عباقرة ولكن مجهولون.. عياد الطنطاوي نشر علوم الإسلام واللغة العربية في روسيا
على مر التاريخ الإسلامي لمعت أسماء عباقرة في مختلف المجالات مثل: عمر ابن الخطاب، وأبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وعمر بن عبد العزيز، والبخاري، والشافعي، وابن حنبل، ابن سينا.. ابن رشد.. الكندي.. الفارابي.. الخوارزمي.. الطبري.. أبو حامد الغزالي.. البوصيري.. حتى محمد عبده.. المراغي.. المنفلوطي.. رفاعة الطهطاوي.. طه حسين.. العقاد.. أحمد شوقي.. عبد الحليم محمود.. محمد رفعت.. النقشبندي.. الحصري.. عبد الباسط.. وغيرهم، في العصر الحديث.
لكن هناك أسماء مهمة كان لها بصماتها القوية على العلم والحضارة، ولا يكاد يعرفها أحد، وفي هذه الحلقات نتناول سير بعض هؤلاء العباقرة المجهولين.
عياد الطنطاوي، نشر علوم الإسلام واللغة العربية في روسيا
مؤخرا، أحيت وزارة الأوقاف ذكرى وفاة العلامة الشيخ محمد عياد الطنطاوي، الذي أسهم في نشر علوم الإسلام واللغة العربية في روسيا القيصرية.. فمن هو؟!
من هو الشيخ عياد الطنطاوي؟
هو محمد بن سعد بن سليمان بن عيّاد الطنطاوي الشافعي، أحد ألمع أساتذة اللغة العربية والعلوم الإسلامية؛ وألف كتابًا عن روسيا وشعبها الكريم، وعاداته، وأخلاقه، وملابسه، وأزيائه، والأكلات المفضلة عنده، وسمى هذا الكتاب «تحفة الأذكيا في أخبار بلاد روسيا».
مولده ونشأته
ولد عياد الطنطاوي بقرية نجريد قرب طنطا، بمحافظة الغربية عام ١٨١٠، كان والده تاجرا جوّالا، يمتلك عدة بيوت في بعض القرى بجوار طنطا، وكانت أمُّه من قرية أخرى تُسمَّى الصافية.
أرسله والده لحفظ القرآن الكريم في طنطا، إذ كانت أشهر مدن مصر والشرق الأوسط كله خدمة للقرآن الكريم.
وحين أتم حفظ القرآن الكريم، انتقل إلى حفظ عدد من المتون اللغوية والشرعية.
وعندما بلغ الطنطاوي الثالثة عشرة من عمره رحل مع عمّه إلى القاهرة، ثم لحق به والده الذي قرر السكنى في القاهرة، ثم التحق بدروس الجامع الأزهر، وكان المعتاد في الأزهر آنذاك حفظ الشروح، ودراسة علوم الفقه والمنطق والبلاغة والبديع.
في الأزهر
تخرج في الأزهر الشريف، في عام 1830م، ونال شهادة العالمية.
وفي الأزهر حاز على عدد كبير من إجازات أشياخه، وكان النحو والعروض والأدب العربي وعلوم اللغة قد استهوته أكثر من علوم الفقه والأصول وغيرها، لذا شرع في تدريس الشعر والأدب، بل والمقامات والمعلقات.
استمر لعشر سنوات كاملة يعمل بالتدريس، رغم تعرضه لوباء عام 1836م كاد أن يقضي عليه.
وفي تلك السنوات تجلّى أثرُ الطنطاوي في عدد كبير من التلاميذ الذين صار لهم باع طويل بعد ذلك، مثل تلميذه الشيخ يوسف الأسير السوري (1815-1889م) الذي عاد إلى بلاده عالما كبيرا، واستُدعي للعمل في القضاء الشرعي في إسطنبول وبيروت، وأشرف الأسير على تعليم عدد من المستشرقين، وكذلك تلميذه الآخر محمد قطة العدوي الأديب، وآخرين في مصر والأردن وحلب وغيرها.
وجد الطنطاوي أن التدريس في الجامع الأزهر لا يُوفِّر له دخلا كافيا، فتوجَّه صوب المطابع الجديدة التي كانت آخذة في الزيادة آنذاك، وقد دُعي للعمل مُصحِّحا لمسودات الطبع، وكان توجُّها حكوميا وخاصّا لترجمة العلوم والمعارف الأوروبية ومراجعة هذه التراجم، لكنه لم يُفضِّل هذا العمل الحكومي لأنه كان يمنعه من استمرار عمله الأصلي في الأزهر، لذا آثر الاتجاه إلى تعليم الأجانب اللغة العربية بجوار عمله في الجامع الأزهر.
في المدرسة الإنجليزية بالقاهرة
من هنا بدأ الطنطاوي في العمل مُدرسا للغة العربية وآدابها في المدرسة الإنجليزية بالقاهرة، وقد فتح هذا المجال الجديد أمامه الأبواب للتعرف على عدد من مشاهير المستشرقين الأوروبيين والروس الذين كانوا في مصر آنذاك، بل كان السبب في سفره إلى روسيا فيما بعد، فقد درس على يديه المستشرق الفرنسي فرنيل أو فلجانس فرينل (1795-1855م) الذي أصبح قنصل فرنسا في كلٍّ من جدة والموصل وتوفي في بغداد، وهو صاحب كتاب "الرسائل في تاريخ العرب قبل الإسلام".
أيضا أثّر الطنطاوي في المستشرق البريطاني الشهير إدوارد وليام لاين (1801-1876م)، وكان لاين من أكثر المستشرقين الأوروبيين رصانة وغزارة إنتاج ودقّة، وقد أشار لاين إلى مجهود الشيخ الطنطاوي وتصحيحاته الرصينة لترجمته كتاب "ألف ليلة وليلة" إلى الإنجليزية، حتى قال عنه: "يمكن أن نسميه (أي الطنطاوي) بلا تردد: أول عالم لغوي في أول مدرسة عربية في أيامنا".
كما درس على يديه عدد من المستشرقين والشخصيات الألمانية، مثل فالن، وبرونر طبيب محمد علي باشا، على أن العالِمَيْنِ الروسيينِ موخين وفرين اللذين عملا في حقل الاستشراق والدبلوماسية الروسية قد لفتهم قدرة الشيخ وروسوخ قدمه وهو ما زال في شبابه، فقد كان موخين متخرجا في كلية التاريخ والآداب الشرقية في جامعة سان بطرسبورغ، ودرس على الشيخ الطنطاوي في القاهرة شعرَ المعلقات والشنفرى الأزدي وغيرها، وكان يُدرك بعمق قدرة الطنطاوي وملَكاته العلمية في حقل اللغة والعربية وآدابها والعلوم الإسلامية، وقد مدحه الطنطاوي من جانبه، إذ صار فيما بعد مترجما له ودليله في رحلته إلى روسيا، يقول عنه: "وهذا التُرجمان كان صاحبي في مصر خلال عدّة أعوام، وقرأ عليَّ شيئا من المعلّقات وأخبار شعرائها، وله دراية بكثير من اللغات كالفرنسية والتركية، واسمه نقولا موخين".
أما رودولف فرين فقد خلف موخين في القاهرة للدراسة والعمل الدبلوماسي، وقد اتصل بالشيخ الطنطاوي، وهو الابن الأكبر للمستشرق الروسي الشهير فرين الذي أسَّس المتحف الآسيوي في بطرسبورغ وعمل مديرا له لمدة طويلة، وقد ورث الابن رودلوف حب الاستشراق عن والده، وعرّف الدوائر الدبلوماسية والاستشراقية في روسيا هو وصديقه موخين بمقام ومكانة الشيخ الطنطاوي.
الرحلة إلى روسيا
كلفه شيخ الأزهر حسن العطار أن يسافر إلى روسيا في رحلة لمدة سبعين يومًا.
ولكنه ما أن وصل إلى مدينة سانت بطرسبرج، حتى أقام فيها ٢١ سنة، يعلم اللغة العربية والعلوم الإسلامية، وامتدت أواصر الصداقة والأخوة بينه وبين بقية العلماء والدارسين من جنسيات متعددة ومن أديان مختلفة.
غادرَ القاهرةَ في 16 مارس سنة 1840م، ليصل بطرسبورج بعد رحلة بحرية مُضنية من الإسكندرية إلى إزمير ومنها إلى إسطنبول، وحجْرٍ صحيّ في أراضي الدولة العثمانية، ثم انتقال بالباخرة صوب البحر الأسود لمدينة أوديسّا الأوكرانية، ومنها شمالا إلى سان بطرسبورج ليصل بعد ثلاثة أشهر ونصف في 29 يونيو سنة 1840م.

شرع الطنطاوي في تدريس اللغة العربية وآدابها وبعض العلوم الإسلامية في جامعة بطرسبورج عاصمة روسيا القيصرية آنذاك. وفي الثاني من يوليو 1840م، وعلى مدار عقدين، عمل الشيخ الطنطاوي أستاذا للعربية وآدابها في كلية الدراسات الشرقية بجامعة سان بطرسبورج، لم يعد فيها إلى مصر إلا سنة 1844م ليأتي بزوجته وابنه الصغير أحمد، ويقرر بإرادته أو رغما عنه عدم الرجوع مرة أخرى إلى وطنه، لطول المسافة ووعورة الطريق، واشتعال حروب القِرم بين الدولة العثمانية والدولة الروسية.
وخلال هذه المدة الطويلة التي قضاها بروسيا، عمل الطنطاوي على محورين؛ الأول إفراغ طاقته وحماسته ووسعه في تخريج أجيال من الطلبة الروس وغيرهم من الجنسيات الأوروبية الأخرى على قدر جيد من المعرفة باللغة العربية وآدابها، فضلا عن التأليف والكتابة، والثاني استكشاف روسيا والدول المجاورة لها، ففي صيف سنة 1843م، قام الشيخ الطنطاوي باستكشاف بلدان البلطيق وفنلندا، في سبيل توديع تلميذه الفنلندي النجيب فالن.
تدريس العربية في بطرسبورج
وجرت العادة على أن تُدرَّس اللغة العربية في بطرسبورج من كتاب المستشرق الفرنسي الشهير سيلفستر دي ساسي (1758-1838م)، إلا أن الشيخ الطنطاوي اكتشف فيه أخطاء كثيرة، فعكفَ على تصحيح هذه الأخطاء، بل طُلب منه أن يضع كتابا لتدريس اللغة العامية، فكتب الشيخُ مصنفا في ذلك، وسرعان ما تخرج عليه نجباء الطلبة مثل تيموفييف الذي انتُدب للعمل في الدبلوماسية الروسية بالقاهرة، وكذلك الفنلندي جورج فالِن (ت 1852م) الذي خلّف أثرا كبيرا في تاريخ الاستشراق (الاستعراب) والجغرافية الشرقية.
ولهذا المستشرق الفنلندي تلميذ الطنطاوي، الذي طاف بالجزيرة العربية ومصر وسورية لسنين طويلة تحت اسم "عبد الولي"، مراسلات مهمة مع الشيخ جُمعت وطُبعت، وهي لا تزال محفوظة في جامعة هلسنكي عاصمة فنلندا إلى اليوم.
وقام الطنطاوي بدور حلقة الوصل الثقافية بين المستشرقين في بطرسبورج وبين الكُتّاب والأدباء المصريين، كأحمد تيمور ومحيي الدين الخطيب وغيرهما، وأسّس جيلا من المستشرقين كانت تربطهم ببعضهم علاقات حميمة.
وقال عنه المستشرق الروسي جريجورييف: "محاضراته كانت غنية جدا بالمفردات واللفظ العربي الجميل والسليم، كما أنه كان إنسانا رائعا، عصاميا في أخلاقه، مفيدا وغيورا على طلابه"، كما أنه عرّف المستشرقين والوسط الأدبي في بطرسبورج على مؤلفاته التي قُدّرت بنحو 27 مؤلّفا بين تأليف وتحقيق لمخطوطات قديمة، فضلا عن عشرات المقالات اللغوية التي نشرها في المجلات المصرية مُذ كان طالبا في الأزهر وحتى قُبيل رحيله إلى روسيا سنة 1840.
المواد التي كتبها الشيخ والتي تبلغ 150 عملا بين كتاب ودراسة ذكرها محفوظ كاملة في خزانة الكلية الشرقية بجامعة بطرسبورج، وأيضا في خزانة معهد الأمم الآسيوية، كما دلّنا الباحث العراقي على المواد التي درّسها الشيخ الطنطاوي في مسيرته الطويلة تلك، فكان يُدرِّس القواعد النحوية والعروضية، والقَصص والحكايات، والمقامات لا سيما مقامات الحريري، ومنتخبات من كتب التاريخ والأدب، فضلا عن الخطِّ وترجمة النصوص من العربية إلى الروسية والعكس، ثم زادها سنة 1855م إلى التاريخ الإسلامي حتى الزمن المغولي معتمدا على تاريخ ابن خلدون والسيوطي.
أوسمة وتكريمات
استحق الشيخ الطنطاوي في سنوات تدريسه، وسمعته الطيبة، وتلامذته الممتازون، وحُجته وعلمه الراسخ، تقدير الأوساط العليا في الدولة الروسية، فقد قلّده القيصر بنفسه أرفع الأوسمة، مثل وسام ستانيسلان ووسام حنّا وخاتما مرصّعا بالألماس الغالي.
حفرت تجربة مُقام الطنطاوي في روسيا طوال هذه الفترة في تفكيره وقناعاته أثرا كبيرا، وكان على تواصل مع صديقه القديم، وأحد رواد النهضة المصرية الحديثة الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي، وكانوا يتبادلون بينهما المراسلات والخطابات.
روسيا بعين أزهرية
وإذا كان رفاعة الطهطاوي كتب في بعثته إلى فرنسا كتابه الأشهر "تخليص الإبريز في تلخيص باريز" متناولا أحوال الأمة الفرنسية الثقافية والحضارية، عاقدا مقارنة بينها وبين مصر في زمنه، فإن صديقه الطنطاوي سار على دربه لما سأله بعض الأصدقاء، وربما كان الطهطاوي منهم، أن يكتب عن روسيا بعين أزهرية مصرية شرقيّة هو الآخر، وذلك في حدود عام 1850م، فكتب في ذلك كتابه الأشهر "تحفة الأذكياء بأخبار بلاد الروسيا"، وهو الكتاب الذي كان أول مَن تعرف عليه المستشرق الروسي الشهير كراتشكوفسكي، وكان العلامة المترجم السوداني صلاح الدين عثمان هاشم (ت 1988م) يُزمع تحقيقه إلا أن الأجل وفاه، فأتمه الدكتور محمد عيسى صالحية أستاذ التاريخ بالجامعة الأردنية.
قسَّمَ الشيخ محمد عيّاد الطنطاوي هذا الكتاب إلى مقدمة وثلاثة أبواب، تناول فيها أسباب مَقدمه إلى روسيا ورحلته حتى وصوله إلى سان بطرسبورج في يونيو 1840م، كما تناول منشأ الروس، وتاريخ بطرسبورغ الطبوغرافي والطبيعي والبشري، ثم تناول أحد كبار رجالات النهضة الروسية الحديثة وهو القيصر بطرس الأكبر (1672-1725م) وكونه السبب في تقدُّمها، كما تناول عادات الروس والتنظيمات الاجتماعية، ودور المرأة، ثم ختم هذا الكتاب بإلقاء الضوء على اللغة الروسية وقواعدها، وهذا الكتابُ يُعَدُّ إحدى الدراسات العربية الأولى النافذة لعمق المجتمعات الغربية، كما يصلح كدراسة حالة لعلم "الاستغراب" في نشأته المبكرة في القرن التاسع عشر.
ترك الطنطاوي تراثا عظيما، تناوله العلامة إغناطيوس كراتشكوفسي في كتابه المهم "حياة الشيخ الطنطاوي".
وفاته
في عام 1855م، تدهورت صحة الشيخ، بعد أن أُصيب بالشلل الرعاش ثم عجز عن الحركة.
وفي عام 1860م أُحيل للتقاعد، وحددت له الدولة الروسية معاشا جيدا، وكانت زوجته قد توفيت، فاضطر إلى إيداع ابنه الوحيد أحمد في إحدى المدارس الداخلية للاعتناء به، وفي 29 أكتوبر سنة 1861م، جمادى الثاني سنة ١٢٧٨ للهجرة، انتقل الشيخ محمد عيّاد الطنطاوي إلى رحمة الله، وله من العمر نحو 50 عاما.
ودفن في مقبرة المسلمين بمدينة فولكوفو قرب سان بطرسبورج، وكتب على شاهد قبره بالعربية: "هذا مَرقد الشيخ العالم محمد عيّاد الطنطاوي، كان مُدرس اللغة العربية في المدرسة الكبيرة الإمبراطورية ببطرسبورج المحروسة، وتُوفي في شهر جمادى الثاني سنة 1278 من الهجرة عن خمسين سنة".
وقد زار الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، ضريح العالم الجليل؛ احتفاءً به، عقب مشاركته في فعاليات القمة الدينية العالمية الأولى في سانت بطرسبرج.
وأكد الوزير أن الراحل كان نموذجًا مصريًّا عبقريًّا ملهمًا، نجح بعلمه وعبقريته قبل قرابة قرنين من الزمان أن يحفر لمصر وللأزهر مكانة سامية بين العلماء والباحثين الروس، وتقلد أعلى الأوسمة من قيصر روسيا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا



