراع المحتدم بين الإسلاميين والدولة المصرية التي يقودها حاليا الرئيس المؤقت عدلي منصور، مدعوما من القوات المسلحة، بعد عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي، في الثالث من يوليو الماضي، بعد تظاهر ملايين من المصريين ضده.

وذكرت «رويترز» أن شباب جماعة الإخوان وحلفاءها من الجماعات الإسلامية يبحثون عن وسيلة لمواجهة الدولة التي يقودها الجيش (حسب رأي قياداتهم)، مشيرة إلى أن الشباب يلجأون إلى الأفكار الراديكالية التي تبناها أسلافهم منذ نصف قرن، وكانت آنذاك مصدر إلهام لتنظيم القاعدة.

وأوضحت الوكالة أن الأفكار التكفيرية لسيد قطب، زعيم جماعة الإخوان «المحظورة» الذي أُعدم عام 1966، انتشرت سريعا بين الإسلاميين الذين يرون أنفسهم في صراع شامل مع قيادات الجيش المصري الذين ساندوا الشعب المصري في الإطاحة بمحمد مرسي، أول رئيس إسلامي.

وأشارت الوكالة إلى أن الاستنتاجات المتطرفة لهؤلاء الشباب تؤكد المخاطر التي تواجه الأمة المصرية الأكثر انقساما من أي وقت مضى على مدى تاريخها الحديث، لاسيما بعد سقوط «مرسي»، حيث أصبحت الهجمات على قوات الأمن من الشرطة والجيش أمرا شائعًا.

وأكدت الوكالة أن كتابات سيد قطب التي صاغها خلال سنوات اعتقاله في سجون الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، أشعلت «الوقود الأيدولوجي للتشدد في مصر وخارجها منذ عقود، وكانت تهدف في طياتها إلى الوصول للسلطة»، لافتة إلى أن «قطب» كان مصدر إلهام لأيمن الظواهري، الطبيب المصري زعيم تنظيم القاعدة.

ومن جانبه، قال الناشط الإخواني عمر مجدي، إن موقف السلطة الحالية من الإسلاميين تشبه تماما موقف الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من الإسلاميين في ستينيات القرن الماضي، مشيرا إلى أن الاسلاميين حاليا يعتمدون على أفكار سيد قطب في محاربة الدولة، خاصة وأن «المجتمع يعاني ملامح الجاهلية».

ولفت الناشط الإخواني، إلى أن سقوط الرئيس محمد مرسي، أفقد الشباب إيمانهم بالديمقراطية وأفكار الحرية وحتى مفهوم الدولة القومية نفسها، مؤكدا أن «مرسي» كان يجب عليه اختراق مؤسسات الدولة وتفريقها، بدلا من الإصلاح التدريجي، على حد قوله.

وأكد أن سقوط «مرسي» بعد عام واحد فقط من توليه السلطة دفع الإسلاميين إلى التفكير في العنف ضد الدولة.

وأوضح خليل عناني، الخبير في الحركات الإسلامية، أن جماعة الإخوان كانت تعاني من «أزمة روحية»، وبعد عزل رئيسهم «مرسي»، باتوا ينظرون إلى الأمر على أنه مواجهة بين المؤمنين والكفار، ففقدوا الأمل في الديمقراطية ونظروا للأمر من منظور ديني كما كان «قطب» يراها دائمًا.

ولفت «عناني» إلى أن المنطق المتشدد الذي كان له القليل من المؤيدين على هوامش الجماعة والإسلاميين، بات الآن يتردد صداه بين الشباب الذين كانوا جزءًا من التيار الرئيسي الأكثر اعتدالا، مضيفا أن جماعة الإخوان التي يقدر كثافتها بـمليون عضو في بلد يضم 85 مليون نسمة «منغمسة الآن في حالة من الفوضى»، حيث استنزفت الجماعة قدرتها على التنظيم، ما يجعل من الصعب الحفاظ على رسالة المقاومة السلمية.

وكثفت المجموعات الإسلامية الأكثر راديكالية من هجماتها ضد الدولة في شبه جزيرة سيناء، وانتشرت مثل هذه الهجمات أيضًا إلى دلتا النيل الأكثر كثافة سكانية حتى وصلت القاهرة. وتقول الإحصائيات إن نحو 200 من أفراد الأمن لقوا مصرعهم على يد متطرفين منذ عزل الرئيس محمد مرسي.

وخلص المحللون إلى أن الإسلاميين بشكل عام والإخوان على الأخص باتوا يؤمنون أن الديمقراطية «كفر» ورثه الشرق الأوسط من الغرب، ولن يجدي نفعا معهم.
الجريدة الرسمية