الاقتصاد العالمي يترقب نتائج "هدنة الرسوم" وسط تضارب المصالح وتناقص فرص التفاهم
يترقب العالم عودة المنافسة بين الولايات المتحدة والصين إلى واجهة المشهد الاقتصادي العالمي، خلال لقاء جديد يجمع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ، في محاولة لاحتواء التوتر المتصاعد بين القوتين الأكبر في العالم.
لكن رغم أهمية الحدث، تبدو مساحة التفاهمات ضيقة للغاية، ما يرجح أن يخرج الاجتماع ـ إن تم ـ بتمديد مؤقت لهدنة الرسوم الجمركية بدلًا من اتفاق شامل يعيد التوازن للعلاقات التجارية بين البلدين.
ضوابط التصدير الأمريكية على الرقائق والذكاء الاصطناعي
الملف الأبرز على الطاولة هو ضوابط التصدير الأمريكية على رقائق الذكاء الاصطناعي والمعالجات المتقدمة.
وتسعى بكين إلى رفع القيود المفروضة على ذاكرة النطاق الترددي العالي، وهي مكوّن رئيسي في إنتاج الرقائق الذكية، في وقت تسعى فيه لتعزيز قدراتها التقنية المحلية عبر شركات مثل "تشانغشين ميموري تكنولوجيز".
وفي المقابل، تستخدم واشنطن هذا الملف كأداة ضغط للحفاظ على التفوق التكنولوجي الأمريكي ومنع الصين من تحقيق قفزة نوعية في مجالات الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة.
ترامب لمح في تصريحات سابقة إلى إمكانية السماح لشركة “إنفيديا” ببيع نسخة معدلة من رقائق “بلاكويل” إلى الصين، بشرط وجود مكاسب مقابلة تضمن استمرار السيطرة الأمريكية على السوق.
ورغم أن هذه الإشارات قد تفتح باب تفاهم محدود، فإنها لا تغيّر من حقيقة أن الذكاء الاصطناعي أصبح ساحة صراع إستراتيجي بين القوتين.
فول الصويا و"بوينج".. أوراق السياسة الداخلية
في المقابل، تركز الإدارة الأميركية على ملفات أكثر قربًا من الشارع الأميركي، أبرزها فول الصويا والطائرات.
ويريد ترامب اتفاقًا يعزز صادرات فول الصويا إلى الصين، لما يمثله من رمزية سياسية في الولايات الزراعية الداعمة له، بالإضافة إلى دفع صفقة شراء محتملة لنحو 500 طائرة من طراز "بوينج".
بكين من جانبها قد تقدم تنازلات محدودة في هذا الملف مقابل تخفيف جزئي للرسوم الجمركية، لكن دون المساس بقدرتها على إدارة ميزانها التجاري الاستراتيجي مع الولايات المتحدة.
الفنتانيل و"تيك توك".. ملفات جانبية ذات طابع رمزي
ويحضر ملف الفنتانيل، المخدر الصناعي الذي يثير أزمة في الداخل الأميركي، كأداة ضغط بيد واشنطن.
ويسعى ترامب لإجبار بكين على اتخاذ خطوات صارمة ضد تجارة المواد الأولية المستخدمة في إنتاجه، مقابل إعفاءات جمركية رمزية.
أما "تيك توك"، الذي يمثل نموذجًا لتقاطع التكنولوجيا بالأمن القومي، فسيكون محور نقاش حول السيطرة على الخوارزميات وملكية البيانات، مع محاولة ترمب تقديم الصفقة كـ"انتصار تفاوضي" أمام ناخبيه.
الاستثمار في أمريكا.. إغراء محدود وسط قيود متزايدة
تشير تقارير إلى أن الصين عرضت ضخ استثمارات بقيمة تريليون دولار في قطاعات الطاقة النظيفة والتصنيع داخل الولايات المتحدة، لكن التوجه العام في واشنطن لا يزال حذرًا.
فرغم حاجة ترامب لجذب رؤوس الأموال الخارجية لدعم مشروع “إعادة التصنيع الأميركي”، فإن التشكيك السياسي والرقابة الأمنية يفرضان سقفًا منخفضًا لأي انفتاح على الاستثمارات الصينية.
لذلك، قد تقتصر التفاهمات على قطاعات غير حساسة مثل السلع الاستهلاكية أو سلاسل التوريد منخفضة المخاطر.
إلى أين تتجه العلاقات الأمريكية – الصينية؟
في ضوء تضارب المصالح واتساع فجوة الثقة، تبدو فرص التوصل إلى اتفاق شامل محدودة للغاية.
ورجّحت تقديرات "بلومبرج إيكونوميكس" أن يقتصر اللقاء المرتقب على تمديد الهدنة الجمركية الحالية لمدة 90 يومًا، مع احتمال طرح إطار مبدئي لاتفاق مؤجل التفاصيل.
أما السيناريو الأسوأ، فهو فشل اللقاء وعودة التصعيد التجاري، ما سيعيد الأسواق العالمية إلى دوامة جديدة من عدم اليقين وتقلب الأسعار.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا





