رئيس التحرير
عصام كامل

عباقرة ولكن مجهولون، "أبرهة بن الصباح الحبشي" الصحابي الذي فرش له النبي رداءه

نقوش مكتشفة للملك
نقوش مكتشفة للملك الصحابي "أبرهة بن الصباح الحبشي"، فيتو
18 حجم الخط

على مر التاريخ الإسلامي لمعت أسماء عباقرة في مختلف المجالات مثل: ابن الخطاب، والصديق، وعلي بن أبي طالب، وعمر بن عبد العزيز، والبخاري، والشافعي، وابن حنبل، ابن سينا.. ابن رشد.. الكندي.. الفارابي.. الخوارزمي.. الطبري.. أبو حامد الغزالي.. البوصيري.. حتى محمد عبده.. المراغي.. المنفلوطي.. رفاعة الطهطاوي.. طه حسين.. العقاد.. أحمد شوقي.. عبد الحليم محمود.. محمد رفعت.. النقشبندي.. الحصري.. عبد الباسط.. وغيرهم، في العصر الحديث.

لكن هناك أسماء مهمة كان لها بصماتها القوية على العلم والحضارة، ولا يكاد يعرفها أحد، وفي هذه الحلقات نتناول سير بعض هؤلاء العباقرة المجهولين.

أبرهة بن الصباح، صحابي فرش له الرسول رداءه

اسمه أبرهة بن الصباح الحبشي، صحابي جليل، ولكن لا يكاد يعرفه أحد، باستثناء بعض الكتابات النادرة عنه في كتب التراث.

هو أحد الصحابة من أبناء ملوك اليمن التبابعة، فرش له رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، رداءه؛ تكريمًا له.

وكان ملك تِهامة، وأمّه بنت أبرهة الأشرم الذي غَزَا الكعبة. وهو من حمير، والغالب أنها قبيلة حبشية سيطرت على اليمن. ويقال إنها من أصل يمني. ويقال إنه أبرهة بن الصباح الحبشي أو الحميري. وقيل عنه إنه من حمير، وهو حبشي.

 

نسبه

 

هو القبل أبرهة بن شرحبيل الصباح، بن أبرهة بن الصباح بن شرحبيل بن لهيعة، بن مرثد الخير، بن ينكف ينوف بن شرحبيل، شيبه الحمد بن معدي كرب، بن مصبح بن عمرو بن الحارث ذي أصبح، بن مالك بن زيد بن قيس، بن صيفي بن حمير الأصغر بن سبأ الأصغر، وفي جده أبرهة الأول بن الصباح.

 

قال الشاعر لبيد: "عن سهام المنايا وغلبن أبرهة الذي ألفينه... قد كان يخلد فوق غرفة موكل"، (موكل عاصمة الأقبال من آل الصباح).

ويُقال إن مدينة موكل كانت عاصمة الإذوائيين في عهد أبرهة بن الصباح، ومقر مملكته، وتقع اليوم في مديرية صباح بمنطقة رداع، واستمرت موكل من مدن الحضارة، ومن ديار التبابعة، ثم الملوك، ثم الأقبال العظماء حتى الجاهلية. 

وكانت الوفود تقصد أبرهة بن الصباح من مختلف أنحاء الجزيرة العربية.

قال الشاعر: "وعلى الذي كانت بموكل داره يهب القيان... وكل أجدد شاح قديم الإسم إبراهيم".

فمعنى اسم أبرهة هو إبراهيم، وينطبق ذلك على أبرهة بن الصباح الأول، كما ينطبق على حفيده الصحابي أبرهة بن الصباح الثاني، ويشار هنا إلى أن اسم أبرهة لفظ ونطق سرياني وحميري.

إسلام أبرهة بن الصباح

أعلن أبرهة بن الصباح الحميري إسلامه في اليمن في أواخر سنة 8 للهجرة، عندما بعث رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، جرير بن عبد الله البجلي إلى الحارث بن عبد كلال، إلى سميفع في الكلاع الحميري، وأقبال وأدواء حمير، وكانت زوجة ذي الكلاع الحميري هي بنت القبل أبرهة بن الصباح الحميري.

مع النبي صلى الله عليه وسلم

انطلق أبرهة بن الصباح، من مدينة موكل مع وفود أقبال حمير، عام 10 للهجرة، إلى سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، في المدينة المنورة، وكانت المفاجأة السعيدة أنهم ما أن دخلوا إلى المسجد النبوي، حتى فرش رسول الله، صلوات الله عليه، رداءه لأبرهة بن الصباح؛ تكريمًا له ليجلس عليه، وهنا قال رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، لأصحابه: "إذا أتاكم كريمُ قومٍ فأكرموه، وهذا كريم قومه".

استمر أبرهة بن الصباح فترة في المدينة بصحبة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ومعه اثنان من أبنائه، هما "أبو شمر" و"كريب"، ثم عادوا إلى اليمن.

أثناء فتح الشام ومصر والسودان

في خلافة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وبالتحديد في سنة 13 للهجرة، كان أبرهة بن الصباح الحميري وأولاده من الذين استجابوا للانضمام إلى جيوش فتح الشام والعراق، فشهدوا فتح دمشق والرملة بفلسطين، ثم العراق.

ثم استقر بعض أولاده في الشام، ومنهم كريب بن أبرهة، وانتشرت ذريته في دمشق والكوفة وفلسطين، ويسمون بنو كريب، كما استقر معدي كرب بن أبرهة، والجب بريم بن معدي كرب، وكان سيد حمير بالشام.

أما في عام 19هـ، فقد كان أبرهة بن الصباح الحميري وأربعة من أولاده، هم: كريب وأبو شمر ومعدي كرب وشرحبيل وكان يلقب بـ"يكسوم"، ضمن الجيش الذي خرج لفتح مصر بقيادة عمرو بن العاص.

كما كان أبرهة بن الصباح الحميري من الذين شهدوا تخطيط وتأسيس مدينة الجيزة بمصر مع العديد من القبائل اليمنية الحميرية، وكانت لهم بها خطة أي قسمًا في الجيزة، وكانت عشائر في أصبح وعشيرة الصباح يدًا واحدة، وعميدهم جميعًا أبرهة بن الصباح، وكان أبو شعر بن أبرهة من قادة الجيش الذي فتح بلاد النوبة، وجهات السودان عام 31 هـ.

وفي سنة 35 هـ، كان أبرهة بن الصباح الحميري قد بلغ من العمر عتيا، فتولى القيادة ابنه الأكبر أبو شمر.

مع علي بن أبي طالب

ولما اندلعت الفتنة الكبرى بين المسلمين بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان، واستخلاف الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وانقسام المسلمين كان أبو شعر بن أبرهة بن الصباح من القادة مع علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه.

وذكرت بعض الكتب أن عليًّا كان في بعض أصحابه يحدثهم قائلًا: ثلاث قبائل هم أقدم العرب جرهم وهم بقية عاد، وثقيف وهم بقية ثمود، وأقبل أبو شمر بن أبرهة فقال علي: وقوم هذا وهم بقية تبع.

الأخوان في الجيشين المتحاربين

استشهد أبو شعر في موقعة صفين في جيش علي بن أبي طالب، سنة 37 هـ، بينما كان أخوه كريب بن أبرهة مع جيش معاوية، ومع الذين دعوا إلى تحكيم كتاب الله، وإيقاف الحرب، وتم الاتفاق على التحكيم واختيار عمرو بن العاص وأبو موسى الأشعري كمحكمين.

 ولما التقى الحكمان في رمضان سنة 38 هـ بدومة الجندل قال أبو موسى الأشعري: "لو كانت الخلافة تُستحقُ بالشرف لكان أحق الناس بها أبرهة بن الصباح فإنه من أبناء ملوك اليمن التبابعة الذين ملكوا مشارق الأرض ومغاربها". 

وقتها كان القبل أبرهة بن الصباح الحميري كبيرًا في السن، وكان له أبناء وأسرة في كل من مصر والشام، وقضى أيامه الأخيرة في الشام، وتوفي فيها رضي الله عنه في نهاية عصر الأمويين.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية