رئيس التحرير
عصام كامل

حتى لا تكون جولة أحمد السقا.. أخيرة!

18 حجم الخط

نجمان يستحقان أن يُنسب إليهما نجاح مسلسل “جولة أخيرة”، تأليف أحمد ندا ومحمد الشخيبي، ومن بطولة أحمد السقا، وأشرف عبد الباقي ونخبة من النجوم.

النجمان هما الفنان الكبير رشدي الشامي الذي قدم دور الدكتور نور الدين والد أحمد السقا المصاب بالخرف بشكل رائع وأداء متمكن، يجعلك لا تتعاطف فحسب مع الشخصية، بل تشعر بأنك أمام إنسان حقيقي من لحم ودم، وليس مجرد ممثل يتقمص الشخصية التي أسندت إليه، ويحافظ على مستوى واحد من المهارة لا يقل في مشهد عما سبقه أو عما يليه، فالرجل يسحرك من أول ظهوره وحتى نهاية المسلسل.

أما النجم الثاني فهي المخرجة مريم أحمدي، التي هضمت السيناريو وقررت أن تحكي قصة بطلنا (شجيع) أو يحيى نور الدين بطل الملاكمة، دون أن تكتفي في كل مشهد باستعراض عضلات البطل، وقدرته على سحق خصومه، فخيبت ظن قطاع كبير من جمهور أحمد السقا الذي ينتظر منه دائمًا أن يقدم شخصية البطل القوي الذي لا يُهزم!

“جولة أخيرة”، ببساطة هو حدوتة إنسانية فيها الكثير من الشجن، عن بطل رياضي، ترك لعبة الملاكمة بعد أن تسبب في وفاة واحد من خصومه بإحدى المباريات، وقرر أن يعيش على هامش الحياة إلى أن يظهر في حياته محترف مراهنات (علي صبحي) ليقنعه بالعودة إلى حلبة الملاكمة، ويصادف ذلك رغبة في نفس يحيى أو (شجيع) الذي يحلم بتحقيق أي انتصار ليدخل البهجة على قلب ابنته الوحيدة.

أثناء مشاهدتي للمسلسل كنت أتوقف كثيرًا أمام مشاهد الملاكمة، لأتأمل بصمات الزمن على أحمد السقا، لم يعد جسده مشدودًا كما كان، وأكاد أجزم أن الذي كان يحارب لإعادة مجده في حلبة الملاكمة هو أحمد السقا نفسه وليس يحيى نور الدين، ذلك أنني أعتقد أن فنانًا صاحب جماهيرية عريضة مثل أحمد السقا، بداخله قناعة بأن عضلاته أهم من نظراته، وجسده الممشوق أهم من قدرته على التقمص.

ربما كان أحمد السقا شخصيًّا بحاجة إلى مسلسل جولة أخيرة ليدرك أنه أمام تحدٍّ حقيقي، فهو مطالب لأول مرة بالتمثيل أكثر من توجيه اللكمات، بعد أن أصبحت نظرات عينيه أهم وأثمن بكثير من قدرته على القفزات الخطيرة التي ظل طوال تاريخه حريصًا على أن يؤديها بنفسه دون الاستعانة بدوبلير.

ولأن المخرجة مريم أحمدي أدركت أنها أمام حدوتة بطل هزمه الزمن يؤديها ممثل اعتاد على التمثيل بجسده، فقد قررت أن تُدخل المشاهد إلى قلب هذا البطل، فيعيش معه ذكرياته بما فيها من انتصارات وهزائم دون أن ينتظر منه قفزًا من طائرات أو توجيه ضربات قاضية لخصومه، فتعاطف الناس -وأنا منهم- مع هذا البطل بوصفه إنسانًا عاديًّا مثلنا وليس مخلوقًا خارقًا.

أكتب كل ذلك من خندق المحبين لأحمد السقا، وليس بهدف تجريحه أو تذكيره بأن لكل سن أحكامها، بل على العكس، أعتبر هذا العمل فرصة للسقا نفسه كي يستفيد من أزمة يحيى نور الدين الذي لم يعد كما كان (شجيع)، فعليه كفنان ساهم هو وأبناء جيله في تغيير خريطة السينما المصرية في الماضي القريب، أن يبدأ في البحث عن أدوار تناسب عمره. 

يقدم من خلالها حكايات تتطلب منه أن يكون شخصًا عاديًّا مثلنا وليس مخلوقًا خارقًا، وهو يمتلك الموهبة لتحقيق ذلك دون شك، وربما يكون ذلك هو سر إعجاب الناس الشديد بالفنان أشرف عبد الباقي الذي شاركه بطولة المسلسل، وقدم دور مدربه وصديقه “تامبي”، نظرا لأن أشرف في هذا العمل وأعمال أخرى بدأ في اختيار أدوار ملائمة لعمره، بل أنه أحيانًا يقدم شخصيات أكبر سنًّا من عمره الحقيقي، مثل دور الجد في مسلسل ولد بنت شايب مثلًا!

شخصيًّا، أحب الفنان أحمد السقا، ليس فقط كفنان موهوب، ولكن حبي يبدو متأثرًا بحكايات الوسط الفني عن رجولته وشهامته مع المحيطين به، وهذه المشاعر تجعلني واحدًا من الحريصين على استمراره وقوة تواجده، والاستمرار يتطلب -في وقت ما- شجاعة الاعتراف بالسن وبصمات الزمن..

المهم هو أن يظل الفن موجودا وباقيا، ويكفي دليلا على ذلك أن عملا أيقونيا واحدا هو أوبريت الليلة الكبيرة للمبدع صلاح جاهين، قد خلد اسم مخرجه الفنان صلاح السقا -والد أحمد- وكانت لفتة طيبة من صناع المسلسل أن يطلقوا على البطل لقب (شجيع) المأخوذ من هذا الأوبريت العظيم، وأن يتم إهداء العمل كله لروح الفنان صلاح السقا، فقيمة الفن هي التي تؤدي به للخلود، وليس عضلات الفنان البارزة!

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية