الجدار القرمزي في غور الأردن.. خطوة إسرائيلية استيطانية ضمن مخطط "المليون مستوطن" في الضفة الغربية المحتلة (صور وخرائط)
لن يكون “الخط القرمزي” –أو ما يعرف بالجدار القرمزي- الذي تعتزم سلطات الاحتلال الإسرائيلية إقامته بطول 22 كيلومترا في عمق غور الأردن سوى امتداد لمخطط “المليون يهودي” في الضفة الغربية المحتلة.
وتستهدف إسرائيل من خلال تلك الرؤية زيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة إلى مليون مستوطن وتعزيز الوجود الاستيطاني في تلك المنطقة بحلول عام 2050، ويقوم على هندستها وزير الإسكان الإسرائيلي المتطرف يتسحاق جولدكنوبف.
سلطات الاحتلال تتعمد تغيير التركيبة السكانية والجغرافية في الضفة الغربية
وبحسب تقرير نشرته “هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية” على موقعها الإلكتروني، تعد الأغوار الفلسطينية والبادية الممتدة على طول السفح الشرقي للضفة الغربية الفضاء الأوسع للزراعة والرعي والتنقل الموسمي للتجمعات البدوية.
وتضيف: “منذ سنوات طويلة، تتعمد سلطات الاحتلال تحويل مساحات شاسعة من غور الأردن إلى مناطق مغلقة لأغراض التدريب العسكري أو ما يصطلح عليه بمناطق إطلاق النار، وتسييجها بشبكة طرق وحواجز وبؤر رعوية وزراعية حديثة، بحيث يجري تفتيت الحيز الفلسطيني إلى جيوب محاصرة، مقابل دمج متدرج بين المستوطنات ومعسكرات الجيش والبؤر لتغيير التركيبة السكانية والجغرافية للمنطقة”.

وبعد حرب الإبادة الإسرائيلية في 7 أكتوبر، تسارعت هذه العملية بصورة غير مسبوقة على مستويين متوازيين، حيث جرى تصعيد العنف المنهجي من قبل المستوطنين، وتوسيع منظومة القرارات والإجراءات الحكومية والإدارية التي تحول الوقائع الميدانية إلى هندسة جيوسياسية جديدة من خلال التهجير القسري للتجمعات الموجودة في الأغوار خصوصا، وفي الضفة عموما.
الجدار القرمزي في غور الأردن سيمتد بطول 22 كيلومترا
ويشير تقرير مدعوم بالخرائط نشرته جريدة “هآرتس” في 3 ديسمبر 2025، إلى أن “الجدار القرمزي في غور الأردن سيمتد بطول 22 كيلومترا، وسيجري هدم كافة المنازل وحظائر الأغنام وخطوط الأنابيب وصهاريج المياه والنباتات التي تشكل نقطة ضعف في طريق تشييده”.
وتنقل الجريدة عن وثيقة عسكرية إسرائيلية أن “الجيش الإسرائيلي دخل بالفعل مراحل متقدمة في بناء الجدار في عمق غور الأردن الواقع على بعد 12 كيلومترا على الأقل غرب الحدود الأردنية، حيث سيفصل الجدار القرى الزراعية والمجتمعات الرعوية الفلسطينية عن أراضيها، ويفصل المجتمعات الفلسطينية عن بعضها البعض، على غرار نموذج الجدار الفاصل في غرب الضفة الغربية”.
قائد القيادة المركزية الإسرائيلية يوقع خريطة الجدار القرمزي
وتنشر الجريدة وثيقة وقعها قائد القيادة المركزية الإسرائيلية آفي بلوث أواخر أغسطس، تشير إلى أن “الطريق الموازي للجدار القرمزي سيتكون من طريق دورية مرصوف، يرافقه في بعض أجزائه حاجز طبيعي، وفي أجزاء أخرى بسدود ترابية وخنادق تشيدها وزارة الحرب الإسرائيلية، بحيث يكون عرض الحاجز ومسار الدورية نفسه 10 أمتار، مع 20 مترا إضافية من المساحة الأمنية على كل جانب على طول المسار بأكمله”.
مساعٍ إسرائيلية لإزالة جميع المجتمعات الفلسطينية من وادي الأردن الخصب
ووفق تقارير إعلامية، سيفصل المشروع الاستيطاني المزارعين وأصحاب الأراضي في بلدات طمون وطوباس وتياسير والعقبة عن حوالي 11 ألفا و120 فدانا من أراضيهم.
من جهته، يؤكد رئيس "هيئة مقاومة الجدار والاستيطان" مؤيد شعبان أن الجدار الجديد هو “خطوة أخرى في تحقيق نية إسرائيل لإزالة جميع المجتمعات الفلسطينية من وادي الأردن الخصب، حيث يعزز الجدار عملية الضم الفعلية التي تنفذها إسرائيل؛ ففي العامين الماضيين، وفي أعقاب هجمات المستوطنين المتكررة، أُجبر 500 فلسطيني في الوادي الشمالي على مغادرة منازلهم، ولم تعد المجتمعات المحلية التي بقيت في مواقعها قادرة على أخذ قطعانها إلى المرعى، إما بسبب المضايقات المباشرة من قبل الإسرائيليين، أو لأن المستوطنين قاموا بتسييج مناطق رعي واسعة واستولوا على ينابيع المياه”.

وبالإضافة إلى سبع مستوطنات قائمة منذ زمن طويل، هناك أيضا 16 بؤرة استيطانية إسرائيلية غير مرخصة في المنطقة الممتدة من شمال غور الأردن إلى حاجز الحمرا، حيث جرى إنشاء البؤرة الأولى في عام 2012، وتسعة بين عامي 2016 و2023؛ وستة في العامين الماضيين؛ فيما يسهل الجدار الجديد استمرار طرد الفلسطينيين من أراضيهم وإنشاء المزيد من البؤر الاستيطانية.
تفاصيل مخطط الـ"مليون يهودي في السامرة" الاستيطاني
بموجب مخطط إسرائيل الاستيطاني “مليون يهودي في السامرة” والتي يقصد بها الضفة الغربية وفق المصطلحات الإسرائيلية، والذي تسعى إسرائيل لتنفيذه على أراضي الضفة الغربية المحتلة، فهو عبارة عن خطة وضعت قبل أقل من عامين وجرى المصادقة عليها، حيث الحكومة الإسرائيلية لشرعنة التهام الأراضي الفلسطينية وتحويل أوسع منطقة فيها إلى استيطان مفروض بالقوة على أرض الواقع.
من جهتها، أعدت وزارة البناء والإسكان ميزانية التخطيط بمساعدة وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش الذي يدعم خطط الاستيطان، ويقود سياسة هدم المنازل الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة؛ وجرى بالفعل تخصيص 9 ملايين دولار كخطوة أولى للبدء في تنفيذ مخطط “مليون يهودي في السامرة” الاستيطاني.

وبحسب تقارير إعلامية، تستهدف الخطة بناء 13 مدينة على أرض الضفة الغربية المحتلة وخمس مناطق صناعية كبرى ومستشفى إقليمي وتمديد خطوط قطار إلى وسط الأراضي المحتلة وشمالها وتوسيع طرق وفحص إمكانية إقامة مطار، ما يؤدي إلى تغيير دراماتيكي في الضفة الغربية ووضع “خريطة مستقبلية لا يمكن تجاهلها”.
وتشير التقارير الإعلامية إلى أن “الخطة ستنفذ في منطقة يسكنها الآن 140 ألف مستوطن، وسيتم توسيع مستوطنات إلى مدن كبرى وإقامة مدن جديدة تتجاوز حدود الخط الأخضر إلى مناطق جرى إخلاؤها لمصلحة الفلسطينيين، ويقودها رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة يوسي دغان، والذي سبق أن دعا المستوطنين إلى حرق بلدة حوارة في جنوب نابلس في عام 2023”.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا




