علاقاتنا الاجتماعية في خطر!
ماذا حدث للعلاقات الاجتماعية؟! هذا السؤال يحتاج لهمة علماء الاجتماع والنفس ليقولوا لنا كيف نستعيد إنسانيتنا المفقودة؟! لعلهم يجيبون عن سؤال جوهري: لماذا لم تعد العلاقات الإنسانية كما كانت يومًا مساحة للطمأنينة والتكافؤ، ولماذا تحوّلت في كثير من وجوهها إلى علاقات موسمية، يحكمها المزاج وتديرها المنفعة ويضبط إيقاعها مقدار الحاجة لا عمق الود؟
لقد أصبح بعض البشر يقتربون متى شاءوا، ويغيبون متى أرادوا، ثم ينتظرون من الآخرين ثباتًا لا يتزحزح، وكأن المشاعر التزامٌ من طرف واحد. في هذا المناخ المختل لم يعد الغياب يُسأل عنه، ولا التأخر يُعاتب عليه، لا سموًّا ولا تسامحًا، بل إدراكًا موجعًا بأن كل إنسان يتعامل مع غيره بقدر أهميته لديه، لا بقدر ما بينهما من تاريخ أو مشاعر.
هذا التحول لم يكن عابرًا، بل يعكس تراجعًا عميقًا في منظومة القيم التي كانت تضبط العلاقات الإنسانية؛ فغاب الإخلاص في الحب، وتآكلت المروءة في القصد، وتراجع نبل الأخلاق في العطاء.
لم تعد العلاقات تُبنى على الوفاء والاحتواء، بل على الحسابات الدقيقة: ماذا سأربح؟ ومتى أحتاج؟ وكم سأمنح دون أن أخسر؟ وهكذا تحوّل الإنسان من غاية تُصان إلى وسيلة تُستَخدم، ومن روح تُراعى إلى رقم يُدار.
وتحت وطأة المادة الجامحة، تجردت العلاقات من إنسانيتها الدافئة. فكلما ازداد الإنسان شراهة في الاستهلاك النهم، تلاشت إنسانيته شيئًا فشيئًا، وتراجعت روحه أمام إغراء الامتلاك والتملك. لم يعد العطاء فعل محبة، بل استثمارًا مشروطًا، ولم يعد القرب تعبيرًا عن الود، بل استجابة لحاجة عابرة. وفي زحام هذا اللهاث، انكمشت القيم لصالح المظاهر، وغاب الضمير لصالح المكاسب السريعة.
ولعل أخطر ما في هذا التحول أن القسوة لم تعد استثناء، بل صارت سلوكًا مبررًا باسم الانشغال، والبرود صار فضيلة باسم الواقعية، والتخلي عن الناس مهارة يُشاد بها تحت شعار حماية الذات. ومع ذلك، لا يزال كثيرون يشهدون الله أنهم لا يرغبون في خسارة أحد، لكنهم يُجبرون على الاستغناء لا اختيارًا بل اضطرارًا، حين تصبح الكرامة آخر ما يملكون في مواجهة علاقات تستنزف ولا تُقدّر.
إن ما نعيشه اليوم ليس أزمة تواصل فحسب، (رغم كثرة وسائل التواصل الاجتماعي أو السوشيال ميديا) بل أزمة ضمير وإنسانية. فالعلاقات التي تُبنى بلا إخلاص، وتُدار بلا مروءة، وتُمارس بلا أخلاق، لا يمكن أن تُنتج إلا فراغًا روحيًا وإفلاسًا وجدانيًا.
ولن تستعيد العلاقات الإنسانية عافيتها إلا حين يُعاد الاعتبار للإنسان لا بوصفه وسيلة، بل قيمة، وللمحبة لا بوصفها مزاجًا، بل مسؤولية أخلاقية، وللعطاء لا بوصفه صفقة، بل فعلًا إنسانيًا نبيلًا يرقى بالروح قبل أن يُرضي الحاجة.. والأهم متى نستعيد إنسانيتنا المفقودة؟!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
