رئيس التحرير
عصام كامل

محمد التابعي يكتب: وأخيرا انتهى شهر الأحزان

محمد التابعى يتوسط
محمد التابعى يتوسط كامل الشناوى وتوفيق الحكيم، فيتو
18 حجم الخط

في مجلة آخر ساعة الأول من ديسمبر عام 1968 كتب الكاتب الصحفى محمد التابعي ــ أمير مملكة الصحافة والصحفي المشاكس ــ مقالا يودع فيه شهر نوفمبر الذي يكرهه كثيرا لما واجه فيه من أحزان ومن مطبات في الحياة، تحت عنوان "أخيرا انتهى شهر الأحزان".

 

يقول محمد التابعى: “فصل الخريف عادة هو الفصل الحزين، وشهر نوفمبر بالنسبة لي هو شهر الأحزان، فقد سقط فيه زملاء وأصدقاء كثيرون سبقوني إلى القبر مع أنهم كانوا جميعا أحق مني بالحياة، لكنها مشيئة الله قضت بذلك ولا راد لمشيئته”.

الكاتب الصحفى محمد التابعى 
الكاتب الصحفى محمد التابعى 


وأضاف محمد التابعى: “ولم أكن أدرى وأنا أكتب هذه العبارة أن زميلا لي وصديقا عزيزا إلى نفسى هو الصحفى أحمد لطفي حسونة سوف يختاره الله إلى جواره ويسبقني إلى القبر مع من سبقوني من الأصدقاء والزملاء.. لكنها مشيئة الله”.

الخريف هو الفصل الحزين 


ويشرح محمد التابعي أحوال موسم الخريف الذي يضم شهر نوفمبر الذي يعتبره شهر الأحزان فيقول: “والخريف بين فصول السنة الأربعة هو الفصل الحزين الذي تعصف فيه الرياح وتتساقط فيه الأوراق الذابلة والميتة من الأشجار، وتضيع فيه حلاوة الشمس وضوء النهار”.

رحيل والدتي وشقيقاتي
في أوائل نوفمبرعام 1945 توفيت والدتي رحمها الله، وبعد عشرين عاما وفي نفس الشهر عام 1965 توفيت شقيقتان لي، وكان بين وفاة إحداهما والأخرى أسبوعان.

الكاتب الصحفى محمد التابعى 
الكاتب الصحفى محمد التابعى 


وفى نهاية الشهر في يوم 30 نوفمبر عام 1965 توفي الصديق العزيز إلى قلبى الشاعر والأديب المرحوم كامل الشناوي، أظرف ظرفاء العصر، زميل العمر في بلاط صاحبة الجلالة، وفي مساء 14 نوفمبر 1968 توفي أحمد لطفي حسونة، ولم يكن هؤلاء الأعزاء الذين سقطوا واحدا بعد الآخر أوراقا ميتة ذابلة صفراء.. لكنها مشيئة الله.

يقول محمد التابعى: أعود بالذاكرة إلى عام 1926، وكنت يومئذ أحرر في مجلة روز اليوسف وكانت تطبع في مطبعة الشباب لصاحبها عبد العزيز الصدر، وكان المرحوم أحمد فؤاد يطبع مجلته "الصاعقة" في نفس المطبعة، وكان قد جاوز الخمسين من عمره، وذات يوم لاحظ أننى مجهد باهت اللون فقال لي: “يا بنى حاسب على نفسك، الصحافة بتقصف العمر والعاقل هو الذي يعمل فيها خمسة عشر عاما يحقق فيها ما يتمنى ثم يعتزل”.

حان وقت الرحيل 

واستطرد الكاتب محمد التابعى: “وأنا أعمل في الصحافة منذ عام 1925.. أي أنه مضى على عملي في دنيا الصحافة 43 عاما حتى الآن، وأشعر أن حظي قد نضب معينه، وحان الوقت لكي ألحق بمن سبقوني من الزملاء والأصدقاء اللهم إلا إذا كانت مشيئة الله أن أحيا وأن أعيش تحت أثقال وأكداس من الهموم لعل أخفها الأمراض، ووداعا يا شهر الأحزان”.
 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية