رئيس التحرير
عصام كامل

تنظيم القاعدة يصعد هجماته الإرهابية في مالي.. السنغال وغينيا تحاولان حماية مناجم الذهب.. وموريتانيا تواجه ارتفاع أعداد النازحين في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة

عناصر تابعة لتنظيم
عناصر تابعة لتنظيم القاعدة في مالي
18 حجم الخط

تصاعدت حدة المخاوف من استعادة "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"-التابعة لتنظيم القاعدة- لقوته في مالي، بعدما تبنت في 28 ديسمبر 2025 هجوما استهدف قافلة للجيش المالي بعبوة ناسفة -كانت ترافق شاحنات وقود- على الطريق الرابط بين مدينة بوجوني، المعروفة بأهميتها الاقتصادية مثل مناجم الليثيوم، والعاصمة المالية باماكو.

وجاء الهجوم في وقت تفرض فيه الجماعة المسلحة حصارا على "باماكو"، عبر استهداف صهاريج الوقود ومنع صول الوقود إلى المدينة البالغ عدد سكانها 30 مليون نسمة؛ فيما جددت الجماعة تحريضها ضد شركات النفط، حيث نشرت تحذيرات مصورة، باللغة البامبارية، للعاملين بالقطاع النفطي بأنهم "أهداف ذات أولوية"؛ واختطف مسلحوها ضابطا واثنين من العسكريين بضواحي العاصمة.

تهديدات "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" الإرهابية

بحسب تقارير إعلامية، فإن "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" هي فرع تنظيم القاعدة في منطقة الساحل، وتأسست نتيجة اندماج فصائل "جهادية" متمركزة في مالي، من بينها "حركة أنصار الدين"، التي أسسها زعيم الجماعة الحالي إياد حاج غالي، و"كتيبة تحرير ماسينا" التي قامت على أكتاف الآلاف من "المقاتلين الفلانيين" نسبة إلى قومية الفولاني المنتشرة في غرب أفريقيا ومنطقة الساحل.

اندماج حركات مسلحة في مالي
اندماج حركات مسلحة في مالي

وتتبنى "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" نهجا يجمع بين العمل المسلح ومظاهر الحكم المحلي من خلال إنشاء محاكم شرعية وفرض الجبايات والرسوم على الطرق، مما يتيح لها ترسيخ وجودها في المناطق الريفية التي تفتقر إلى حضور الدولة، وتصنفها الحكومات الغربية تنظيما إرهابيا.

إياد حاج غالي يتزعم الجماعة

بحسب موقع منظمة الأمم المتحدة الإلكتروني، يتزعم الجماعة إياد حاج غالي، والذي أدرج اسمه في قائمة الإرهاب في 25 فبراير 2013، بوصفه مرتبطا بتنظيم القاعدة بسبب المشاركة في تمويل أعمال أو أنشطة يقوم بها ما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" و"حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا"، أو التخطيط لهذه الأعمال أو الأنشطة أو تيسير القيام بها أو الإعداد لها أو ارتكابها، أو المشاركة في ذلك معهما أو باسمهما أو بالنيابة عنهما أو دعما لهما.

كما قام غالي –أيضا- بـ"توريد الأسلحة وما يتصل بها من معدات لهذين التنظيمين أو بيعها لهما أو نقلها إليهما، وبسبب التجنيد لحسابهما، أو تقديم أي أشكال أخرى من الدعم للأعمال أو الأنشطة التي يقومان بها"، وفق الموقع.

أزمة مالية طويلة الأمد

ويشير تقرير نشرته "منصة الاستجابة للأزمات العالمية"، إلى أن مالي لا تزال تواجه أزمة معقدة وطويلة الأمد، تتميز بالصدمات الأمنية والمناخية والاجتماعية والاقتصادية المتداخلة، مشددة على أن "المناطق الشمالية والوسطى هي الأكثر تضررا، حيث أدى تصاعد انعدام الأمن والعنف الطائفي ووجود الجماعات المسلحة، إلى مزيد من تآكل سبل العيش والحصول على الخدمات الأساسية منذ عام 2012. ولا يزال وصول المساعدات الإنسانية مقيدا بشدة بسبب انعدام الأمن، مما يحد من المساعدة في العديد من المناطق التي يصعب الوصول إليها".

مخاوف من انتقال الأزمات إلى الدول الحدودية

وحذرت مؤسسات أممية من أن تدهور الوضع الأمني في جنوب غرب مالي بشكل حاد خلال هذه الفترة في أعقاب الهجمات التي تشنها الجماعة قد يؤثر على دول الجوار في ظل السياق الأمني الهش بالفعل في المناطق الشمالية والوسطى في مالي.

وفي أكتوبر 2025، بلغ عدد حوادث العنف في مالي أعلى مستوى جرى تسجيله على الإطلاق، مما أثر على الطرق الحيوية التي تربط باماكو وغيرها من المراكز الحضرية ببقية المنطقة، مع عواقب وخيمة على سلاسل التوريد وأسعار السلع الأساسية.

موريتانيا والسنغال وغينيا بؤر مستهدفة

أدى تدهور الوضع الأمني في مالي –أيضا- إلى جعل الجماعات المسلحة أقرب إلى المناطق الحدودية التي يسهل اختراقها مع موريتانيا والسنغال وغينيا، وكذلك إلى موارد التعدين الاستراتيجية التي تمتد على جانبي هذه الحدود. ويمكن أن تصبح هذه الموارد مصدرا رئيسيا لتمويل الجماعات المسلحة من غير الدول وربما تسهل تسللها التدريجي إلى البلدان المجاورة.

عناصر مسلحة في مناطق صحراوية في مالي
عناصر مسلحة في مناطق صحراوية في مالي

وارتفع النزوح القسري من مالي إلى موريتانيا بشكل حاد خلال هذه الفترة نتيجة لتدهور الوضع الأمني، حيث بلغ عدد النازحين 318 ألف بنهاية العام الحالي 2025؛ وواصل اللاجئون التمركز في الحوض الشرقي من موريتانيا، مما خلق ضغوطا سكانية شديدة في منطقة معرضة للخطر بالفعل، في ظل تراجع الخدمات الأساسية في مجالات الصحة والتعليم والمياه.

هجمات على بعد 1.3 كيلومترا من الحدود السنغالية

كما جرى الإبلاغ عن حالات نزوح محدودة النطاق عبر الحدود للماليين إلى السنغال؛ وعلى الرغم من أن استقرار الأوضاع الأمنية في السنغال –بصورة نسبية- إلا أن الهجمات التي شنتها "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" على مواقع عسكرية مالية في الأول من يوليو 2025، قرب بلدة ديبولي التي تبعد عن الحدود السنغالية بحوالي 1.3 كيلو مترا، أكدت أن الخطر ليس بعيدا بالنسبة لـ"دكار"؛ إضافة إلى احتمالات تعرض مناطق التنقيب عن الذهب في شرق السنغال إلى أنشطة تهريب تمارسها "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين".

والأمر نفسه بالنسبة لمناطق التعدين في شمال غينيا، والتي تعد أغنى مناطق الغرب الأفريقي امتلاكا لمناجم الذهب.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية