خفض الفائدة بين التحفيز والمخاوف التضخمية.. خبيران اقتصاديان يشرحان المكاسب والتحديات.. ويؤكدان أن القرار يدعم الاستثمار ويخفف أعباء التمويل على الشركات والمواطنين
يعتبر خفض أسعار الفائدة خطوة محورية في مسار السياسة النقدية، ويعكس قراءة متأنية للمتغيرات الاقتصادية المحلية والعالمية.
ويجمع خبراء الاقتصاد على أن القرار يحمل أبعادًا تتجاوز تحفيز الاستثمار، ليشمل السيطرة على التضخم، ودعم النمو، والحفاظ على استقرار الأسواق في المرحلة المقبلة.
في هذا السياق، يقول الدكتور وليد جاب الله الخبير الاقتصادي، إن قرار البنك المركزي المصري بخفض أسعار الفائدة بنسبة 1% يُعد خطوة مدروسة ومهمة في التوقيت الحالي، خاصة في ظل المؤشرات الإيجابية التي يشهدها الاقتصاد المصري، وعلى رأسها التراجع النسبي في معدلات التضخم مقارنة بالفترات السابقة.
ويؤكد الخبير الاقتصادي، أن البنك المركزي يستهدف من هذا القرار تحفيز النشاط الاقتصادي ودعم الاستثمار، من خلال تقليل تكلفة التمويل على القطاع الخاص، وتشجيع التوسع الإنتاجي، بما ينعكس إيجابًا على معدلات التشغيل والنمو.
وأشار الدكتور وليد إلى أن خفض الفائدة يبعث برسالة طمأنة للمستثمرين بأن السياسة النقدية بدأت تنتقل تدريجيًا من مرحلة التشديد إلى مرحلة التوازن، دون الإخلال بهدف السيطرة على التضخم أو الحفاظ على استقرار سعر الصرف.
وتابع جاب الله حديثه قائلا: “هذا القرار يساعد على تخفيف الأعباء التمويلية عن الشركات، ويدعم قدرة المشروعات القائمة على الاستمرار، خاصة في القطاعات الإنتاجية والصناعية، وهو ما يتماشى مع توجه الدولة نحو تعميق التصنيع المحلي وزيادة الصادرات”.

واختتم حديثه قائلا: في المجمل، يمكن القول إن خفض الفائدة بنسبة 1% يمثل بداية حذرة لمسار تيسير نقدي محسوب، مرتبط بتطورات التضخم والأوضاع الاقتصادية العالمية، ويعكس ثقة البنك المركزي في قدرة الاقتصاد المصري على امتصاص الصدمات وتحقيق استقرار مستدام.
من جانبها، قالت الدكتورة درية ماضي، مدرس التمويل والاستثمار في جامعة عين شمس: إن قرار البنك المركزي بخفض الفائدة يعتمد على عدة عوامل مترابطة، أبرزها:
- تراجع نسبي في معدلات التضخم مقارنة بذروته السابقة، مما أتاح مجالًا للمناورة النقدية.
- الحاجة إلى دعم النشاط الاقتصادي بعد فترة من السياسات الانكماشية التي كانت تركز على كبح التضخم.
- ارتفاع تكلفة التمويل وتأثيرها السلبي على الاستثمار والإنتاج.
- السعي لتحقيق توازن بين استقرار الأسعار وتحفيز النمو بدلًا من التركيز على هدف واحد.
وأوضحت أن القرار يُعتبر انتقالًا تدريجيًا من سياسة نقدية صارمة إلى سياسة أكثر مرونة.

تأثير خفض الفائدة على معدلات التضخم
وأشارت الدكتورة درية، لـ “ فيتو” إلى أن خفض الفائدة قد يكون له تأثير مزدوج على التضخم:
- على المدى القصير، من المتوقع أن يكون التأثير محدودًا، خاصة إذا ظل الطلب الاستهلاكي تحت السيطرة.
- على المدى المتوسط، قد يؤدي تحفيز الاقتراض وزيادة السيولة إلى ضغوط تضخمية محتملة، إذا لم يصاحب ذلك نمو حقيقي في الإنتاج.
لذا، يبقى التحكم في التضخم مرتبطًا بسرعة استجابة العرض وتحسن بيئة الأعمال.
دور القرار في تحفيز الاستثمار والنمو الاقتصادي
وأوضحت أن خفض الفائدة يُعتبر إشارة إيجابية للمستثمرين، حيث إنه:
- يقلل من تكلفة الاقتراض للمشروعات الجديدة والقائمة.
- يشجع الشركات على التوسع وزيادة الطاقة الإنتاجية.
- يدعم الاستثمارات طويلة الأجل بدلًا من الاعتماد على أدوات العائد الثابت، لكن الأثر الكامل على النمو يعتمد على مدى ثقة المستثمرين واستقرار البيئة الاقتصادية والتشريعية.
انعكاس القرار على المواطنين (الودائع والاقتراض)
قالت ماضي: بالنسبة للمواطنين، فيما يتعلق بالودائع، هناك تراجع تدريجي في العائد، مما قد يدفع بعض المدخرين للبحث عن بدائل استثمارية أما بالنسبة للاقتراض، فهناك تحسن نسبي في شروط القروض الشخصية والعقارية، وانخفاض تكلفة خدمة الدين، وزيادة الإقبال على التمويل قد تحسن مستوى المعيشة، لكنها تتطلب إدارة حكيمة للديون.
المخاطر المحتملة على استقرار السوق وسعر الصرف
واختتمت حديثها قائلة: رغم أن القرار يحمل طابعًا تحفيزيًا، إلا أن هناك مخاطر محتملة، مثل خروج جزء من الاستثمارات قصيرة الأجل التي تبحث عن عوائد مرتفعة، وضغوط محتملة على سعر الصرف إذا اتسعت الفجوة بين العائد المحلي والعالمي كما قد يحدث زيادة في الاستيراد إذا ارتفع الطلب دون توسع متزامن في الإنتاج المحلي، وتظل قدرة البنك المركزي على إدارة السيولة واحتياطي النقد الأجنبي عاملًا حاسمًا في السيطرة على هذه المخاطر.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا








