رئيس التحرير
عصام كامل

عباقرة لكن مجهولون، "عباد بن بشر" حامل لواء الأنصار وصاحب العصا المضيئة

عبّاد بن بشر بن وقش
عبّاد بن بشر بن وقش الأنصاري الأوسي، فيتو
18 حجم الخط

على مر التاريخ الإسلامي لمعت أسماء عباقرة في مختلف المجالات مثل: ابن الخطاب، والصديق، وعلي بن أبي طالب، وعمر بن عبد العزيز، والبخاري، والشافعي، وابن حنبل، ابن سينا.. ابن رشد.. الكندي.. الفارابي.. الخوارزمي.. الطبري.. أبو حامد الغزالي.. البوصيري.. حتى محمد عبده.. المراغي.. المنفلوطي.. رفاعة الطهطاوي.. طه حسين.. العقاد.. أحمد شوقي.. عبد الحليم محمود.. محمد رفعت.. النقشبندي.. الحصري.. عبد الباسط.. وغيرهم، في العصر الحديث.

لكن هناك أسماء مهمة كان لها بصماتها القوية على العلم والحضارة، ولا يكاد يعرفها أحد، وفي هذه الحلقات نتناول سير بعض هؤلاء العباقرة المجهولين.

 

 

عباد بن بشر، حامل لواء الأنصار وصاحب العصا المضيئة

من سادة الأوس وأبطال بدر، ومن الذين جمعوا بين السيف والمصحف، ومع ذلك فلم تحفل كتب التراث بذكر اسمه كثيرا، فكان ضمن عداد الصحابة المجهولين.

إسلام مبكر

لم يكن عبّاد بن بشر بن وقش الأنصاري الأوسي قد تجاوز الخامسة والعشرين حين أشرقت أنوار الإسلام في المدينة المنوّرة.
أسلم على يد مصعب بن عمير، سفير الرسول، صلى الله عليه وآله وسلم، إلى يثرب قبل الهجرة، فتبدّل مسار حياته من شابٍ في ريعان العمر إلى مجاهدٍ عابدٍ يملأ قلبه نور الإيمان.


كان من سادة الأوس وأحد البدريين الذين شهدوا بدر الكبرى، فكان له شرف السبق في نصرة الدعوة ومؤازرة الرسول صلى الله عليه وسلم.

أخوةٌ في الله 

بعد الهجرة، آخى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين عبّاد بن بشر وأبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة، فكانت تلك الأخوّة عنوان الوفاء والإخلاص.
ومنذ ذلك الحين، لم يتخلّف عبّاد عن غزوةٍ واحدة، يشهد المواقف العظام بسيفه ولسانه، حتى أصبح من خاصة أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

فضل عباد

وقد روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فضله، فقالت: "ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يعتدّ عليهم فضلًا، كلهم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ، وعبّاد بن بشر، وأسيد بن حضير".

ولم يخفَ صوته العذب على النبي صلى الله عليه وسلم، إذ سمعه ليلةً يتلو القرآن في تهجده فقال:
"يا عائشة، هذا صوت عبّاد بن بشر؟"، قالت: نعم. فقال صلى الله عليه وسلم: "اللهم اغفر له".

نورٌ بين يديه

ومن كراماته العجيبة ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، أن عبّاد بن بشر وأسيد بن حضير كانا عند النبي صلى الله عليه وسلم، في ليلةٍ مظلمة، فلما خرجا من عنده أضاءت عصا أحدهما، فكانا يمشيان في ضوئها، فلما افترقا أضاءت عصا هذا وعصا هذا.
كانت تلك الكرامة رمزًا لنور الإيمان الذي ملأ قلوبهم حتى فاض على الطريق.

حارس الرسول وأمين السرّ في الغزوات

استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على صدقات مزينة وبني سليم، وولّاه حراسة القبة النبوية في غزوتي الأحزاب وتبوك، وكان محل ثقة النبي صلى الله عليه وسلم، والمسلمين جميعًا.
وكانوا يقولون فيه عند حراسته لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في ليلةٍ من ليالي الأحزاب:
"من ينم فابن بشرٍ ساهرٌ لم ينم".

أصابته السهام وأبى قطع الصلاة

في مواجهة "ذات الرقاع"، ضرب عبّاد بن بشر أروع مثالٍ في الإخلاص والثبات.
كان يحرُس مع عمار بن ياسر المسلمين في الليل، واتفقا أن يحرس عبّاد أول الليل ويقوم عمار بعده.


أثناء حراسته، قام عبّاد يصلّي، فرآه أحد المشركين من بعيد، فرماه بسهمٍ فأصابه، فانتزعه من جسده ومضى في صلاته.
ثم رماه بثانٍ وثالث، والدم ينزف بغزارة، لكنه واصل تلاوته حتى فرغ من قراءته، ثم أيقظ عمارًا قائلًا: "انهض، فقد أثخنتني الجراح".

فقال له عمار متعجبًا: هلا أيقظتني عند أول سهمٍ رماك به؟، فقال عبّاد في خشوع المؤمنين: "كنت في سورةٍ أقرأها، فلم أحب أن أقطعها حتى أفرغ منها، ولولا خوفي أن أضيع ثغرًا أمرني رسول الله صلة الله عليه وسلم بحفظه، لكان قطع نفسي أحب إليّ من قطعها".

أيّ قلبٍ هذا الذي يناجي الله في وجه الألم، ويسقي الأرض دمه وهو قائمٌ بين يديه؟!

رؤيا الشهادة

بعد انتقال سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، إلى بارئه، شارك عبّاد في حروب الردة بثباتٍ عجيب، وخاصة في معركة اليمامة ضد مسيلمة الكذاب.
وروى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، أن عبّاد قال له عشية المعركة: "رأيت الليلة كأن السماء قد فُرجت لي ثم أُطبقت عليّ، وإني لأراها إن شاء الله الشهادة".

ويوم اليمامة، حمل عبّاد راية الأنصار وهو يصيح: "احطموا جفون السيوف وتميّزوا من الناس".

فاندفع خلفه أربعمائة رجلٍ من الأنصار يقاتلون حتى بلغوا باب الحديقة، وهناك نال عبّاد الشهادة، وقد أثخنته الجراح، وكان عمره يومئذٍ خمسًا وأربعين سنة.

عابدٌ.. مجاهدٌ.. زاهدٌ

كان عبّاد بن بشر رضي الله عنه شديد الولاء لله ورسوله، لا يطلب دنيا ولا جاهًا، بل يطلب رضوان الله وحده.


منذ سمع قول النبي صلى الله عليه وسلم للأنصار: "يا معشر الأنصار، أنتم الشعار والناس الدثار، فلا أُوتينّ من قبلكم"، جعل حياته كلها طاعةً وجهادًا، يسبق في مواضع الفداء، ويغيب في مواضع الغنيمة.

لقد كان عبّاد صورةً من صفاء الإيمان ونقاء السريرة؛ عابدًا تستهويه العبادة، فارسًا يستهويه الجهاد، كريمًا يستهويه العطاء.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية