عباقرة ولكن مجهولون.. ابن حمزة المغربي رائد علم اللوغاريتمات
على مر التاريخ الإسلامي لمعت أسماء عباقرة في مختلف المجالات مثل: عمر ابن الخطاب، وأبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وعمر بن عبد العزيز، والبخاري، والشافعي، وابن حنبل، ابن سينا.. ابن رشد.. الكندي.. الفارابي.. الخوارزمي.. الطبري.. أبو حامد الغزالي.. البوصيري.. حتى محمد عبده.. المراغي.. المنفلوطي.. رفاعة الطهطاوي.. طه حسين.. العقاد.. أحمد شوقي.. عبد الحليم محمود.. محمد رفعت.. النقشبندي.. الحصري.. عبد الباسط.. وغيرهم، في العصر الحديث.
لكن هناك أسماء مهمة كان لها بصماتها القوية على العلم والحضارة، ولا يكاد يعرفها أحد، وفي هذه الحلقات نتناول سير بعض هؤلاء العباقرة المجهولين.
ابن حمزة المغربي، رائد علم اللوغاريتمات
علي بن ولي، ويعرف بابن حمزة المغربي، عالم رياضيات جزائري بارع. يُعد مؤسس علم اللوغاريتمات، وضع أسسًا رياضية جديدة غيرت طرق الحساب.
برع في تبسيط العمليات الحسابية وجعلها أكثر فاعلية. ولكن على الرغم من إنجازاته الكبيرة، لم ينل الاعتراف الذي يستحقه في التاريخ.
وضع ابن حمزة أسس علم اللوغاريتمات من خلال بحوثه في المتواليات الحسابية والهندسية قبل جون نابير (وهو لاهوتي وفيزيائي وفلكي وعالم رياضيات إسكتلندي)، رغم أن الاعتراف العالمي بالأخير أكثر، وهذا فيه ظلم للعالم الجزائري.
بل إن أكثر المصادر العربية أَغفلت ذكر العالم العربي الكبير.
قدم ابن حمزة مساهمات بارزة في الرياضيات، خصوصًا في مجال اللوغاريتمات، وحلّ مسألة رياضية صعبة للحجاج في مكة، ووضع أسسًا هامة للمتواليات الحسابية والهندسية في كتابه الوحيد "تحفة الأعداد لذوي الرشد والسداد".
مولده ونشأته
ولد ابن حمزة بين عامي 1554 و1575م في الجزائر، لأب جزائري وأم تركية.
عاش ودرس في الجزائر ومكة المكرمة وإسطنبول.
حفظ ابن حمزة في صباه القرآن الكريم، ودرس الحديث الشريف، وأظهر موهبة كبيرة في في علم الرياضيات.
وعندما بلغ العشرين من عمره لم يكن يوجد بالجزائر معلم يعلمه، فعزم أبوه أن يرسله إلى إسطنبول عند أهل أمه، ويستكمل تحصيله العلمي هناك.
ابن حمزة المغربي واللوغاريتمات
لقب ابن حمزة بـ"أبو علم اللوغاريتمات" أو "المؤسس الفعلي" للوغاريتمات، فقد اكتشف العلاقة بين المتواليات الحسابية والهندسية (مثل 1, 2, 3... و1, 2, 4, 8...)، وهو الأساس الرياضي للوغاريتمات (تحويل الضرب إلى جمع).
ومن أهم إنجازاته: حلّ "المسألة المكية" (التي عجز عنها علماء الهند) باستخدام فكرة المتواليات.
وقد تمت ترجمة كتابه الأساسي "تحفة الأعداد لذوي الرشد والسداد" إلى التركية.
رحلاته
سافر إلى الآستانة طلبًا لما فيها من علم علماء الرياضيات المسلمين، ثم عاد إلى مدينة الجزائر، ورحل عنها للحج وآثر الإقامة مع أمه بمكة.
وفي مكة سأله حاج هندي عن حل مسألة رياضية عجز علماء الرياضيات بالهند عن حلها، واستطاع ابن حمزة حل هذه المسالة، وهي عن رجل توفي وترك وراءه إحدى وثمانين نخلة، وتسعة أولاد، وتعطي النخلة الأولى في كل سنة ثمرًا زنته رطل واحد والثانية تعطي رطلين، وهكذا إلى النخلة الحادية والثمانين التي تعطي واحدًا وثمانين رطلًا، والمطلوب هو تقسيم النخلات بين الأولاد التسعة، بحيث يكون أنصبتهم متساوية من حيث العدد، ومن حيث الحصاد بالأرطال.
وعندما بلغ الوالي العثماني بمكة عن حله المسألة المكية، طلب منه أن يعمل في ديوان المال، فقضى فيه نحو خمسة عشر عامًا.
وخلال تلك الفترة عكف ابن حمزة على دراسة المتتاليات الحسابية والهندسية والتوافقية دراسة عميقة قادته في نهاية المطاف إلى وضع أسس علم اللوغاريتمات، وهو العلم الذي سهل العمليات الحسابية المعقدة وخدم العلوم التطبيقية.
إنجازاته العلمية
كان ابن حمزة أول مَنْ مهد لوضع الأصول الصحيحة للوغاريتمات، وألف ابن حمزة كتابه الشهير باللغة التركية في مكة المكرمة، والكتاب يتكون من مقدمة تبحث في تعريف الحساب والترقيم وخاصة الأرقام الغبارية، ويحتوي أيضًا على أربع مقالات تشمل المقالة الأولى على الأعداد الصحيحة والعمليات الحسابية من جمع وطرح وضرب وقسمة، أما المقالة الثانية فتشمل الكسور والجذور وجمعها وضربها وطرحها وقسمتها، واستخراج الجذر التربيعي للأعداد الصحيحة، وكيفية إجراء العمليات الحسابية الأربعة على الأعداد الصم، واستخراج جذور الأعداد المرفوعة إلى القوة الثالثة والرابعة، وتبحث المقالة الثالثة على الطرق المختلفة لاستخراج قيمة المجهول وذلك باستخدام التناسب، وأخيرا تناول المقالة الرابعة التي تشمل مساحات الأشكال والأجسام الهندسية، اختتم المغربي كتابه بخاتمة احتوت على كثير من المسائل الجبرية والهندسية التي استعصى حلها على سابقيه ومعاصريه، وحلها بطرق رياضية لم يسبقه إليها أحد.
في كتابه: "تحفة الأعداد"، وضع الصلة بين المتواليتين: الحسابية، والهندسية، حين قال: "إن أسّ أساس أي حد من حدود متوالية هندسية، تبدأ بالواحد الصحيح يساوي مجموع أساس الحدين اللذين حاصل ضربهما يساوي الحد المذكور ناقصًا واحدًا"، وقد وضع ابن حمزة هاتين المتواليين هكذا: (المتوالية الهندسة ١ ٢ ٤ ٨ ١٦ ٣٢).. (المتوالية الحسابية ١ ٢ ٣ ٤ ٥ ٦).
ولو أن ابن حمزة كان قد بدأ متواليته العددية بالصفر تحت الواحد في المتوالية الهندسية، كما فعل بعده العالم: "نابيير"، والعالم: "بورجي"، بأربعين سنة فقط لكان له فضل وضع اللوغاريتمات، ولما اضطر أن ينقص من نتائج حساباته اللوغاريتمية واحدًا.
مؤلفاته
ولابن حمزة كتاب وحيد هو: "تحفة الأعداد لذوي الرشد والسداد"، أو: "تحفة العدد لذوي الرشد والسداد"، وقد صنف كتابه وهو بمكة، ورتبه على مقدمة وأربع مقالات وخاتمة، وفي هذا الكتاب ساق ابن حمزة عددًا من المسائل الرياضية وطرق حلها.
وفاته
توفي نحو عام 1611م في مكة المكرمة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا


