عندما غنت أم كلثوم لمنافس الوفد في انتخابات البرلمان فغضب عليها النحاس
نشرت مجلة المصور عام 1958 تقريرا يوضح طبيعة الانتخابات فى عهود ما قبل الثورة، حين كان المرشح يعتمد على ماله وعصبيته وقوته الحزبية بعيدا عن المبادئ أو القضايا التى سيتبناها فى البرلمان لو فاز بالمقعد.
كان المرشحون يهتمون بجذب الناس إلى سرادقات الدعاية الانتخابية باستخدام فريق من المطربين والمطربات ونجوم المونولوج والصالات للترفيه عن الناخبين وتزكية المرشح صاحب الدعوة.
الهتاف بحياة المرشح
كان أول من استقدم المطربين فى الدعاية للانتخابات رجلا من أعيان مدينة طنطا رشح نفسه ضد الوزير الوفدى عبد السلام جمعة الذى كان يضمن النجاح لصلته القديمة بأبناء طنطا نظرا لوضعه الحزبى إلا أن منافسه كان يأمل الفوز، وفى يوم أقام عبد السلام جمعة سرادقا انتخابيا ودعا أنصاره لتأييده وكان السرادق مليئا بالهتافين بحياة المرشح الوفدى وسقوط الخصم.
حضرت الجماهير للاستماع الى الطرب
أراد الخصم أن يبتكر حيلة جديدة فى الدعاية الانتخابية فاتفق مع ثلاثة من مشاهير الطرب وهم عبد اللطيف البنا وزكى مراد ــ والد ليلى مراد ــ وحامد مرسى ليغنوا فى سرادق الدعاية، وامتلأ السرادق بالآلاف من الناخبين الذين جاءوا يستمعوا لهؤلاء المشاهير، خلال الحفل فى الفواصل كانت تتردد هتافات باسم صاحب الدعوة.
استخدام القراء فى الدعاية
وفى أول انتخابات بعد الدستور الأول كان للوفد أيضا مرشحا فى إحدى قرى الصعيد وكان منافسوه أكثر قوة منه من حيث العصبية التى كان لها المقام الأول فى الفوز بكرسى البرلمان، وحضر سعد زغلول ليؤيد مرشحه، إلا أن المنافس أحضر المقرئ أمين الصفتى الذى كان من أشهر المقرئين وأحبهم إلى الناس فى ذلك الوقت، وتنافس الناس على سرادق الشيخ الصفتى يستمعون إليه، بينما كان هناك قلة تستمع إلى الزعيم سعد زغلول.

وفى الانتخابات التى أجراها صدقى باشا عام 1930 نظمت الأحزاب المؤيدة للوزارة حملات للدعاية الانتخابية ليفوزوا بكراسى البرلمان، وفى الدائرة التى رشح فيها النحاس نفسه ذهبت أم كلثوم لتغنى فى سرادق أقامه منافسه الذى كان أحد أبناء طماي بلدة أم كلثوم، ونجح منافس النحاس بسبب أم كلثوم، غضب النحاس من أم كلثوم وطلب من زملائه عدم إدراج أم كلثوم فى أى من حفلات الوزارة.

وفى الانتخابات التى أقيمت عام 1935 لجأ المرشحون إلى أساليب مختلفة فى الدعاية منها إقامة حفلات غناء يغنى فيها المونولوجست وكبار النجوم وكان المعلم صديق أحمد يرسم برنامج كل حفلة انتخابية لدرجة أن المطرب الواحد كان يمكنه أن يغنى فى أكثر من حملة انتخابية ولصالح اتجاهات سياسية مختلفة، يغنى للمرشح الوفدى فى سرادق ثم يمتدح الأحرار الدستوريين فى سرادق آخر وفى الثالث يغنى للمرشح المستقل.
وعندما رشح السياسى عبد الحميد عبد الحق نفسه فى الانتخابات عن دائرة السيدة زينب ذهب المطرب محمد عبد الوهاب ليغنى ويؤيد ترشيح صديقه أمام منافسه القوى وكان مطلع الأغنية التى غناها عبد الوهاب: عبد الحق يا عبد الحق..أنت حبيبنا أنت نائبنا / عبد الحق يا نصير الحق..مين غيرك يبقى نائبنا.
جولات من أجل المال
وفى انتخابات عام 1950 كان عدد من الفنانين يطوف أنحاء البلاد للدعاية الانتخابية وكون بعضهم فرقا مختلفة لتطوف الدوائر لتأييد المرشح مقابل مبلغ من المال، فكان موسم الانتخابات من أنجح المواسم بالنسبة للفنانين والفنانات وذلك دون أن تربطهم أى صلة بالمرشح سوى المال.
مصالح أولا وأخيرا
اختتم محرر التقرير الموضوع عن الدعاية بقوله: كانت برلمانات ذلك الحين أشبه بالبورصة، ومصالح متكتلة، لا مبادئ فيها ولا مصالح عامة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
