ذكرى حل الإخوان، بداية القطيعة بين الدولة المصرية ومشروع الإسلام السياسي
في التاسع والعشرين من أكتوبر عام 1954، أعلن الرئيس جمال عبد الناصر حل الإخوان ومصادرة أموالها وتنظيمها، عقب حادث المنشية بالإسكندرية، الذي اتهمت فيه الجماعة بمحاولة اغتياله أثناء خطابه أمام الجماهير، ولم يكن القرار مجرد رد فعل أمني، بل تتويجًا لصراع سياسي وأيديولوجي امتد منذ الأيام الأولى لثورة يوليو.
علاقة الإخوان وضباط يوليو
بدأت العلاقة بين الضباط الأحرار والإخوان المسلمين على أرضية دعم مشترك ضد النظام الملكي، حيث رأت الجماعة في الثورة طريقًا لتحقيق بعض أهدافها الاجتماعية والإصلاحية، وشارك الإخوان في تعبئة الشارع، واحتفوا بإلغاء النظام الملكي، غير أن مؤشرات الخلاف والصدام ظهرت سريعًا بعد تولي مجلس الثورة السلطة الفعلية.
عبد الناصر الذي كان يؤسس لدولة حديثة ذات طابع قومي، رفض خضوع القرار السياسي لمرجعية دينية أو تنظيم خارج مؤسسات الدولة، في حين تمسك الإخوان بفكرة إقامة الدولة الإسلامية وفق تصورهم الخاص، وسعوا للحصول على نفوذ داخل مؤسسات الحكم الجديدة، ومع صدور قرار حل الأحزاب عام 1953، رفض الإخوان اعتبارهم حزبًا سياسيًا وأصروا على أنهم دعوة، ما سمح لهم بالبقاء مؤقتًا في المشهد العام.
تداعيات محاولة اغتيال عبد الناصر
تفاقم الخلاف مع تصاعد نفوذ الجماعة في الشارع ومحاولتها الضغط على السلطة في ملفات التعليم والتشريع والإعلام، وبلغ التوتر ذروته مع محاولة اغتيال عبد الناصر في 26 أكتوبر 1954 أثناء خطابه في ميدان المنشية.
بعد ساعات من الحادث، ألقى عبد الناصر خطابه الشهير وسط الجماهير معلنًا بقاءه واستعداده للمواجهة، ليصدر بعدها مباشرة قرار حل الجماعة واعتقال قادتها ليشكل القرار نقطة تحول حاسمة في التاريخ السياسي المصري.
أحيل عدد كبير من قيادات الإخوان إلى محاكمات عسكرية، وحكم بالإعدام على ستة منهم بينهم عبد القادر عودة ويوسف طلعت، فيما أعدم آخرون لاحقًا على خلفية قضايا أخرى وأغلقت مقرات الجماعة، وصودرت ممتلكاتها، وتعرض آلاف من أعضائها للاعتقال في السجون.
وتحت ضغط الحظر والملاحقة، دخلت الجماعة في مرحلة من العمل السري، وأعيد تنظيمها داخل السجون بقيادة جيل جديد، شهد تحولات فكرية لاحقة تمثلت في كتابات سيد قطب، التي شكلت قاعدة فكرية لتيارات أكثر تشددًا في الستينيات.
وعند وفاة عبد الناصر عام 1970، كانت الجماعة ما تزال محظورة رسميًا لكنها استعادت بعض وجودها التنظيمي المحدود بفضل شبكات الدعم الاجتماعي التي ظلت قائمة في الخفاء وعندما تولى أنور السادات الحكم، بدأت عودة تدريجية للجماعة إلى الحياة العامة.
ومع ذلك استمر حادث المنشية قائمًا في الوعي السياسي أن الدولة لن تسمح بقيام تنظيم مواز داخلها، وأن أي محاولة لخلط الدعوي بالسياسي ستواجه بالحسم.
وبالرغم من مرور أكثر من سبعين عامًا على الحادثة، لا تزال آثارها ممتدة في العلاقة بين الدولة المصرية والإسلام السياسي، فقد رسخ حل الجماعة عام 1954 فكرة أن الصراع لم يكن على السلطة فحسب، بل على تعريف الدولة نفسها، هل هي دولة وطنية حديثة أم دولة ذات مرجعية دينية، ونفس السؤال ما زال ظله حاضرًا في المشهد المصري حتى اليوم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا
